المستوطنون يستغلون الحرب لطرد الفلسطينيين من الضفة

حسناء بو حرفوش

في ظل الحرب وانشغال العالم بارتفاع حدة التوترات في الشرق الأوسط، يستغل المستوطنون الاسرائيليون الفرصة لطرد الفلسطينيين من أراضيهم وإنشاء مستوطنات جديدة، وفقاً لمقال للكاتب باتريك مارتن.

وحسب مارتن، “مع انشغال الاسرائيليين بالتهديدات الايرانية، يشن المستوطنون اليهود في الضفة الغربية حملة إرهابية ضد الفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية. وشهد عدد المستوطنات الاسرائيلية نمواً هائلاً في السنوات الأخيرة، بحيث أصبح معظم البؤر الاستيطانية غير القانونية مقبولاً كمستوطنات كاملة، بينما أصبح البعض الآخر عبارة عن مزارع، وهي فئة جديدة من المستوطنات. وجميعها غير قانونية بموجب القانون الدولي بحيث أن هذه المناطق تعرضت للاحتلال خلال حرب الأيام الستة عام 1967، ومع ذلك تحظى المستوطنات بالدعم عموماً من الحكومة الاسرائيلية.

وشكلت الحرب التي اندلعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر فرصة للمستوطنين لتوسيع عملياتهم بصورة غير مسبوقة وسجلت الأمم المتحدة أكثر من 700 اعتداء من جانب المستوطنين ضد المجتمعات الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية في الفترة ما بين 7 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي و3 نيسان/أبريل، مع انتشار جنود يرتدون الزي العسكري في نصفها تقريباً. وأدى العنف إلى نزوح أكثر من 1,200 شخص، بينهم 600 طفل، من المجتمعات الريفية. وذكرت الأمم المتحدة أن 17 فلسطينياً على الأقل قتلوا وأصيب 400 آخرون جراء عنف المستوطنين.

وتندرج هذه الاجراءات ضمن سياسة طويلة الأمد هدفها جعل الحياة بائسة للغاية بالنسبة الى عشرات القرى الفلسطينية في الضفة الغربية، من أجل دفع السكان الى المغادرة من تلقاء أنفسهم في نهاية المطاف. ومن بين المجتمعات العديدة التي يستهدفها المستوطنون، مخيمات البدو هي الأكثر عرضة للخطر. وفي منطقة وادي السيق، على بعد بضعة كيلومترات من موقع بنيامين الاستيطاني، تم بالفعل طرد العديد من البدو. وسجلت أكبر عملية نزوح جماعي في غضون أسبوعين من هجمات حماس.

واستخدم المستوطنون والجنود أساليب قاسية، بحيث زُعم أنهم أخذوا ثلاثة رجال أسرى وأخضعوهم للتعذيب والمعاملة المهينة، ثم قاموا بتحميل صور الاعتداءات على وسائل التواصل الاجتماعي ليراها الجميع. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على بعض المتطرفين اليهود ومن شأن إضفاء الشرعية على المزيد من البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية أن يزيد من التوترات مع الولايات المتحدة.

بالنسبة الى المستوطنين، إنه سباق مع الزمن، فهم يريدون تخويف أكبر عدد ممكن من القرويين والبدو قبل أن تنتهي الحرب ضد حماس، ولذلك يحاولون بكل الطرق الممكنة عرقلة حل الدولتين.

مثال آخر على المناطق التي يستهدفها المستوطنون الاسرائيليون: بورين، وهي قرية فلسطينية يبلغ عدد سكانها حوالي 3000 نسمة، وتقع إلى الجنوب مباشرة من مدينة نابلس الفلسطينية. تقع القرية لسوء الحظ بين اثنتين من أكثر المستوطنات الاسرائيلية تطرفاً في الضفة الغربية: يتسهار وهار براخا الواقعة على قمة التل. وكلاهما تجعلان الحياة في بورين صعبة للغاية ولا يتوقف الحداد في القرية حيث تتكرر الحوادث التي يذهب ضحيتها شباب وأطفال من دون محاسبة. ويقوم المستوطنون برجم الفلسطينيين بالحجارة بانتظام كلما خرجوا لحصاد المحاصيل. ويؤكد السكان المحليون أن هذا يتم تحت أعين الجيش الاسرائيلي، الذي يقتصر دوره على حماية المستوطنين.

وهناك قرية التواني الفلسطينية الصغيرة جنوب جبل الخليل حيث يرفض 170 شخصاً تقريباً مغادرة أراضيهم على الرغم من الصراع مع مستوطنة ماعون القريبة. وفي تلال الخليل، في أقصى جنوب الضفة الغربية، يتعرض البدو الفلسطينيون لضغوط من سكان البلدات اليهود الراغبين في الانتقال إلى الحي. وواجهت قرى مثل خربة زنوتة سنوات من التهديدات التي ازدادت حدتها بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول. علاوة على ذلك، أراد الجيش الاسرائيلي مساحة كبيرة من الأرض لبناء ميدان للرماية عليها. ويعيش البدو هناك منذ أجيال، على الأغلب في كهوف بعد تدمير منازلهم. ويسير أطفالهم الصغار مسافة كيلومترين كل يوم للوصول إلى المدرسة. وهناك أراضٍ واسعة لرعي أغنامهم وماعزهم. وهناك، يرفعون لافتاتهم التي تشدد على أنهم لن يتزحزحوا عن أرضهم مهما حصل”.

شارك المقال