هل يؤثر لقاح كورونا على الخصوبة والتوازن الهورموني؟

حسناء بو حرفوش

بالتزامن مع السعي الحثيث لرفع معدلات تلقيح السكان ضد كورونا حول العالم، خصوصاً مع الانتشار المرعب لمتحور دلتا، تطرح العديد من التساؤلات حول تأثير اللقاح على الخصوبة والحيض والحمل. موقع مجلة “هيللو” (HelloMagazine) البريطانية حاول الإجابة عن بعض الاستفسارات انطلاقاً من المخاوف التي عبر عنها رواد مواقع وسائل التواصل الاجتماعي.

وينطلق المقال من التساؤل حول “صحة المنشورات المتداولة حول تأثير اللقاح السلبي على الخصوبة لكل من الرجال والنساء؟ فمع استمرار ارتفاع نسب الإصابة بمتحور دلتا، يشعر الكثيرون بالتردد على الرغم من الزيادة في الدراسات التي تنفي تأثير اللقاح على التوازن الهرموني للحيض. ولا يوجد دليل قاطع يؤكد تأثير لقاح كورونا على الخصوبة. كما يترك قرار الحصول أو لا على اللقاح رهنا بكل شخص. ومع ذلك، تنفي الدكتورة شري داتا، اختصاصية أمراض النساء، الادعاءات حول المخاوف المحيطة بتأثير كورونا واللقاح على الخصوبة وعلى الدورة الشهرية وعلى الحمل.

فهل يؤثر كورونا على الطمث؟

تلفت الاختصاصية في حديثها للمجلة إلى أن “إحدى الدراسات وجدت أن حوالي 20٪ من النساء المصابات بكورونا اختبرن دورات شهرية أخف من العادة أو دورات طمث مطولة، ولكن ليس هناك ما يشير إلى أن هذا قد أثر على الخصوبة على المدى الطويل”. ومع ذلك، لا يخفى على أحد أن التوتر والقلق الناجمين عن الوباء نفسه قد يتركان تأثيراً خطيراً على صحتنا العقلية، ما ينعكس بدوره على الدورة الشهرية. وتتابع شري: “يمكن لأحداث الحياة المهولة أن تغير من مستويات الهرمون وتزيد من سوء أعراض الدورة الشهرية أو تؤثر على الطمث بشكل عام”.

كما تشير بعض الأدلة إلى أن اللقاح قد يترك تأثيراً على الدورة الشهرية، ويترجم ذلك تحديداً باختبار دورة شهرية أكثر نزفاً، ولكن ذلك عارض مؤقت. فما هو رأي الاختصاصية؟ توضح شري أنه “يُعتقد أن اللقاح يحفز الجهاز المناعي الذي يمكن أن يؤثر بدوره على بطانة الرحم، ما يؤدي إلى نزول الدم بين فترات الحيض أو بعد ممارسة العلاقة الحميمة، فيلاحظ النزف في وقت مبكر أو بشكل أكثر غزارة”. وتلحظ الطبيبة ضرورة ملاحظة “التأثير المحتمل لتجنب اللقاح بدوره على الدورة الشهرية، بسبب ربطه بالأفكار المذكورة، مع الإشارة إلى حقيقة أن الإصابة بكورونا قد لا تؤثر فقط على الدورة الشهرية، بل وقد تتسبب بمضاعفات صحية تهدد الحياة”.

ماذا عن الخصوبة والتوازن الهرموني؟

“تشير الدلائل الحديثة إلى أن أي تأثير لكورونا على التوازن الهرموني ضئيل، كما يغيب الدليل على التأثير طويل الأمد على الخصوبة أو الإجهاض المبكر. ومع ذلك، تشجع الاختصاصية أولئك المهتمين على التحقق من توازنهم الهرموني مع الطبيب النسائي إذا شعروا بأي تغير”.

هل لقاح كورونا آمن أثناء الحمل؟

لقد أوصت الجهات المختصة بأخذ اللقاح أثناء الحمل، وكذلك أعلنت أنه آمن بعد الولادة وأثناء الرضاعة الطبيعية. وتصف الدكتورة شري “هذه الطريقة بالإجراء الأكثر أمانًا للحماية من كورونا أثناء الحمل، لكل من الأم والطفل”. كما تشرح تهديد فيروس كورونا المستجد على الأمهات الحوامل، حيث “تشير الدراسات إلى أن النساء اللواتي يصبن بالفيروس في وقت الولادة يعانين من مخاطر أكبر للإصابة بمقدمات الارتعاج (أو تسمم الحمل) والحاجة إلى عملية قيصرية طارئة أو الإملاص (أي ولادة الجنين ميتاً). ويمكن أن يقلل اللقاح من هذا الخطر”. وقد تشعر بعض النساء باطمئنان أكبر في تأخير أخذ اللقاح إلى ما بعد الثلث الأول من الحمل لأن هذه الفترة هي الأهم لنمو الطفل، ولكن “لا يوجد دليل على أن هذا ضروري. لحسن الحظ، هناك خبر سار للأشخاص الذين يحاولون الإنجاب، حيث تشير الأدلة إلى أن النساء المعنيات لسن بحاجة لتجنب الحمل بعد الحصول على جرعتي لقاح كورونا بغياب الدليل على تأثير مباشر للقاحات كورونا على الخصوبة”.

النص أعلاه ترجمة مستوحاة من بعض ما ورد في مقال موقع “هيلو” البريطاني. “لبنان الكبير” ينصحكم دائماً بمراجعة الطبيب المختص وبالتمسك بالإجراءات الوقائية حفاظاً على سلامتكم وسلامة المحيطين بكم.

المصدر: hello magazine

شارك المقال