الرئاسة مجمّدة حتى يقول الساحر “أبراكادبرا”

محمد شمس الدين

التحرك الأخير لسفراء اللجنة الخماسية كان من بداية شهر رمضان حتى منتصفه، ثم غادر السفراء العرب لقضاء هذا الشهر مع عائلاتهم في دولهم، ولم يحصل أي تحرك منهم باتجاه الاستحقاق منذ ذلك الوقت. أما على الصعيد الدولي، فكانت زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين قبل الشهر الفضيل، وكان من المفترض أن يحصل تواصل بعد الزيارة بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلا أن مساعده الذي بقي في لبنان من أجل ذلك التواصل، غادر بيروت بعد يومين، في مؤشر سلبي على محادثات هوكشتاين مع اسرائيل، وبالتالي لا اتفاق حول الحدود ولا انفراج في الاستحقاق الرئاسي، وتقول المصادر السياسية والديبلوماسية ان كل الملفات معلقة إلى ما بعد حرب غزة.

مصادر سياسية مطلعة على أجواء مرجعية سياسية قالت في حديث لموقع “لبنان الكبير”: “على الرغم من وجود النية بفصل الملفات إلا أنها متشابكة بين بعضها البعض حكماً، وستبدأ خريطة الطريق من نهاية حرب غزة، ثم الحدود اللبنانية، وبعدها قد يتم تمرير الملف الرئاسي أو تأجيله إلى ما بعد المفاوضات الأميركية – الايرانية بحيث تجري محادثات أولية في سلطنة عمان”.

أما عن التحركات الداخلية، فلفتت المصادر إلى أن “بعضها هو لتضييع الوقت وشد عصب الشارع بينما البعض الآخر هو بدفع كبير من المملكة العربية السعودية التي تحاول تعبيد الطريق إلى بعبدا، بعيداً عن الارتباطات الخارجية المفروضة على الاستحقاق. إلا أنه على الرغم من النوايا الطيبة، لن تكون هناك رئاسة من دون كلمة سر أميركية، علماً أن واشنطن لا تعارض التحرك السعودي، حتى أن السفيرة الأميركية في الجولة الأخيرة سألت رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وقادة الأحزاب المعارضة وأيضاً البطريرك الماروني بشارة الراعي عن سبب رفضهم للحوار، ما يعطي مؤشراً على رضى أميركي عن التحركات السعودية، ومحاولة إعطائها زخماً، بغض النظر عن المصطلح المستعمل للحوار، مشاورات أو غيرها، أو حتى شكله”.

وأشار مصدر سياسي مخضرم لـ “لبنان الكبير” إلى أن “الحلول في لبنان تحصل عادة فجأة، بسحر ساحر تأتي كلمة السر، فترى القوى السياسية كلها تنزل عن شجرة التصعيد وتسير بالحل، وتخرج على الاعلام أمام جمهورها تؤكد انتصارها وتضحيتها في الوقت نفسه من أجل لبنان، عجيبة السياسية اللبنانية، ليست لها مثيل في العالم، وبالتالي يجب الانتظار في الملف الرئاسي حتى يقول الساحر أبراكادبرا”.

شارك المقال