دعوات الى مساندة أمنية في بيروت… فوج الحرس مغيّب أم غائب؟

عمر عبدالباقي

في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي تشهدها عدة مناطق في لبنان، وتحديداً بيروت، يظل دور القوى الأمنية حاسماً في تعزيز الأمن والحد من انتشار المخالفات التي تطورت لتصبح جرائم وسرقات متعددة. في السابق، كانت القوى الأمنية تعمل جاهدة على احتواء المخالفين، ووصلت الأمور إلى تكليف فوج حرس بيروت بالمساندة في حفظ الأمن في العاصمة بناءً على توجيهات محافظ بيروت مروان عبود.

وشهدت المؤشرات الأمنية في الشهرين الأولين من العام الحالي تراجعاً ملحوظاً مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين لموقع ”لبنان الكبير”. وتم توثيق الاتجاهات التالية: أعداد القتلى بنسبة 91.3%، حوادث الخطف مقابل فدية مالية بنسبة 150%، حالات الانتحار بنسبة 14.3%. بينما تراجعت سرقة السيارات بنسبة 12.8%، والسرقة بنسبة 13%.

ومع ذلك، غاب فوج حرس بيروت، عن شوارع المدينة في إجراءات مكافحة المخالفات، عقب الحادثة الأخيرة التي تعرض لها، ما أثار تساؤلات والشعور بأن هناك حاجة ملحة الى دعم القوى الأمن الداخلي في أداء المهام الأمنية.

حاصباني: لوجود فوج الحرس على الأرض

النائب غسان حاصباني أشار لموقع “لبنان الكبير” الى توجيه طلب للحفاظ على وجود فوج الحرس في بيروت وعدم سحبه، وإن كانت هناك أي أخطاء محتملة، بإمكانها أن تُصحح ويتم توفير التجهيزات الضرورية المتاحة بموجب القوانين، مشدداً على وجوب “أن يكون الحرس موجوداً على الأرض بصورة دائمة، على الرغم من أنه ليس من اختصاصه أن يحل محل القوى الأمنية في مهامها، وإنما يمكنه تقديم الدعم في المناطق التي تعاني من ثغرات أمنية. لقد لاحظنا هذا الفرق عندما كان الحرس موجوداً على الأرض”.

وعما اذا كانت هناك جهود نيابية للعمل على عودة فوج الحرس إلى الميدان، قال حاصباني: “أتابع هذا الموضوع بغية المساهمة في عودة فوج الحرس إلى العمل على الأرض. وعلى الأقل، من جانبي، أنا مؤيد لذلك وأعمل بالتنسيق مع مجلس بلدية بيروت ومحافظ بيروت لتحقيق عودته، وخصوصاً في المناطق الحساسة والتي تشهد مخالفات متعددة للقانون. نحن دائماً مستعدون للتعاون، وقد أطلقت سابقاً مبادرة كل مواطن خفير بهدف دعم الحرس البلدي والجهات الأمنية في تسهيل ضبط المخالفة. وكان التفاعل بين المواطنين وحرس البلدية إيجابياً للغاية، وحصلت استجابة سريعة من الفوج لمعالجة الانتهاكات المبلغ عنها في مناطق أخرى في بيروت. هذه الأمور تؤكد الفاعلية العالية لوجود الحرس البلدي بالتعاون مع القوى الأمنية”.

ورأى حاصباني أن “الحرس البلدي يمكنه أن يكمل دور قوى الأمن الداخلي. ففي بيروت، تختلف البلديات عن بقية المناطق حيث تكون الشرطة هي قوة الأمن الداخلي، في حين يكون الحرس البلدي هو جهة حماية المدينة. لذلك، تتكامل المهام بين الجهتين وتتعاونان في ما بينهما. عندما يكون هناك نقص في مكان ما عند قوى الأمن، يقدم الحرس البلدي المساعدة، وبالمثل، يمكن لقوى الأمن الداخلي أن تقدم الدعم له في حالة وجود مداهمة لمكافحة المخالفات”.

