7 أيار والجبل… “مكمّل لليوم”

حسين زياد منصور

“صحيح أن مصالحة قد حصلت، والتحالفات تتبدل، والتقارب واضح وضوح الشمس بين الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وحزب الله، لكن 7 أيار، تاريخ لا يمكن إغفاله أو نسيانه”. هذا ما قاله مصدر سياسي في حديثه لموقع “لبنان الكبير” في ذكرى 7 أيار؛ وما تبعه من توسع للهجوم من عناصر “حزب الله” وحلفائه شمال العاصمة بيروت والجبل وطرابلس.

بعيداً عن أحداث 7 أيار في العاصمة بيروت، والمعركة التي حصلت من “طرف واحد”، زحف عناصر “حزب الله” وحلفائه الى الجبل، الجبل “الدرزي” كما يسمّيه البعض، الجبل الذي يجمع الدروز والسنة والمسيحيين والشيعة في مكان واحد. الهجوم كان لإخضاع رئيس الحزب “الاشتراكي” حينها وليد بك جنبلاط، بعد أن “تحمس” وفق ما قال لاحقاً، في ما يتعلق بقضية المطار وكاميرا المراقبة على المدرج 17.

طوّقت مجموعات الحزب وحلفائه الشوف وعاليه، وحصلت مواجهات عنيفة بينها وبين “الاشتراكي” على الخط الساحلي لتمتد المعارك صعوداً نحو قرى ضمن الشحار الغربي والقرى التي تؤدي الى عاليه (المدينة). استخدمت في المواجهات أسلحة متنوعة، قذائف ورشاشات، وكان الأمر لا يصدق، بحسب ما يصفه أحد المصادر في حديثه مع “لبنان الكبير”، وتمكن الحزب وحلفاؤه من السيطرة على بعض المناطق حينها. الأمر نفسه، لكن بوتيرة أخف حصل في منطقة الشوف، ولكن الأوضاع لم تهدأ في الجبل، الا بعد تدخلات ووساطات من الرئيس نبيه بري والأمير طلال أرسلان، ودخول الجيش اللبناني مناطق الاشتباكات. حينها استنفر الجبل بأكمله بحسب “الاشتراكيين”، وذلك لصد محاولات “حزب الله” اجتياح الشوف واحتلاله ومحاصرة قصر المختارة.

المصادر السياسية نفسها توضح أنه على الرغم مما اعتبره “حزب الله” حينها “يوماً مجيداً” أو انتصاراً، الا أنه كان صفعة له بمجرد أن “برم البارودة الى الداخل اللبناني”. وفي محاولته للزحف نحو الجبل، ومع السيطرة على بعض المناطق الا أن الأهالي حينها تصدوا له. وبعد المصالحة، وعودة الجميع الى تموضعاتهم، عمل الحزب على استراتيجية جديدة، ألا وهي نشر “جماعته” في المناطق المحيطة بالجبل، الذي خلال هجومه عليه، قطعت عنه سبل المساعدة والامدادات من بيروت والجنوب، كما تم قطع بعض الطرق التي كانت ستمده بالعتاد والسلاح، بحسب المصادر.

وتضيف المصادر: “7 أيار مستمر الى اليوم، حتى في الجبل، وعلى الرغم من المصالحات بين الحزب الاشتراكي وحزب الله، الا أن الأخير يرى في الجبل خطورة كبيرة، ليس للوجود الدرزي والمسيحي فيه، بل بسبب السنة، وانتمائهم وخطهم العروبي، المعارض له. لذلك، يعمد الحزب الى شراء أراضي ومنازل في القرى السنية، وخصوصاً إقليم الخروب، الى جانب المجمعات التي ينشئها في وادي الزينة والجية، وخلدة وعرمون، أي أنه بهذه الطريقة يطوّق الجبل، وسيكون مستعداً لأي حدث يحصل، ولن يقع في الفخ أو المصيدة التي وقع فيها حينذاك”.

وتختم المصادر حديثها بالقول: “7 أيار بعده مكمّل لليوم”.

شارك المقال