بعد ضربة سوريا… تطور في معادلات الميدان

محمد شمس الدين

مجزرة جديدة ارتكبها الجيش الاسرائيلي، ولكن هذه المرة في سوريا، حيث أودى قصف على منطقة في حلب بحياة 44 شخصاً بين مدنيين وعكسريين، 6 منهم عناصر تابعون لـ “حزب الله”، وهي ضربة تعتبر الأكثر دموية منذ بدء الحرب. فهل تسعى اسرائيل إلى استفزاز الحزب وسوريا وجرهما إلى الحرب؟ وماذا سيكون رد فعل المحور؟

مصدر مطلع على أجواء “الممانعة” اعتبر في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “الحزب ومن خلفه المحور أظهرا قدرة انضباط كبيرة، منذ بدء الاعتدءات، فهما فوجئا بالطوفان في 7 تشرين الأول، في وقت سوريا مدمرة وجيشها لم يعد الى مجده بعد، والفصائل ليست مستعدة، ولكنهم جميعاً مجبرون على القيام بشيء ما لحفظ ماء الوجه وتثبيت مبدأ وحدة الساحات، وهذه هي الحرب في جبهات المساندة أو حرب المشاغلة والثمن مقبول حتى الآن”.

ولا يتوقع المصدر حرباً شاملة أو على الأقل المحور ليس في وارد بدء الحرب إلا أنه يستعد لها ويقوم بتحضيراته من أجل أن يكون في جاهزية في حال وقعت، “فلا شيء مضمون مع اسرائيل، ولحسن الحظ أن أميركا ليست على الموجة نفسها مع رئيس كيان العدو بنيامين نتنياهو، وتحاول أن توجد هدوءاً على الحدود عبر الدفع الى تنفيذ القرار الدولي 1701”.

ورأى وزير سابق في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن اسرائيل أضعف من أن تخوض حرباً على عدة جبهات، لافتاً إلى أن “حرباً مع لبنان تعني حرباً مع كل المحور من دون ايران التي لن تدخل إلا في حال دخلت أميركا إلى جانب حليفتها، وبالتالي اسرائيل لن تتمكن من مواجهة لبنان وسوريا والعراق واليمن في الوقت نفسه، بالاضافة إلى غزة وحتماً ستجري تحركات في الضفة، والقصف الآخر في سوريا على الرغم من ضخامة الحدث، إلا أنه لا يزال ضمن قواعد الاشتباك”.

أما عن رد الحزب، فتوقع مصدر عسكري لـ “لبنان الكبير” أن “تشتعل المواقع الاسرائيلية المتاخمة للحدود، وقد يتم توجيه رسالة صاروخية من الجهة السورية، كون القصف حصل في حلب، وقد يكون مداها بعيداً إلا أنه سيكون هناك حرص على أن لا تؤدي إلى رد فعل اسرائيلي أكبر يؤدي إلى حرب شاملة”. وأوضح أن “اللحظة التي يبدأ فيها حزب الله بإشعال المستوطنات البعيدة عن الحدود، ليس بصواريخ دقيقة وحسب، بل بصواريخ مدمرة هي اللحظة التي يمكن القول فيها ان الحرب قد بدأت”.

وشدد المصدر على أن “الميدان محكوم بقواعد اشتباك ومعادلات، وهي تتطور وفق التصعيد الاسرائيلي، وطالما أن اسرائيل تصعد بهدف الضغط على الديبلوماسية، فالحرب مستبعدة، لا سيما أن أميركا مشغولة بمحاور أخرى، ولا تريد أن تعود الى حروب الشرق الأوسط، تحديداً أن السياسة العربية العامة اليوم رافضة لكل أشكال هذه الحرب، وتريد التهدئة في المنطقة، ومهما علا تهديد اسرائيل وعيدها، لا يمكن لها خوض حرب من دون أميركا”.

شارك المقال