إيران وإسرائيل: الشرق الأوسط على حافة الهاوية

حسناء بو حرفوش

ألقت الهجمات الصاروخية الأخيرة التي شنتها إيران على إسرائيل بظلالها القاتمة على الأمن في منطقة الشرق الأوسط في المرحلة القادمة. فما الذي سيحصل تالياً؟ إيران وإسرائيل والمنطقة على حافة الهاوية من جديد والموقف الأميركي يميل الى التهدئة، وفقاً لمقال في موقع Observer Research Foundation البحثي.

وحسب المقال، “على الرغم من أن طهران صادقت على عملها العسكري من خلال تفعيل المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، عملاً بمبدأ الدفاع عن النفس، ومن إعلان إسرائيل، إسقاطها 97 بالمائة من جميع القذائف بمساعدة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، من بين دول أخرى محتملة، هذا لا يعني أن الأمر قد انتهى من الجانبين. أما الموقف الأميركي فيبقى مائلاً الى التهدئة. ولا يريد الرئيس جو بايدن، الذي يخوض حملة انتخابية يتوقع أن تكون معقدة، أن يفاقم انفجار الوضع في الشرق الأوسط الوضع الهش بالفعل على المستوى الداخلي.

الحكومة الاسرائيلية قالت إن الأمر لم ينتهِ بعد، لكنها تراجعت عن أي رد فوري في الوقت الحالي. وكانت الرسائل من كل من الولايات المتحدة والايرانيين تميل بشدة نحو وقف التصعيد. وأعلنت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة إمكان اعتبار الأمر محسوماً. وحسب التقارير، أبلغ بايدن إسرائيل أن الولايات المتحدة لن تشارك في مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران. كما ورد أن بايدن أخبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه حصل على الفوز الذي أراده. وحاول الايرانيون من ناحيتهم في الواقع التأكيد على غياب نية تصعيد أكبر، ولكن مع المواظبة على التهديد الذي يستثمر محلياً.

النظرة الاسرائيلية

وعلى الرغم من الاستقرار الحالي في المنطقة، ازدادت التوقعات قتامة على المدى الطويل. وبالنسبة الى إسرائيل، لا يشكل قرارها بعدم الرد في الوقت الحالي، والذي يرجع في جزء كبير منه الى الضغوط الأميركية، نهاية القصة. وتعرضت إسرائيل بالفعل لضربة كبيرة وهي لا تعتقد أن مساواة الرد الاستراتيجي والتكتيكي مع طهران، نتيجة مقبولة ولو أنه يمنح إيران بعض الرضا.

وهذا ما ينعكس في الداخل الاسرائيلي، حيث قد تتصاعد المشكلات بعد أن حاول نتنياهو ألا يظهر كرئيس دولة ضعيف طوال الأشهر الستة الماضية. وربما يواجه نتنياهو الآن رياحاً معاكسة من ائتلافه الذي يشكل مكوناً يمينياً متطرفاً قوياً. ودعا وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير إلى “هجوم ساحق” ضد إيران بينما تمسك آخرون بضبط النفس. وإلى جانب إيران، يواجه نتنياهو أيضاً تحدي إدارة الخلافات داخل حكومته. كما أن هناك أزمة أخرى عالقة، تتمثل في احتجاز حماس رهائن إسرائيليين. وبينما يعتقد البعض أن المواجهة بين إسرائيل وإيران أبعدت قضية غزة عن الأولويات، ستظل الأزمة بالنسبة الى نتنياهو، مصدر قلق أساسي يدفع القرارات التي يتخذها.

الموقف الايراني

ربما تعني حقيقة أن إيران أبلغت أصدقاءها وجيرانها في المنطقة بالهجوم قبل 72 ساعة من شنّه، أن الولايات المتحدة وإسرائيل وسواهما من الأطراف، يمتلكون فكرة جيدة عما حدث وعما سيحدث وعن توقيته. وبما أن الولايات المتحدة كانت قد أظهرت دعماً لا يتزعزع لإسرائيل في الفترة السابقة وبتكلفة سياسية كبيرة لبايدن، قد يكون عدم التصعيد إلى حرب شاملة بمثابة رد الجميل الذي طالبت به واشنطن. أما الأشهر المتبقية من العام 2024 فستكون قاتمة للغاية على المستوى الأمني في الشرق الأوسط. وبينما ذكر كثر بأن حل الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني لطالما كان مطلباً رئيسياً للسلام الاقليمي، يبدو أن معالجة العداء الاسرائيلي-الايراني الذي يلوح في الأفق يفرض نفسه أيضاً وربما بالقدر نفسه من الأهمية”.

شارك المقال