تحليل إسرائيلي: أوباما مهد لعزلة تل أبيب

حسناء بو حرفوش

في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تحقيق نوع من التوازن بين دعمها لاسرائيل وموقفها أمام المجتمع الدولي ودورها في الشرق الأوسط، يزداد الشرخ بينها وبين حكومة بنيامين نتنياهو، وذلك في ظل الدعوات الاسرائيلية الى “مقاومة الخيال الأميركي الذي يدعو لنهاية سريعة وغير حاسمة للحرب”، وفقاً لقراءة للمحلل الاستراتيجي في معهد ميسغاف لبحوث الأمن القومي وللاستراتيجية الصهيونية ديفيد واينبرغ.

ويدعو المقال الذي نشره موقع “جيروزاليم بوست” الاسرائيلي، “تل أبيب الى أخذ الحيطة من برودة واشنطن”، مذكراً بالموقف المتطرف من مشروع الدولة الفلسطينية: “الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أعطى في يونيو/حزيران 2014، الضوء الأخضر لتشكيل ائتلاف وحدة بين فتح وحماس، ما ترك إسرائيل معزولة. ولم يكن أحد على استعداد للاعتراف بأن السلطة الفلسطينية قد انتهت، وأن الدولة الفلسطينية أصبحت فكرة خطرة وأن إسرائيل ليس لديها شريك فلسطيني حقيقي لسيناريو الدولتين السلمي. ولم يتمكن أوباما والأوروبيون من الاعتراف بأي من هذا لأنهم استثمروا بكثافة في السلطة الفلسطينية و(محمود) عباس، بينما ظهر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو باعتباره عقبة أمام السلام”.

أوباما مهد لعزلة إسرائيل

ويعتبر التحليل أن أوباما سعى منذ البداية الى “إبعاد الولايات المتحدة عن إسرائيل ومهد في الأصل الطريق نحو عزلتها”. ويقول الكاتب: “حذر أوباما من العزلة الدولية والعقوبات من الدول والشركات في جميع أنحاء العالم إذا فشل نتنياهو في تأييد محاولته لإقامة دولة فلسطينية. كما أشار الى أن بلاده لم تعد تتمتع بالقوة المطلقة في هذا العالم وإلى أنه لن يكون قادراً على إدارة التداعيات ضد إسرائيل. كل شيء كان مصطنعاً وكان أوباما يتظاهر بالخشية من العزلة المحتملة لاسرائيل، بينما مهد هو الطريق نحو ابتعاد الولايات المتحدة عنها”.

ويربط التحليل بين واقع العلاقات الأميركية الاسرائيلية اليوم وتداعيات سياسة أوباما. “يرتبط هذا التاريخ باللحظة الحالية التي تواجه فيها إسرائيل العزلة الدولية وحتى مقاطعة الأسلحة من إدارة أميركية تضج بمؤيدي أوباما. وتمر العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بلحظة فاصلة بالفعل في أعقاب القرار الذي اتخذته الادارة هذا الأسبوع بالامتناع عن التصويت (أي عدم استخدام حق النقض) على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي ينزع الشرعية تماماً عن الحملة الحربية الاسرائيلية”.

سخاء أميركي إزاء إيران

ويظهر عمق الشرخ بين الحليفين وفقاً للتحليل من خلال التحذير من “المساعي الأميركية لوضع نهاية سريعة وغير حاسمة للحرب في غزة. ويتضمن هذا الحل مناورة لإحياء الدولة الفلسطينية، وصفقة سخية مع إيران من شأنها أن تؤدي بطريقة سحرية الى إنهاء كل الحروب الاقليمية، من صنعاء إلى بيروت ورفح. وهذا يعني أن إسرائيل تقف عند نقطة تحول ديبلوماسي كبير، وهي لحظة محورية ذات آثار تاريخية على المدى الطويل. والقضية المطروحة هي النظرة الاقليمية والدولية لاسرائيل كدولة قادرة على تحقيق انتصار مدوٍ في حرب تعتبرها وجودية وتعتبر فيها أن الوجود الأميركي ضروري بعكس الاستراتيجية العقابية التي تنتهجها واشنطن”.

شارك المقال