رئاسة لبنان مستبعدة حالياً… فهل تسبقها الانتخابات الأميركية؟

آية المصري
آية المصري

بينما لا تزال البلاد عالقة في الفراغ الرئاسي الذي يهدد الأوضاع الداخلية، تتفاقم المشكلات أكثر فأكثر بين الفرقاء السياسيين وتتصاعد وتيرة التخوف من حرب شاملة على لبنان. وطالما لا تزال الهدنة في غزة غير مؤكدة وسط مفاوضات مكثفة في الآونة الاخيرة، ومحاولة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اطالة أمد الحرب، تستعد الولايات المتحدة للانتخابات الأميركية في ضوء منافسة عالية السقف بين المرشحين الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، الذي على الرغم من مشكلاته القضائية لا يزال يحتفظ بأسهم مرتفعة للفوز على خصمه بايدن.

من هنا يطرح السؤال: هل ينتظر الفرقاء في الداخل الانتخابات الأميركية قبل أن يتفقوا على رئيس، لا سيما وأنها ليست المرة الأولى اذ جرى تسريع انتخاب ميشال عون قبل الانتخابات الماضية بأربعة أيام، خوفاً من التأثر بنتائجها، وهل يجري الربط بين انتخابات الرئاسة اللبنانية والأميركية؟

أكدت مصادر نيابية سيادية عبر “لبنان الكبير” أن هذا العامل غير موجود، والرئاسة يمكن أن تنتهي في يوم واحد في حال دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة مفتوحة بدورات متتالية.

الصحافي والكاتب موفق حرب رأى أن “موضوع الانتخابات الأميركية كبير جداً وحسابات الفرقاء اللبنانيين يمكن أن تأخذ في الاعتبار الموضوع الرئاسي الأميركي، ولكن الحسابات نفسها الآن تحصل قبل 4 أيام لأنهم لا يدركون من الرابح”، معتبراً أن “الانتخابات اللبنانية لها علاقة بالوضع في المنطقة ومن اللاعبين الأقوياء في لبنان من يتأثروا بالمنطقة سواء على صعيد أميركا أو ايران أو المملكة العربية السعودية أو اسرائيل، وهؤلاء الوحيدون الذين لهم علاقة ويؤثرون مباشرة في وضع الانتخابات الرئاسية في لبنان”.

وحول امكان التوصل الى رئيس في المدى القريب، استبعد حرب في حديث عبر “لبنان الكبير” أي انتخابات في لبنان، وقال: “حتى الخماسية التي تجتمع على مستوى سفراء في لبنان، عندما يكون هناك بحجم ما يحدث في غزة لا نعرف ماذا يحصل فيما بعد، بالاضافة الى البحر الاحمر، واسرائيل المستبدة وماذا سيحدث في الحكومة الاسرائيلية، وبالتالي الانتخابات لدينا ليست أولوية ولن تكون حتى نهاية العام، واذا نزل الوحي على اللبنانيين أن يكونوا مسؤولين واهتموا بمصلحة البلد ينتخبون الرئيس”.

وأشار الى أن “الحرب الشاملة في لبنان واردة لأن كل الحروب تحصل بسبب حسابات خاطئة والزلزال الذي حدث في 7 تشرين الأول لا عودة الى ما كانت عليه الأمور في السابق. حزب الله يتمنى إن حصلت الهدنة في غزة أن تعود الأمور الى ما كانت عليه واسرائيل لن ترضى، وبالتالي ليست كل الأجوبة موجودة في لبنان وليس كل شيء يتعلق بما يريده اللبنانيون”.

وعمن سيكون الأوفر حظاً في الانتخابات الأميركية، أوضح حرب أن “المفاجأة والانجاز أن الرئيس ترامب على الرغم من مشكلاته القضائية التي يعاني منها، باتت حظوظه الى حد ما متساوية مع حظوظ الرئيس الحالي، وهذا انجاز لترامب لكن المستقلين ومن يغيّرون آراءهم ويتأرجحون في الانتخابات الأميركية لم يعيروها بعد اهتمامهم وهذا يحصل قبل الانتخابات بشهرين”، لافتاً الى وجوب “أن ننتظر الى ما بعد المؤتمرات الحزبية وتنطلق حملة الانتخابات الرئاسية الجدية التي يكون فيها اثنان وتبدأ الاستطلاعات التي لها رأي لأن الناس حينها يبدأ اهتمامها”.

وذكر بأن “ترامب سيطر على الحزب الجمهوري وربح في الانتخابات التمهيدية من دون منازع ولم تكن لديه أي منافسة جدية، ومن الصعب التكهن اليوم والأفضليات دائماً في تاريخ أميركا تكون للرئيس الموجود في الحكم، لكن مشكلة بايدن أن قاعدته الشعبية مترددة في دعمه ومشكلة الحزب الديموقراطي اليوم في عمر الرئيس بايدن، وهي أكثر ورقة تعمل ضده. اما في الأمور الثانية سواء الاقتصاد أو الملفات الاقليمية فلا فرق بين الاثنين بصورة فاقعة وواضحة، خصوصاً أن الاقتصاد الأميركي غير منهار والتضخم تحت السيطرة وليس هناك عامل اقتصادي مهم في الانتخابات المقبلة، وبالتالي يجب أن ننتظر الى مرحلة ما بعد مؤتمرات الحزبين وتبدأ مرحلة اهتمام الجمهور”.

وحول نجاح بايدن في الاستثمار بصوت المسلم، قال حرب: “بايدن لا يقوم باستثمار بل باستدراك لأن من صوّتوا له في المرحلة الأخيرة يكرهون ترامب لما كان له من تصريحات، واليوم غاضبون منه بسبب غزة، والسؤال هل سيقنعهم بالتصويت؟ فهم لن يذهبوا الى ترامب”.

شارك المقال