الأخطاء البسيطة لا تعرقل العمل

آمر مفرزة التفتيش والدوريات والادارات الملازم أول فادي بغدادي اعتبر في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “حرس مدينة بيروت مغيّب وليس غائباً، وسبق أن صدر قرار عن مجلس بلدية بيروت طلب من سعادة محافظ بيروت وقف حواجز الدراجات النارية التي يقيمها فوج الحرس في الميدان الى حين  تأمين التجهيزات والعتاد اللازم وتجهيز العناصر بصورة كافية، وبناءً عليه توقفت الحواجز، ومعها توقفت الدوريات ومهمات المؤازرة وكل ما من شأنه أن يشكل خطراً لا يقل عن خطر حواجز الدراجات حفاظاً منا على سلامة العناصر حتى تأمين التجهيزات اللازمة”.

أضاف: “للأسف، شهدت بيروت زيادة في الجرائم والسرقات، وعودة الفوج الى العمل في الميدان تنطوي على مخاطر عديدة على عناصره وهذا يتطلب تجهيزات أكبر، فعلى سبيل المثال حتى لو تم تكليفنا بمهمة أخرى تتعلق بحفظ الأمن وتوقيف المخلين به، فإن ذلك يعد خطراً، نظراً الى انتشار الأسلحة ومنها مثلاً السلاح التركي الرخيص الموجود مع العديد من الأشخاص، أضف الى ذلك زيادة في عدد الحالات الجرمية ومخالفة القوانين لأنهم يعتقدون أنه لم يعد لديهم رادع”.

واذ أكد أن “هناك قوى أمنية تقوم بدورها بصورة جيدة ومشكورة، ونحن  كان لدينا دائماً تنسيق معها لحفظ الأمن في بيروت بتكليف من سعادة المحافظ”، أشار الى “أننا تعرضنا في عملنا كحرس بيروت، لمخاطر كبيرة، بما في ذلك خسارة أحد أفرادنا الذي استشهد، وإصابة آخرين بجروح خطيرة وصولاً الى حادثة الأونيسكو. وقد حققنا نتائج مهمة كقوة مسلحة دعمت القوى الأمنية لضبط الأمن، على الرغم من عدم ادعائنا أننا شلنا الزير من البير، ولكن عملنا كان فاعلاً بنسبة تتراوح بين 80% و85%. والجميع يستطيع أن يتحقق من انجازات فوج حرس بيروت في هذا الصدد، وطبعاً أثناء قيامنا بواجبنا تعرض الفوج للهجوم والانتقادات أثناء عمله في الميدان”.

ولفت الى أن “الناس تسأل اليوم أين حرس بيروت ليعود ويضبط الأمن؟ بالطبع، قد تكون هناك أخطاء بسيطة، ومن لا يعمل لا يخطئ وعلى الرغم من ذلك لا ينبغي أن يعرقل عملنا على الأرض في حماية مدينة بيروت وأهلها وسكانها بحيث قام هذا الفوج بخوض العديد من الدورات التدريبية، بما في ذلك في الشيخ عبد الله وبعلبك، والمعهد العسكري للرماية وثكنة الحلو وثكنة الوروار وشملت هذه الدورات التركيز على التنشئة العسكرية والرماية وتقليب السلاح”.

وطالب بـ “دعم هذا الفوج من الناحية المعنوية أولاً قبل المادية. على سبيل المثال، إذا تعرض أحد العناصر للإصابة، ليس هناك استشفاء أو طبابة لكل عناصر الفوج ولا نملك إلا الاعتماد على سعادة المحافظ ليكون باستطاعة العناصر تلقي العلاج في المستشفيات بعد توسطه مع أصحاب الأيادي البيض والأوادم في بيروت للتكفل بنفقات علاجهم”، مشدداً على ضرورة “تقديم الدعم لفوج الحرس، ما يعزز الحافز لدى العناصر للعمل بجد واجتهاد فالعديد من الأجهزة يأتي اليه الهبات الا فوج حرس بيروت، فلماذا لا يأتيه الدعم الأكبر لحماية أهالي بيروت ومساندة القوى الأمنية بالصورة الصحيحة؟”.

وذكر بـ “أننا قمنا بتأمين بعض المعدات والعتاد بدعم من احدى الجهات الخاصة، والتي تلقى احتراماً خاصاً منا، للتمكن من القيام بالمهام المطلوبة ولكن الفوج بحاجة الى دعم أكبر وبصورة مستمرة لكي يكون جنباً الى جنب مع القوى الأمنية كافة لحماية بيروت وأهلها”.

شارك المقال