حرب غزة: بايدن والكيل بمكيالين

حسناء بو حرفوش

انتقد مقال في بموقع “ذا نيويوركر” (Newyorker) الأميركي التناقضات المستمرة في سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فهو “يدين ممارسات إسرائيل من ناحية ويواظب على تسليحها من ناحية أخرى”.

وكتب المحلل إسحاق شوتينر في هذا السياق: “انتقد البيت الأبيض على مدى عدة أشهر، الحملة العسكرية الاسرائيلية في غزة، ووصف بايدن نفسه الهجوم بالعشوائي، ومع ذلك، استمر في تزويد إسرائيل بالأسلحة والمساعدات. وأدى هذا المزيج المتناقض من الإدانة والدعم إلى زيادة الارتباك حول ما تحاول إدارته تحقيقه بالضبط. وفي الأسبوع الماضي كما بات معلوماً للجميع، رفضت الولايات المتحدة عرقلة قرار للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة. ورداً على ذلك، قام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتأجيل الزيارة المقررة لوفد إسرائيلي إلى واشنطن. وعلى الرغم من أن القرار الأممي أعرب عن قلق عميق بشأن الوضع الانساني الكارثي في قطاع غزة، أعلنت إدارة بايدن في غضون أيام، أنه لم يتبين أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي في استخدامها للأسلحة الأميركية. وذكرت صحيفة واشنطن بوست الجمعة أنه على الرغم من التحذيرات العامة بشأن الغزو الإسرائيلي المخطط لرفح، لجأ أكثر من مليون لاجئ فلسطيني إلى المأوى، وسمحت الولايات المتحدة بنقل المزيد من المعدات العسكرية بقيمة مليارات الدولارات إلى إسرائيل.

وفي السياق نفسه، علق آرون ديفيد ميلر من مؤسسة كارنيغي، والمسؤول السابق في وزارة الخارجية، على الأسباب وراء سياسة بايدن، وأهداف الحرب الاسرائيلية في غزة، وتردد الرؤساء الأميركيين في التصادم مع القادة الاسرائيليين. وقال: أعتقد أن هناك هدفين عريضين. أولاً، الاحتواء، لضمان عدم انتشار هذا الصراع وتحوله إلى حرب إقليمية. وعلى العموم، نجحت الادارة نسبياً في احتواء هذا الصراع. أما الأمر الثاني فيتعلق بما يجب فعله بشأن الصراع نفسه. وتدور الحرب بين دولة راسخة (حليفة لواشنطن) ومنظمة شنت هجوم 7 أكتوبر، بينما أن فكرة خلق نوع من التسوية المؤقتة بين إسرائيل وحماس لم تكن تلك فكرة الادارة.

وربط بايدن، لأسباب عاطفية وسياسية عملية، نفسه بصورة أساسية بأهداف الحرب الاسرائيلية، ويبدو الآن أن إدارة بايدن تحاول الضغط على إسرائيل حتى لا تشن هجوماً عسكرياً على رفح وتسمح بدخول المزيد من المساعدات الانسانية. وفي الوقت نفسه، أظهرت عدم رغبتها في اتخاذ خطوات قوية لمعاقبة إسرائيل أو تقييد تدفق المساعدات أو الأسلحة إلى إسرائيل إذا تجاهل الإسرائيليون تلك الضغوط. فما هذا التناقض؟”.

يضيف: “هذا نهج عدواني وسلبي. الولايات المتحدة غاضبة من نتنياهو، وكانت كذلك قبل ذلك. إنه يترأس الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ دولة إسرائيل. وبعد مرور ستة أشهر على الحرب، لا تزال الادارة غير راغبة (وربما غير قادرة) في فرض تكلفة أو نتيجة واحدة يمكن وصفها بالانتقامية. وهناك ثلاث أدوات يمكن للإدارة سحبها. رقم 1، إيقاف المساعدة العسكرية الأميركية، وليس هناك ما يشير إلى أن الادارة قريبة من ذلك. لقد وافقت للتو على شحنة من القنابل تزن ألفي رطل، وعشرين طائرة من طراز إف-35. رقم 2، تغيير موقف التصويت الأميركي في الأمم المتحدة. ورقم 3، التخلي عن فكرة التفاوض على إطلاق سراح الرهائن برمتها”.

شارك المقال