تصعيد الجبهة الجنوبية… استهدافات نوعية ولا توسيع للحرب

محمد شمس الدين

شهد الميدان الجنوبي تصعيداً أمس، فما إن أعلن “حزب الله” استهداف منظومة الدفاع الجوي في قاعدة بيت هليل حتى شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي غارات متعددة على جنوب لبنان، استهدف فيها 3 سيارات، واحدة على طريق عين بعال واثنتان في منطقة الشهابية. وفيما نعى الحزب أحد مقاتليه اسماعيل يوسف باز “أبو جعفر”، أفيد أن الغارتين الأخريين استهدفتا قياديين في المقاومة، فما أهمية استهداف بيت هليل؟ وهل ستتطور الأمور وتتوسع الحرب؟

مصادر قريبة من المقاومة أكدت لموقع “لبنان الكبير” أن “المقاومة تصعّد في وجه الاسرائيلي، وعليه أن يبلع هذا التصعيد ويوقف الحرب في غزة ونعود الى الستاتيكو القديم، ولكنه تصعيد استراتيجي وليس توسيعاً للحرب، فإن الاستهداف هو لمنصات القبة الحديدية”.

أما عن الرد الاسرائيلي فرأت المصادر أن “الرد مدروس، وبالتالي لا تصعيد، وهو يحاول أن يقول أمرين في هذه الاستهدافات، أولاً، أنا لا زلت أستطيع أن أرصد وأكشف الأصول المقاتلة للمقاومة، يعني الأشخاص وحركتهم، ولا زلت قادراً على استهدافهم. وثانياً، هو يستخدم الطيران بعد ضربة القبة الحديدية ليقول أنا لست خائفاً، أستطيع أن أحلق بطائراتي وأستهدف، ولكن من الواضح أنه منضبط، فهو لم يستهدف مدنيين، ولا بنية تعرضهم للخطر، وهذا يعني أنه مردوع، وأن المقاومة قادرة على عمل نموذج ردعي ناجح إلى الآن، وبالتالي لا مؤشرات على تصعيد أكثر من ذلك، الاسرائيلي ما زال ضمن السقف، إلا اذا حصل تطور جديد”.

تبعد قاعة بيت هليل نحو 3 كليومترات ونصف من الحدود، وقد استهدفها الحزب بالصواريخ في السابق، ولكن هذه المرة استخدم المسيرات الانقضاضية، ليضرب تحديداً منظومة القبة الحديدة، التي أفادت المعلومات أنه دمرها مع طاقمها بالكامل. ويمكن القراءة في هذا الاستهداف تزامنه مع الرد الايراني والتعهد الاسرائيلي بالرد على الرد، أي أن “حزب الله” يستطيع ضرب منظومات الدفاع الجوي الاسرائيلية، ما يسهّل المهمة على الصواريخ والمسيرات في حال التصعيد، وهو أمر بدأ يحلل فيه الاعلام الاسرائيلي، وقالت وسائل إعلام عبرية أمس ان انفجار المسيّرتين الانتحاريتين التابعتين للحزب “يذكرنا أنه بوجه حزب الله لا وقت لإنشاء تحالف لاعتراض المسيّرات بل حتى صفارات الانذار لا تدوي”.

وعلى الرغم من كل هذا التصعيد إلا أن المعركة تبدو مضبوطة، ولا تطور إلى حرب موسعة على الأقل في المدى المنظور، وبالنسبة الى “حزب الله” يظهر قدرات عسكرية معينة أمام الاسرائيلي ليضغط عليه بوقف الحرب في غزة، وهذه القدرات هي ما يريد الحزب إظهاره، ولكنه لا يزال يخفي الكثير من المفاجآت وفق ما يحلل الخبراء الاسرائيليون، ووفق ما يؤكد الحزب نفسه في تصاريح مسؤوليه وأمينه العام السيد حسن نصر الله. وبعد أكثر من نصف سنة من الحرب يعتبر الحزب أنه لم يخسر أي شيء على الصعيد الاستخباراتي، بل يمكن تحليل العمليات العسكرية الجارية، لأخذ دروس منها في أي حرب في المستقبل.

شارك المقال