فرنسا متلهفة… بري ليس مستعجلاً

رواند بو ضرغم

تتزاحم الدول الغربية للدخول على خط ملف الشرق الأوسط وحل أزمة الصراع مع إسرائيل، ليس حباً بالعرب بل حرص على الكيان الصهيوني. الا أن الفرق بين واشنطن وباريس يكمن في أن الاميركي يعمل بعقل بارد ومنظم ليصل الى تسوية، بينما الفرنسي يستعجل الحل ويستعرض من دون خواتيم.

تحاول فرنسا الضغط على لبنان من باب تنفيذ خطتها الحدودية المعروفة بالورقة الفرنسية، التي سبق أن وضعت عليها الدولة اللبنانية الكثير من الملاحظات، وجرى تقويمها على أنها تراعي المصلحة الاسرائيلية على حساب السيادة اللبنانية واسترداد الأراضي المحتلة. الا أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ساهم مشكوراً في دعم الجيش اللبناني، ولكنه أصر في المقابل على تطبيق الورقة الفرنسية، وهذا ما يراه مصدر قيادي رفيع عملاً غير بريء، مشدداً على أن لا تسوية حدودية ستمر الا اذا كانت تحاكي المصلحة اللبنانية، بالاضافة الى الالتزام بالقرار ١٧٠١ من منظاره اللبناني، لا المنظار الاسرائيلي. ولكن كل هذا التفاوض الجدي يأتي بعد وقف الحرب في غزة لا قبلها، وهذا ما تفهّمه الأميركي ولم يقتنع به الفرنسي.

عمل الأميركي (آموس هوكشتاين) بصمت على تسوية حدودية، وتقدم في المفاوضات مع الجانب اللبناني، إذ تصفها مصادر قيادية لبنانية بأنها تسوية مقبولة وأفضل من تلك الورقة الفرنسية، ولكن استكمال الاتفاق مع الأميركيين يأتي بعد وقف الحرب على غزة. أما ماكرون فنزل بثقله، وسيخرج من الملف الحدودي تماماً كما خرج من وساطته بتشكيل الحكومة في عهد “جهنم”، وكذلك كما خرج من اندفاعته الى بيروت بعد انفجار المرفأ.

وعليه، تقول معلومات موقع “لبنان الكبير” إن رئيس مجلس النواب نبيه بري تلقى دعوة لزيارة فرنسا خلال الاتصال الأخير الذي أجراه معه الرئيس ماكرون. وهي ليست المرة الأولى التي يُدعى فيها الرئيس بري الى فرنسا، الا أنه اعتذر عن الحضور للظروف الراهنة، مكتفياً بالبحث في الملفات الساخنة مع ماكرون خلال الاتصال. كما تؤكد المصادر أن اتصال الإليزيه بعين التينة لم يكن خلال انعقاد اللقاء بين ماكرون والرئيس نجيب ميقاتي، ولم يلمس الرئيس بري أي جديد فرنسي.

وفي خضم الانفتاح الغربي على رئيس مجلس النواب، تصر المعارضة اللبنانية على مقاطعته ورفض مبادراته الحوارية من أجل انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، في حين أنها تطالب بالمرشح الثالث. ومن هذا الباب استمع الوفد الزائر لواشنطن الى نصيحة من المسؤولين الأميركيين بالانفتاح على بري والتواصل معه والحوار لأن لا توافق من دونه.

وعلى صعيد “النزوح” السوري، وعشية وصول وفد من الاتحاد الأوروبي الى بيروت لعقد لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، تقول مصادر وزارية لموقع “لبنان الكبير”: “إن الوفد يصل في مهمة استكشافية بعد الحراك القبرصي والتهديد اللبناني لتسهيل توجيه السوريين الى الشواطئ الاوروبية، بحيث سيكون هناك موقف واضح من الدعم في ما يخص الملف السوري، وسيتولى الرئيس نجيب ميقاتي شخصياً ادارة هذا الملف وسيترأس الوفد اللبناني الى بروكسل”.

شارك المقال