التشويش الاسرائيلي على لبنان لتعطيل عمليات “الحزب”

راما الجراح

الخروق الاسرائيلية في لبنان ليست جديدة بل عمرها سنوات، لاسيما أن البلد لا يتمتع بأنظمة حماية تقنية كما يجب، بمعنى أنه متأخر في مواكبة الأمن السيبراني، وكان قد تقدم بشكوى إلى مجلس الأمن بشأن التشويش الاسرائيلي على أنظمة الملاحة في مطار رفيق الحريري الدولي ما شكّل أزمة أمام عدد من الطائرات لناحية عدم قدرتها على استخدام نظام الـ”gps”، معتبراً ذلك بمثابة خرق فاضح للقوانين الدولية.

على ما يبدو فإن عملية التشويش الاسرائيلي، تطال منذ أسابيع ذبذبات الإشارة الخاصة بالتلفزيونات، أو الصحون التي تلتقط الاشارة من الأقمار الاصطناعية. وبحسب معلومات عسكرية فان التشويش الذي حصل في المطار ويحصل على الأراضي اللبنانية كافة هدفه محاولة التشويش على الطائرات المسيرة لدى “حزب الله” وطريقة تسييرها باتجاه الأهداف الاسرائيلية، والتشويش بصورة سلبية على الصواريخ الدقيقة أو الموجهة التي يطلقها الحزب، والخوف من أن تنتقل المواجهات إلى ما يشبه مواجهات تقنية، إما في ما يتعلق بخروق بحثاً عن معلومات أو داتا، أو مواجهات أمنية بمعنى عمليات اغتيال.

في هذا السياق، أكد مواطنون من مختلف المناطق اللبنانية أنهم يعانون في الفترة الأخيرة من رداءة الصورة الملتقطة في الصحون، ومنهم من اشترى “ريسيفر” جديداً ظناً أن القديم معطل، كما أن المئات من المشتركين يواجهون انقطاعاً متقطعاً في سرعة الانترنت. هذا التشويش بحسب الخبير في الاتصالات والمعلوماتية عامر طبش “أميركي – بريطاني – اسرائيلي، فالأساطيل البحرية الموجودة في البحر المتوسط عندما تقوم بعملية مسح أو (scan) تتسبب في هذا التشويش دفاعاً عن نفسها، وعن معداتها، والأمر نفسه ينطبق على التشويش الاسرائيلي”.

وقال طبش عبر “لبنان الكبير”: “عندما تخرج الى الجو الطائرات الأميركية والاسرائيلية من نوع إيواكس، وهي طائرات ركاب كبيرة ولكنها مخصصة للتجسس الإلكتروني توثر بصورة كبيرة على كل الموجات كالتلفونات، الكابل، الـ gps، الستلايت وغيرها، وتستطيع تعطيلها أو ايقافها مؤقتاً. وهذا التشويش يمكن أن يطال كل المناطق اللبنانية خصوصاً في حالات التصعيد ومؤخراً استهداف القنصلية الايرانية وحالة التأهب، ونرى معدات الحرب الالكترونية والتجسس في الجو موجودة بصورة دائمة، ويمكن لمسح طائرات الإيواكس أن يصل إلى الحدود العراقية، لذلك التشويش يمكن أن يطال مساحات كبيرة”.

هناك التشويش الذي يهدف إلى تعطيل طائرات من دون طيار بعيدة المدى أو الصواريخ الموجهة بعيدة المدى، واليوم “حزب الله” لا يملك “gps” ستلايت خاص به لتحديد المواقع في الفضاء لاستعماله، بل يستخدم تلك التي تعود الى أوروبا وأميركا في الفضاء، وبالتالي التشويش عليها سهل جداً، أي يستطيعون استهداف الطائرات من دون طيار والصواريخ الموجهة، بحسب طبش.

وبالنسبة إلى تعطل شبكات الهواتف أو انقطاع الانترنت لفترات أو البطء في سرعته في الفترة الأخيرة، أشار الى أنه “ليس مقصوداً، فبسبب كمية التشويش الكبيرة يصبح لدينا نوع من ضعف في الخدمة ما يتسبب في قطع الإتصال أو عدم توافر شبكة الانترنت بصورة جيدة، وطبعاً العملية غير ثابتة بحسب المناطق، في جنوب لبنان التشويش كبير جداً وهدفه قطع الإرسال باعتبار أن هناك خلايا يمكن أن تستخدم هواتفها لتنسيق عملية معينة، وهذا غير موجود عند حزب الله لأنه لا يستخدم شبكات الهاتف بل عند الفرق غير المنظمة، ولكن في لبنان عموماً بسبب الضغط الموجود أساساً على الشبكة في الفترة الأخيرة وعملية التشويش المستمرة يمكن أن نواجه مثل هذه الصعوبات”.

شارك المقال