46 عاماً و”اليونيفيل” باقية… مصدر أمان وحماية لأهالي الجنوب

آية المصري
آية المصري

46 عاماً مضت على تأسيس قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان “اليونيفيل”، وتحل هذه المناسبة هذا العام بنكهة مختلفة وسط حدود جنوبية مشتعلة بين “حزب الله” والجيش الاسرائيلي، ودعوات دولية ومحلية الى ضرورة الالتزام بالقرار 1701 وتطبيق كل مندرجاته التي لم تطبق يوماً من الجانبين اللبناني والاسرائيلي.

وجود هذه القوات ساهم كثيراً في إبعاد الخطر عن لبنان وفي حفظ السلام والتخفيف من حدة المشكلات التي تقع، لكنه في الوقت نفسه جعلها عرضةً للخطر الكبير اذ واجهت في الكثير من المرات اعتداءات متتالية في عدد من المناطق، وأخطرها مقتل جندي ايرلندي في هجوم على دورية لـ “اليونيفيل” في العاقبية. أما آخرها فعندما أوقف عناصر من “حزب الله” آلية دخلت عن طريق الخطأ الى منطقة حيّ السلم في الضاحية الجنوبية، مع العلم أن من حق “اليونيفيل” التنقل بحرية على الأراضي اللبنانية كافة.

وتؤدي هذه القوات العديد من المهام وتشكل نوعاً من الضمانة الدولية لحق لبنان في سيادته على أرضه في الجنوب، بالاضافة الى دورها البحري من خلال قواتها البحرية الخاصة التي تعمل على المحافظة على الشواطئ اللبنانية ناهيك عن الدور الانمائي الاجتماعي والثقافي والتربوي الذي قوم به.

ويبلغ العدد الاجمالي والفعلي لقوات “اليونيفيل” في لبنان عشرة آلاف و500 جندي بمن فيهم 850 جندياً يعملون ضمن الخطة البحرية.

العميد الركن المتقاعد وضابط الارتباط السابق بين الجيش اللبناني و”اليونيفيل” مانويل كرجيان رأى في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “مراقبة السلام وحفظ السلام يجب أن يكونا من الطرفين، وعندما صدر القرار 425 و426 كانا تحت البند السادس الذي يقول ان الأطراف المعنية بالاشتباك أو القتال يفترض أن تلتزم بالقرار وبالتالي دور اليونيفيل هو مراقبة تنفيذ هذا القرار، اذا لم يلتزم الاثنان، ودورها ليس أن تلزمهما بذلك”، مشيراً الى أن “مهمة اليونيفيل منذ العام 1978 حتى اليوم مراقبة تنفيذ القرارات الدولية من خلال حفظ السلام بموافقة الأطراف المعنية وبالتالي تراقب هذا التنفيذ، وفي حال لم تنفذ ترفع تقريراً الى مجلس الأمن، وليس تنفيذها لأنه يصبح لديها فصل جديد”.

وفي ظل ما يحدث في لبنان واشتعال الجبهة الجنوبية وامكان مغادرة “اليونيفيل” البلاد، لفت كرجيان الى أن “مغادرة اليونيفيل لبنان بحاجة الى قرار من مجلس الأمن، والرأي العام الدولي ليس في وارد سحبها من لبنان لأن هناك مصالح كبرى لمنع تفجر الأوضاع في المنطقة، ودور اليونيفيل ووجودها في لبنان مهمان جداً، لأن وجودها يعطي المواطنين اللبنانيين الموجودين في منطقة الجنوب أماناً معيناً فهم منذ العام 1978 يشعرون بأنهم محميون بوجودها”.

وأوضح أن “دور اليونيفيل انماء اجتماعي، انماء صحي مع المواطنين، انماء ثقافي، انماء اداري، انماء زراعي، وانماء رياضي، وهذا كله يصب في أن دور اليونيفيل في لبنان مهم جداً لكل سكان الجنوب ووجودها لديه وجهان، وجه أمني يحمي من الاعتداءات الاسرائيلية ووجه ثانٍ اجتماعي وانمائي”.

وحول الاعتداءات التي تتعرض لها “اليونيفيل”، أكد العميد كرجيان أن “اليونيفيل لديها حرية التنقل وفي العام 2022 أضافوا لليونيفيل مهمة التنقل بحرية في كامل الأراضي اللبنانية من دون التنسيق أو السؤال المسبق من الجيش اللبناني، انما فعلياً على أرض الواقع قائد اليونيفيل لا ينفذ شيئاً الا بالتنسيق مع الجيش، والاعتداء الذي حصل في العاقبية وأسفر عن مقتل الجندي الايرلندي هو حادثة حصل فيها تحقيق وسلم الموقوف الى الجيش اللبناني”.

وأعرب رئيس بعثة “اليونيفيل” وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو في ذكرى تأسيس هذه القوات، عن استعدادها لدعم التوصّل إلى حلّ سلمي للأزمة التي تتطور بسرعة في جنوب لبنان، وتجدد الدعوات الى جميع الأطراف الفاعلة لإلقاء أسلحتها، وإعادة الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701، والعمل نحو حلّ سياسي وديبلوماسي.”

ووجّه لاثارو التحية الى حفظة السلام المدنيين والعسكريين الذين خدموا مع البعثة على مرّ السنين، بما في ذلك أكثر من 330 شخصاً لقوا حتفهم أثناء خدمة السلام، معتبراً أن “تضحية أولئك الذين فقدوا حياتهم هنا لم تذهب سدى، وجهودنا اليوم، في هذه الظروف الصعبة للغاية، هي بمثابة تكريم لذكراهم. إن تضحياتهم تحفّزنا على مواصلة عملنا نحو وقف التصعيد على المدى القصير، والسلام على المدى الطويل”.

شارك المقال