وجه الشرق الأوسط يتغير جذرياً

حسناء بو حرفوش

في ظل الأحداث الجارية في غزة وحجم الخسائر والرعب الذي نعيشه كل يوم، من السهل إغفال التغيرات التي طرأت على وجه الشرق الأوسط. هذا ما سلّط فريد زكريا عليه الضوء في مقال بموقع “واشنطن بوست”، ركز فيه على “وطأة أهوال الحرب والكآبة والعنف وعدم الاستقرار وكل الأمور التي تنسينا التحول المهم الذي حدث في الآونة الأخيرة: الدول العربية التي تقود الشرق الأوسط تلعب دوراً مهماً وبناءً في استقرار الوضع وتعمل من أجل تحقيق السلام. وهذا تغيير جذري مقارنة بالعقود الماضية”.

“ولا يخفى على أحد أن الدور المصري الذي كان يحدد أجندة العالم العربي لعقود من الزمن ما عاد على حاله. كما أن العراق وسوريا في حالة من الخلل، ودول الخليج تلعب دوراً هو الأهم وتبحث عن الاستقرار والفرص الاقتصادية. كما يكتسب التحول في مصر أهمية خاصة. وبطبيعة الحال، هناك التعقيدات والفروق الدقيقة. فقد تمكنت قطر من لعب دور كوسيط بين حماس وإسرائيل وعلى الرغم من الانتقادات التي طالتها، الحقيقة هي أنه في غياب وسيط، لن يكون من الممكن وقف إطلاق النار أو التوصل إلى اتفاقات سلام. وكانت الحكومة القطرية، بناءة ومسؤولة في المساعدة في التوسط في المفاوضات”.

أما على مستوى الشعوب العربية، فيلحظ المقال تحولاً في “الرأي العام في العالم العربي بصورة حادةضد إسرائيل والولايات المتحدة، ويزداد الانتقاد يوماً بعد يوم. ولكن حتى هنا، هناك جانب مضيء كما أشار عمرو حمزاوي، الباحث في مؤسسة كارنيغي في تشرين الثاني/نوفمبر، فإن المواقف العربية منذ بدء الحرب كانت أكثر اعتدالاً بكثير مما كانت عليه في الماضي، حيث أدانت العنف ضد المدنيين، ورفضت الإرهاب وحثت على حل الدولتين. وأشار حمزاوي إلى أن هذا جزء من تحول أوسع نطاقاً عن العنف السياسي، حيث رفض ما يزيد عن 90 بالمائة من العرب الذين شملهم الاستطلاع من قبل مصدر واحد في السنوات الأخيرة التطرف والإرهاب”.

“وقد تفسر هذه الخلفية التركيز على الطرق العملية لمساعدة الفلسطينيين، مثل وقف إطلاق النار وممرات المساعدات وإعادة الإعمار بعد الحرب، وكل ذلك على الطريق المؤدي إلى الدولة الفلسطينية. وأخبرني (أي المحلل فريد زكريا) المسؤولون الأميركيون أنهم يجدون قيادات الدول العربية متحمسة وبناءة ومفيدة في البحث عن الحلول كما أن الخطة التي تقودها السعودية عملية وقابلة للتنفيذ”.

ويختم المحلل: “لا شك في أن هذا التغيير لن يحلّ القضية الفلسطينية، لكنه يشير على الأقل إلى أن هناك بعض الدعم للسلام والاستقرار والاعتدال في منطقة هي بأمس الحاجة إليهم”.

شارك المقال