اجتماع بكركي ليس مبادرة رئاسية… ووثيقته “وطنية” لا “مسيحية”

آية المصري
آية المصري

كل شيء في البلد بات يسترعي الانتباه، خصوصاً في ظل الشغور الرئاسي المهيمن من جهة، وانعدام الحركة الرئاسية وتحديداً مع انتهاء جولة سفراء “الخماسية” في اليومين الماضيين من جهة أخرى.

ولعل الاجتماع في الصرح البطريركي في بكركي لديه نكهة خاصةً كونه يحمل دلالات معينة ازاء ما يحصل في البلاد، وهو ليس الأول من نوعه، فقد عُقدت في الأشهر الماضية اجتماعات عدة بين عدد من الفرقاء المسيحيين.

وعلى الرغم من أن ممثلين عن حزبي “القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية” حضروا لقاء الأمس، الى جانب “التيار الوطني الحر”، ووفد من “الأحرار” للمرة الأولى، الا أن “المردة” غاب عنه، مع العلم أنه وجهت دعوة اليه كبقية الفرقاء المسيحيين، فضلاً عن حضور المحرك الأساس لكل اللقاءات راعي أبرشيّة أنطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم.

ووفق المعطيات التي حصل عليها “لبنان الكبير” فان هذا اللقاء لا يرتبط بالشق الرئاسي اطلاقاً ولم يحمل أي أسماء، لأنه ليس مبادرة رئاسية، وأجواؤه كانت ايجابية بين جميع الحاضرين، وستنتج عنه وثيقة وطنية لبنانية سيادية.

وفي السياق، رفضت مصادر نيابية حضرت اللقاء تسمية الوثيقة بـ “الوثيقة المسيحية”، مشددةً على أنها وثيقة وطنية. وأشارت الى أن “الاجتماعات مستمرة حتى الوصول الى وثيقة انقاذية وطنية لبنانية تُبحث بين أطراف منذ ثلاثة أشهر، وستُعرض بعد ذلك على جميع الفرقاء وهي ليست بمبادرة جديدة ترعاها بكركي لأنها ليست محددة بموضوع أو ملف معين”.

وأكدت المصادر في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “هذه المبادرة ليست لها أي علاقة بالملف الرئاسي لا من قريب ولا من بعيد، ولن تدخل في أي تسميات أو طروح رئاسية”، نافيةً “أي معطى يتحدث عن أنها بمبادرة رئاسية، بل هي ستتركز على الدستور”.

اما بالنسبة الى طريقة تحريكها، فأوضحت المصادر أنها رتبطة بالأسلوب الذي سيعتمده البطريرك بشارة الراعي.

في المقابل، لفتت أوساط نيابية من تكتل “لبنان القوي” الى أن “هذه الوثيقة ستتحدث في سلاح حزب الله، ولهذا السبب لم يحضر المردة هذا اللقاء”، معتبرةً أن “هذا ليس موضوع البحث وهناك أمور أساسية أكثر مسيحياً اليوم لتسهيل الحوار، ونحن لسنا مع فكرة البحث في السلاح غير الشرعي بشكل فج كما يجري طرحه. وبالنسبة الينا اليوم هناك ظرف استثنائي يمر به البلد وانتخاب رئيس له أطره الدستورية التي يجب تطبيقها للوصول الى انتخاب رئيس والموضوع الرئيسي ضرب الشراكة الذي يحدث مع وجود حكومة تصريف للأعمال”.

شارك المقال