التباينات بين “القوات” و”الاشتراكي” تتسع… هل “انكسرت الجرة”؟

آية المصري
آية المصري

اختلافات وتباينات في وجهات النظر بدأت تتعمق أكثر فأكثر بين “القوات اللبنانية” والحزب “التقدمي الاشتراكي”، وعلى مدار الأشهر السابقة لوحظ تغيير في أسلوب الخطاب والتواصل بينهما، بعدما كانا على الموجة نفسها المتعلقة بالفراغ في سدة الرئاسة. وزاد من حدة هذه الاختلافات ردّ رئيس الحزب “التقدمي” السابق وليد جنبلاط على كلام رئيس “القوات” سمير جعجع حول رفضه الحوار واعتباره من دون جدوى وعبارة عن اضاعة للوقت، واعتبر جنبلاط يومها أن هناك من قال إن لا فائدة من الحوار مع “حزب الله”، وهذا أمر عبثي.

صحيح أن “القوات” و”الاشتراكي” يعدان من مدرسة المعارضة نفسها، لكن يبدو أن رقعة الاختلافات بدأت تتسع بينهما، وفي الآونة الأخيرة عقدت لقاءات مكثفة بين جنبلاط و”حزب الله”، وآخرها كان في الأيام الماضية عندما زار وفد من الحزب كليمنصو.

وفي لقاء معراب الذي عقد قبل أيام وتمحور حول السيادة اللبنانية وضرورة تطبيق القرار 1701، كان واضحاً غياب “الاشتراكي” عنه، وعندما سئل جنبلاط عن سبب مقاطعته لهذا اللقاء، أجاب: “لست أنا، بل الحزب التقدمي الاشتراكي هو الذي اتخذ قرار عدم الذهاب إلى معراب. ثم ما الفائدة من مقابلة الأشخاص الذين لا يتعرفون علينا؟”.

ورأى جنبلاط أن جعجع يريد أن يثبت نفسه كزعيم للمعارضة، قائلاً: “فليفعل ذلك من دوننا ليست لدي مشكلة”.

فهل كسرت الجرة بين الطرفين؟ وهل صحيح أن جعجع يحاول تنصيب نفسه زعيماً للمعارضة؟ وما رد “القوات” على كلام جنبلاط الأخير؟

مصادر تكتل “الجمهورية القوية”، أكدت أن “لا جديد في علاقتنا مع الاشتراكي، وبصورة مستمرة هناك تباينات بيننا، من حيث النظرة الى الحلول، والطرفان متفقان على مصدر الخطر في البلاد وهما ليسا بعيدين عن بعضهما البعض بالنظرة، ولكنهم يقاربون الحلول بطريقة مختلفة عن طريقتنا لأن كل طرف منا لديه منطلقاته، ولم يستجد شيء على الملف”.

اما بالنسبة الى قول جنبلاط بأن جعجع يريد أن يتزعم المعارضة، فاعتبرت المصادر في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “كلامه هذا غير صحيح، والحكيم لا يريد أن يكون رئيساً للمعارضة، وهو يقوم بدوره الطبيعي كرئيس أكبر حزب مسيحي في لبنان ويملك أكبر تكتل في مجلس النواب، ولديه موقف صلب في وجه محور الممانعة، اما الاشتراكي والأستاذ وليد فهما يفضلان التموضع في الوسط ولعب دور الوسطية، وبالتالي لا نريد تزعمهم أو تزعم غيرهم من المعارضة والموضوع غير مشابه لـ14 آذار”.

وعن غياب “التقدمي” عن لقاء معراب الأخير، واعتباره محاولةً لتزعم المعارضة، علقت المصادر بالقول: “من يريد أخذ الأمور بسطحياتها يمكنه ذلك، ومن لم يقم بعمله المطلوب للضغط بغية تنفيذ القرار 1701 لا يجب عليه أن يلوم من يقوم بعمله، ونحن كقوات لبنانية نقوم بدورنا في تطبيق الـ1701 وهم لا يريدون أن يروا الهدف الأساسي من هذا اللقاء ويأخذوه الى حوارات سطحية لا علاقة لها اطلاقاً بالمؤتمر الأخير”.

اذاً، يبدو من الواضح أن التباينات اتسعت بين الطرفين لدرجة اتهام “الاشتراكي” لجعجع بالسعي الى زعامة المعارضة، فيما تنفي “القوات” الرغبة في هذه الزعامة مع أن لديها أكبر كتلة مسيحية في مجلس النواب! الأيام ستثبت من يصدق قوله.

شارك المقال