اجتياح رفح يقترب؟

زاهر أبو حمدة

على الرغم من كل التحذيرات الدولية والأممية من اجتياح جيش الاحتلال محافظة رفح جنوب غزة، إلا أن بنيامين نتنياهو يؤكد تنفيذ العملية ولو لم يوافق الرئيس جو بايدن. ومع ذلك تبقى الاجتماعات مفتوحة بين الطرفين الأميركي والاسرائيلي بشأن كيفية السيطرة على رفح حتى لو كان الخلاف كبيراً حول التكتيك وطرق الهجوم. وإن كان بايدن، لا يريد عدد ضحايا كبيراً مع اقتراب الانتخابات الأميركية وتراجع العرب والمسلمين الأميركيين عن دعمه، فنتنياهو لا يهمه سوى البحث عن انجاز.

يقول نتنياهو، أثناء النقاش السري للجنة الخارجية والأمن في الكنيست: “لو كنت تحدثت عن دولتين لشعبين وتخليت عن الهجوم على رفح، لكنت في علاقات ممتازة مع الأميركيين. رئيس حكومة آخر كان ليفعل ذلك، يكسبهم لكن يخسر إسرائيل في المعركة ضد حماس. وفي ما يتعلق بالمقترحات الأميركية للهجوم من الجو: رأينا عندما قاتلت الولايات المتحدة في الفليبين، في أماكن تضم عدداً أقل بكثير من الناس وفي ظروف حضرية أخف بكثير، تسببت في خسائر فادحة أكثر بكثير مما تسببنا فيه في غزة (100 ألف قتيل)”. صحيح أن نتنياهو، يغمز حول جرائم الولايات المتحدة، لكنه يحاول اللعب على الحبال وكسب الوقت ومحاولة اقناع إدارة بايدن بوجهة نظره.

ووسط التباين الأميركي الاسرائيلي، والرفض المصري العربي لأي اجتياح لرفح وعدم معرفة مصير أكثر من مليون نازح، تبدو السيناريوهات المتوقعة حسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية موزعة على أربعة سياقات:

السيناريو الأول: إجلاء كامل للنازحين الفلسطينيين من رفح إلى مناطق آمنة، وبعد ذلك شنّ هجوم قوي مفاجئ بصورة متزامنة على مراكز ثقل المقاومة الفلسطينية والسيطرة على الجانب الفلسطيني من محور فيلادلفيا.

السيناريو الثاني: فرض حصار على منطقة رفح، عبر شقّ طريق يفصلها عن باقي مناطق القطاع، شبيه بـ”طريق نيتساريم” الذي يفصل شمالي القطاع عن جنوبه. وهدف هذا السيناريو إرسال رسالة إلى “حماس” بأنها ستبقى عالقة مع أكثر من مليون نازح في منطقة رفح المقطوعة عن باقي القطاع حتى تستسلم وتفرج عن الأسرى.

السيناريو الثالث: عملية في رفح على مراحل أي حي تلو الآخر، وبالتالي عمليات الإجلاء تكون متدرجة، وإخلاء كل حي قبل اقتحامه.

السيناريو الرابع: عدم اجتياح رفح ومخيّمات وسط قطاع غزة، والإبقاء على الوضع الحالي، مع التشديد على عمليات اقتحام وغارات مركّزة والتركيز على عمليات الاغتيال، للضغط على قيادات “حماس” للاستسلام. وهذا هو السيناريو المفضّل للولايات المتحدة.

ويمكن إضافة سيناريو خامس، وهو دخول قوات عربية بعد اتفاق شامل وهذا ما تسعى إليه المخابرات المصرية. وهنا تكون الدول العربية هي الضامن لقطاع غزة في الحاضر والمستقبل مع العمل على إقامة الدولة الفلسطينية وإعادة الاعمار. ويقول مصدر فلسطيني: إن “حكومة محمد مصطفى الأخيرة لديها غطاء عربي وأميركي وأوروبي، ويمكنها أن تؤمن الخدمات للقطاع بعد وقف إطلاق النار وثلاث دول عربية تعمل حالياً على أن تدخل قوات إلى القطاع بموافقة فلسطينية وإسرائيلية وربما تنضم إليها قوات متعددة الجنسيات تحت غطاء الأمم المتحدة”.

وأمام الضبابية في ما يخص رفح، يقول مصدر أمني إسرائيلي لصحيفة “إسرائيل اليوم”: “عملية رفح لن تحل مشكلة التهريب إلى القطاع وعلينا بناء عائق أو جدار”، وهذا مقدمة أخرى لفشل أي هجوم على المدى البعيد، ولن يجني الاحتلال سوى الدمار المتواصل وقتل المدنيين من دون تحقيق أهدافه المعلنة أو الضمنية.

شارك المقال