حاملات الطائرات الأميركية لمهاجمة إيران… خطأ تاريخي؟

حسناء بو حرفوش

حذر تحليل أميركي من أن إرسال حاملات طائرات لمهاجمة إيران ليس خطوة ذكية، لافتاً إلى ضرورة البحث عن بدائل لما يعتبر “أقرب إلى خطأ تاريخي”.

ووفقاً للمقال الذي يحمل توقيع المحلل الجيوسياسي والكاتب في “واشنطن تايمز”، براندون فيشرت، تعي الادارة الأميركية بأن “القدرات العسكرية الإيرانية تهدف في المقام الأول الى ردع قوتها من خلال تهديد الإنتشار الاستراتيجي لحاملات الطائرات الأميركية وممرات الشحن الدولية الضرورية لتجارة النفط العالمية”.

“دور البحرية بخطر”

“ويواجه دور البحرية الأميركية كضامن للأمن البحري تحدياً مباشراً بفعل الجهود المتضافرة التي تبذلها إيران لتعطيل هذه الديناميكية، ما يوضح التحول الكبير في توازنات القوى العسكرية والجيوسياسية الاستراتيجية في المنطقة. وفي محاولة للتفوق، تخوض إيران حرب الظل من خلال توجيه مخالبها الفولاذية نحو نقطة الضعف للولايات المتحدة وحلفائها الاقليميين”.

وتدرك إيران، حسب التحليل، “على غرار شركائها في الصين وروسيا، أن القوة العسكرية التقليدية الأميركية تتمتع بقوة تدميرية كبيرة. ولهذا، عملت إيران بكل جد على بناء قدراتها الخاصة لردع المؤسسة العسكرية الأميركية عن استعراض قوتها في ما تعتبره مجال نفوذها وبناء قدراتها لمنع البحرية الأميركية من نشر أقوى منصة للأسلحة الهجومية لديها، أي حاملة الطائرات، في المناطق التي تعتبرها إيران حيوية لمصالحها الوطنية”.

“إيران وتهديد الشحن العالمي”

ويسطر المقال في موقع “ناشيونال إنترست” الالكتروني، ما يحدث إلى حد ما مع الحوثيين، الذين قاموا بتعطيل الشحن الدولي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. هذا بالاضافة إلى تهديد الايرانيين في الماضي بعرقلة عبور السفن عبر الممر المائي الحيوي لمضيق هرمز. ويعد مضيق باب المندب ومضيق هرمز جزءاً من “نقطة العبور العالمية للنفط”. ويُعد البحر الأحمر أيضاً نقطة عبور مهمة بين نقاط النفط الأخرى.

وتهدد إيران، كما يضيف التحليل، كل قنوات التجارة الدولية هذه من خلال وكلائها. و”عادة ما تكون البحرية الأميركية هي الضامن للتجارة الحرة المفتوحة. كان هذا أحد الأسباب وراء قرار واشنطن بنشر حاملة طائراتها الجديدة من طراز فورد قبالة سواحل قطاع غزة مباشرة بعد هجمات 7 أكتوبر من العام الماضي”.

ومع نشر حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس جيرالد ر. فورد” (USS Gerald R. Ford) على سواحل إسرائيل وغزة، توجهت حاملة طائرات أخرى، من طراز “نيميتز”، إلى مضيق هرمز. “كان ذلك بمثابة استعراض عضلي للقوة في المنطقة. وهي إشارة أريدت في الغالب لتنحي طهران”.

وفي حالة نشوب حرب بين إيران والولايات المتحدة، ستكون حاملات الطائرات من بين الأسلحة الأولى التي سترسل إلى المعركة. وقد تكون قدرات “المنطقة المحرّمة/منع الولوج” الايرانية متقدمة بما يكفي ليصبح بقاء حاملة طائرات أقرب الى المخاطرة. وحتى لو لم تكن الأنظمة الايرانية متقدمة تقنياً بما يكفي لإغراق إحدى السفن الأميركية العملاقة، ستبقى القوات الايرانية قادرة على إلحاق أضرار جسيمة بأسطح الطيران المهمة للغاية على هذه السفن الحربية العظيمة، وجعلها غير فاعلة قتالياً.

وفي حال دمرت إيران حاملة طائرات، لن تحدث ثغرة في الدفاعات الاستراتيجية فحسب، بل ستجبر واشنطن أيضاً على اتخاذ موقف دفاعي، والاحتفاظ بالأصول الرئيسية بدلاً من المخاطرة بها، وهذا يعني أن إيران ستحمل زمام المبادرة في مثل هذا الصراع.

بدائل عن حاملات الطائرات

وبطبيعة الحال، يقترح التحليل أساليب أخرى للهجوم مثل “الضربات الصاروخية الدقيقة من الغواصات أو الهجمات الجوية من الطائرات الحربية من إحدى القواعد العسكرية الأميركية التي لا تعد ولا تحصى في المنطقة كلها بدائل ممكنة لحاملة الطائرات. ومع ذلك، تصر البحرية في كثير من الأحيان على إرسال الغواصات أولاً. هذا يبدو منطقياً. فهي ليست رمز القوة العسكرية الأميركية فحسب، ولكنها تبرر أيضاً المبالغ الضخمة من أموال الضرائب التي تنفق على مثل هذه الأنظمة. ومع ذلك، إذا تم تدمير حاملة طائرات، فستخاطر الولايات المتحدة بتحطيم صورة النظام الذي لا يقهر وهذا ما لا يمكن للبنتاغون الاستهانة به”.

شارك المقال