زمكة العهد

الدوري
الدوري

تقول معاجم اللغة ان “الزمكة” هو شخص: أحمق، غبي، قصير القامة وسريع الغضب.

“الزمكة” إذا شخص قد تميزه بسهولة من صفاته الجسدية والعقلية والمزاجية. يمكن أن تصادف الكثيرين من هذه الشاكلة في أي محطة من الحياة اليومية من دون أن تعطيهم أي اهتمام.

الخطورة عندما يكون “زمكة” في موقع مسؤولية أساسية يتحكم بالعباد والبلاد، ويظن نفسه بما أوتي من سلطة غير دستورية بحكم مصاهرة عادية، أنه “أمير” يزايد على ميكيافيلي في “الغاية تبرر الوسيلة”.

هذا “الزمكة” سماه البعض “بينوكيو العهد” وما أخطأوا في ذلك، إذ إنه يتبع خطى جوزيف غوبلز وزير الدعاية النازي بمقولته الشهيرة: “اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون”، والأهم تتمتها: “ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك”.

“الزمكة” الأحمق والغبي، حسب التعريف المعجمي، يذهب بعيداً في الكذب، وهو الذي وعد بالكهرباء 24 على 24 فأتانا بالعتمة الشاملة، ووعد بالتغيير والإصلاح فأصابنا الخراب واليأس.

السياسة “فن الممكن” وهذا الأمير “الزمكة” يوغل في هذا الفن هبوطاً، فلا يتورع عن فعل أي شيء، من دون النظر إلى خلق أو دين أو رادع من ضمير، من أجل بلوغ هدفه وغايته… الرئاسة.

الكذب والخداع عند مكيافيلي هما من الأدوات الضرورية في يد “الأمير” للحفاظ على نفسه وموقعه، وابتعاده عن الطيبة والخير، وذلك وفقاً لضرورات الحالات التي يواجهها.

هذا “الزمكة” وإزاء ضرورة الوصول الى الرئاسة مستعد للكذب في كل شيء، في قضايا السياسة الخارجية أو الداخلية عن قصد وتعمّد، مطمئناً بأن “الجماهير” عادة لا تحاسب أو تعاقب بسبب الضلال الذي أسقط عليهم.

لكن وكما قال أبراهام لينكولين: “تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت، أو بعض الناس كل الوقت، ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت”.

حتى الآن ما زال “الزمكة” بعيداً عن المحاسبة محمياً من “حاكم بعبدا” العجوز.

وعندما تذكّر”الزمكة” بما قاله سوفوكليس، رائد التراجيديا الإغريقية، قديماً بان: “الكذبة لا تعيش حتى تصبح عجوزاً”، يضحك باستهزاء ويقول: لا بل تعيش وتعيش وتعيش وتهرم… انظروا إلى بعبدا.

في هذه التراجيديا اللبنانية “تعيش الكذبة وتهرم” ويصبح “الزمكة” أميراً ويوصل البلاد إلى الخراب.

“زمكة” مفرد وجمعه “زمكون”… ونحن في “عهد زمكون”

شارك المقال