المقدح يواجه إسرائيل… والعين على “الحلوة”

حسين زياد منصور

يوماً تلو الآخر تترسخ فرضية استهداف مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان أكثر فأكثر. فعلى مدار الأشهر الستة الماضية، استهدف العدو الاسرائيلي العديد من القيادات الفلسطينية، والتي تصنف فاعلة ومؤثرة في العمل الفلسطيني في مواجهة الاسرائيلي.

الطيران الحربي الاسرائيلي الى جانب المسيرات التي لا تفارق سماء الجنوب، وصيدا والمناطق المجاورة، بالتأكيد يركزان نشاطهما ومتابعتهما على مخيم عين الحلوة، حيث يتمركز عدد من القادة الفلسطينيين.

وفي سابقة تعد خطيرة، وتقرب المخيمات أكثر من خط النار، ادعاء جهاز الأمن الاسرائيلي – الجيش والشرطة والمخابرات (الشاباك) – أنه ضبط كمية من الأسلحة لدى منظمات الجريمة في المجتمع العربي من صنع إيراني، وهي في طريقها إلى الضفة الغربية بهدف تنفيذ عمليات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية.

وحدد بيان مشترك للجيش و”الشاباك” من هم الضالعون في هذه العملية، ومن هي الجهات الأمنية الايرانية المسؤولة عن ذلك، وأنه بعد سلسلة اعتقالات واسعة واجراء تحقيقات تبين أن اللواء منير المقدح ” يجنّد جهات في مناطق الضفة الغربية من أجل تنفيذ عمليات مسلحة، ويسعى الى تهريب أسلحة إيرانية وتمويل بطرق متنوعة للخلايا التي جندها هناك”، بحسب البيان.

المقدح

حاول موقع “لبنان الكبير” التواصل مع اللواء المقدح للوقوف على رأيه، ولمعرفة تفاصيل أكثر وأدق، وحقيقة هذا الاتهام، الا أنه غائب عن السمع، ومن المرجح أنه يتخذ احتياطات أكثر من السابق.

ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير”، من خلال أحد المصادر الذي تواصل مع جماعة المقدح، لم ينفِ هذه الأخبار، وأكد وقوفها الدائم الى جانب المقاومة الفلسطينية التي هي جزء منها، في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي.

وأوضحت المصادر في معلوماتها أن جماعة المقدح أشارت أيضاً الى بيان صدر عن “كتائب شهداء الأقصى”، يفسر ويوضح كل شيء، ويجيب عن كل الأسئلة.

ومن بيان قيادة “كتائب شهداء الأقصى”، فان “الأسلحة التي صورت في القدس عاصمة دولة فلسطين وفي طريقها إلى ضفة الأحرار لن تتوقف حتى دحر الاحتلال عن أرضنا. ما رأيتموه في تقرير الاحتلال شيء بسيط مما في جعبتنا وسترون في الأيام المقبلة ما دخل إلى الضفة لأن هذا الاحتلال القائم على المجازر وقتل الأطفال واغتصاب النساء الطاهرات العفيفات لا يفهم سوى لغة الدم والسلاح. نعاهد جماهير شعبنا على الاستمرار في المقاومة ودعم المقاومين حتى كنس المحتل الغاصب عن أرضنا”.

عين الحلوة

مصادر فلسطينية مطلعة لم تستغرب في حديث لموقع “لبنان الكبير”، هذا الأمر، لكنها رأت فيه خطورة كبيرة على أبناء المخيمات، الذين انتفضوا منذ البداية وأرادوا الزحف نحو الحدود للمشاركة في العمليات العسكرية ضد العدو، معتبرة أن “هذا الأمر يزيد من فرضية استهداف المخيمات الفلسطينية في لبنان، خصوصاً وأن العدو يواصل ملاحقة عدد من قيادات حماس، وتمكن من اغتيال أعداد منها”.

وأشارت المصادر الى أن “العدو الاسرائيلي يستهدف حزب الله وحماس والجماعة الاسلامية وبقية الفصائل التي تقاتله، واللواء منير المقدح له تاريخ في مواجهة إسرائيل، التي حاولت اغتياله عدة مرات، وفشلت، وهو معارض لسياسات التطبيع معها، وقائد كتائب شهداء الأقصى التي تقوم بعمليات في الضفة والقدس”.

وذكرت بأن “المقدح كان من أوائل المتحمسين مع انطلاق طوفان الأقصى، ومواقفه وتصريحاته واضحة. حتى بعد اللقاء الذي جمعه بوفد من حماس للتعرف أكثر على طوفان الأقصى، رحب بها وأكد وقوفه الكامل إلى جانبها، وأنها أتت في التوقيت المناسب، وذكر حينها بضرورة رص الصفوف”.

وأكدت أن “ما يحصل أمر جيد في سبيل الضغط على الاسرائيلي لكنه في الوقت نفسه سيعرض أبناء المخيمات للخطر”.

شارك المقال