إيران قدمت لنتنياهو هدية من السماء!

حسناء بو حرفوش

أشار تحليل أميركي إلى أن الهجوم الايراني قدم الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فرصة ذهبية لتلميع صورته في الداخل والخارج. وحذر التحليل المشترك الذي حمل توقيع كل من جيمي ديتمير وغابرييل غافين وكريستيان أوليفر، من أن “العالم إذ انشغل بالتفاوض حول الهجوم وتبعاته، تناسى الوضع في رفح وما عاد الضغط ضد الاجتياح على سلم الأولويات”.

ووفقاً للمقال، “بعد أن كان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطاً كبيرة بسبب حرب غزة، سيصعب هجوم طهران المباشر ابتعاد حلفائه وكبح جماح دعمهم. فإيران لم تعد ذلك البعبع الوهمي وبات بإمكان نتنياهو استثمار هجومها في الداخل لصالحه السياسي. وهذه هبة من السماء خصوصاً في هذا التوقيت الذي يواصل فيه حربه في غزة، وربما ضد لبنان أيضاً.

وكان نتنياهو قد اتُهم على نطاق واسع بالمبالغة في المخاطر المترتبة على هجوم مباشر من الجانب الايراني. والآن، بات بإمكانه أن يدّعي بأن العدو الحقيقي قد ظهر بعد أن تجاوز القصف الايراني غير المسبوق خطاً أحمر لا يمكن تصوره. وهذه هي المرة الأولى التي تشن فيها إيران هجوماً مباشراً على إسرائيل، كما قال نائب مدير مكتب الرئيس الايراني للشؤون السياسية محمد جمشيدي: إن المعادلة الاستراتيجية قد تغيرت بين طهران وإسرائيل.

وتعزز هذه الديناميكية الجديدة إلى حد كبير موقف نتنياهو في سياق تأمين الدعم العسكري الدولي وتسمح له بمضاعفة حربه ضد حماس المدعومة من إيران في قطاع غزة، ومن ثم ربما الالتفات إلى لبنان. والآن أصبح لديه مجال أكبر لتصوير حرب غزة باعتبارها صراعاً من أجل البقاء ضد قوة جيوستراتيجية ذات ثقل جيد التسليح، يقودها أصوليون إسلاميون يسعون الى امتلاك الأسلحة النووية.

توقيت الهجوم لا يمكن أن يبدو أمثل وكأنه مدَّ نتنياهو بحبل النجاة في الوقت الذي ضاق الصبر الدولي بالزعيم اليميني، وقد سمح له بالخروج من مأزقه مع الولايات المتحدة. وبالفعل، ضغط أعضاء الكونغرس من أجل الموافقة على مساعدات دولية إضافية لاسرائيل في أعقاب التحرك الايراني.

وبالنسبة الى يعقوب أميدرور، الجنرال السابق ومستشار نتنياهو للأمن القومي، منح الهجوم رئيسه السابق فرصة ذهبية. لقد أُعطي بيبي، كما يقول، خيارين جيدين وهذا نادراً ما يحدث! فإما أن يذهب الى القتال أو يعلن استعداده للتسوية مقابل توفير واشنطن كل المساعدة اللازمة لاسرائيل.

بالنسبة الى الخيار الأول أي الهجوم المباشر على إيران، سيمثل مهمة ضخمة لاسرائيل وحدها، وقد بدأت الولايات المتحدة بالفعل بالاشارة إلى رغبتها في تجنب مثل هذا السيناريو. أما إيران فتضع ضرباتها في سياق ضرورة تلبية حاجة البلاد الى الانتقام بعد الهجوم على قنصليتها في دمشق في وقت سابق من هذا الشهر. وألحقت الهجمات أضراراً طفيفة بقاعدة جوية إسرائيلية وتقول طهران إنها تريد وقف الأمر عند هذا الحد. أما من الجانب الاسرائيلي، في الظروف العادية، فسيتوجب الرد على هجوم بهذا النوع وهذا الحجم. ولكن في هذه الحالة قد تضطر إسرائيل الى مجاراة التفضيلات الأميركية؛ وهو ما يتعارض بالتأكيد مع بعض المبادئ الأساسية لاستراتيجية الأمن القومي الاسرائيلي.

ومع ذلك، أكد مسؤول إسرائيلي لصحيفة بوليتيكو أن إسرائيل سترد ولكن لا بد من قياس هذا الرد لتجنب حرب شاملة في الشرق الأوسط. وتثير مثل هذه المخاوف بشأن مواجهة مباشرة مع طهران احتمال أن تصب إسرائيل العبء الأكبر من غضبها في الداخل، من خلال الهجمات المستمرة على الأراضي الفلسطينية وربما اتخاذ إجراءات أكبر في لبنان، وهو ما يدعو إليه بعض المتشددين في الحكومة الاسرائيلية منذ أشهر.

وأشار يوسي كوبرفاسر، المدير العام السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلية، إلى أن حرب غزة برمتها كانت في الواقع حرباً ضد إيران منذ البداية. وأضاف أنه يتعين على إسرائيل الحد من قدرات هذا النظام المتعصب في إيران. ولهذا الغرض، يجب أولاً إنهاء المهمة في غزة، ثم التأكد من التداعيات على المشروع النووي الايراني. وفي غزة، ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن المناقشات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة بشأن رفح والضغط الأميركي باتجاه تجنب غزو شامل للمدينة ما عادا من الأوليات”.

شارك المقال