باسيل في جزين… العودة إلى “محتليها”

محمد شمس الدين

تمكن “التيار الوطني الحر” بين عامي 2005 و2009 من الفوز بمقاعد بلدة جزين الثلاثة، بدعم شامل من “حزب الله” في تلك الفترة، وبدلاً من أن يبقي خطوط التواصل مع بقية المكونات في القضاء، دعا رئيسه النائب جبران باسيل في حينه إلى “تحرير جزين من مغتصبيها”، في إشارة إلى بيت آل عازار السياسي المتحالف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.

ويقول بعض المتابعين لتلك الفترة إن موضوع جزين كان أساسياً في الخلاف بين حركة “أمل” و”التيار الوطني الحر”، الذي تطور أكثر فأكثر ليصبح خلافاً بين الرئاستين الأولى والثانية.

ولكن بعد 15 سنة من “التحرير” زار باسيل جزين، وانطلق من بيت النائب السابق ابراهيم عازار، وعبّر عن سروره بـ “القيام بهذه الزيارة وما تحمله من دلالات”، مؤكداً “أنّنا ضدّ الاقفال على النفس والانعزال والتقسيم. نحن أمام تحدٍّ كبير، ولنحافظ على خياراتنا يجب أن نتساعد”.

ومرر عازار رسالة الى باسيل بقوله: “بيتنا مفتوح للجميع كما كان مفتوحاً للرئيس (ميشال) عون عام 2009″، كـ “لطشة” عن كل الحملات التي ساقها التيار ضده وضد والده الراحل سمير، وبيتهما السياسي منذ العام 2005.

وفيما يجري التداول بأخبار عن أن هذه الزيارة مقدمة لتحالف الثنائي الشيعي و”التيار الوطني الحر” في جزين في الانتخابات النيابية عام 2026، علقت مصادر قريبة من الثنائي على الأمر بالقول لموقع “لبنان الكبير”: “بكير كتير على هيك كلام”. وأثنت على الزيارة، معتبرة أن “كل تقارب بين المكونات اللبنانية هو أمر جيد ومطلوب”.

أما عن كلام باسيل السابق حول “تحرير جزين من مغتصبيها”، فرأت المصادر أن “رئيس التيار يتحمس أحياناً زيادة عن اللزوم، وهو في ذلك الوقت تحدث بخطاب ثانٍ ليحاول التخفيف من حدة هذا التصريح، وقد يكون وعيه السياسي نضج أكثر اليوم”.

وعن التعليقات السلبية على الزيارة إن كان من النائب السابق زياد أسود أو من “القوات اللبنانية”، شددت المصادر على وجوب الفصل بين “خلافات متعلقة بمنتمين الى التيار حاليين أو سابقين وبين تصريحات القوات، في الأولى هذا الأمر يرد عليه التيار ورئيسه بما يريانه مناسباً، أما في الثانية فيمكن القول إن انزعاج القوات من هذا التلاقي هو أمر طبيعي، فهي تتخوف من تحالف قد يطيّر منها المقعدين اللذين كسبتهما في الانتخابات الماضية، على الرغم من أن هذا التحالف ليس بالضرورة أن يحصل. ومن جهة أخرى تنتهج القوات في هذه الفترة خطاباً انعزالياً للأسف، وهي بالتأكيد ستعلق بسلبية على أي تقارب بين مكونات الوطن، وستوظفه وفق حساباتها السياسية الضيقة لا المصلحة الوطنية العامة”.

وكان أسود علق على الزيارة، عبر حسابه على “فايسبوك” متحدثاً عن لقاء مع الرئيس ميشال عون في نيسان 2018، أكد فيه أمام وفد كبير من أعضاء التيار ضرورة إقفال البيوت والعائلات السياسية لأنها “فاسدة باختصار ومن دون شرح مطول”، وشدد على ضرورة الانتخاب ضدها ولو راحت الأصوات الى “القوات اللبنانية”.

ولاحقاً، كتب عبر حسابه على منصة “اكس”: “جبران. انت قلت عن الرئيس بري بلطجي، هو قال عنك بتبرغت بالجنوب سنة ٢٠١٨. الأكيد بيعرفك منيح وانت طلعت ما بتعرفو، لو انك قدها كنت قلت مبارح هيدا نهجنا وخطنا وهيك نحنا كنا متل ما قلتلي باجتماع الغدر يلي عملتو قبل الانتخابات. أشرفلك تقول بجرأة انك عم تعدل موقف التيار مش تكبها ع غيرك”، مذيلاً منشوره بهاشتاغ “برغوت”.

يذكر أن باسيل يحاول التقرب وتياره من بري وحركة “أمل”، بل ويطمح إلى اتفاق ثنائي، إلا أن مصادر قريبة من عين التينة كانت أكدت لموقع “لبنان الكبير” أنه على الرغم من ترحيبها بالتقارب إلا أنها ترفض الاتفاقات الثنائية عموماً.

شارك المقال