ولي عهد “جهنم” يدّعي الطهارة

محمد شمس الدين

“يجب أن نوقف المجزرة الجماعية في حق الشعب اللبناني”، جملة قالها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اليوم الخميس في مؤتمره الصحافي، كأنه ناشط في إحدى منظمات المجتمع المدني، أو رئيس جمعية البر والإحسان، ولا كأنه يحكم لبنان منذ 2016 كرئيسه الحقيقي بواجهة ميشال عون، أو أنه كان يفرض أجنداته عبر الاستيلاء على الحكومات منذ 2009، بوزرائه الذين يشكلون ثلثها، ولا كأنه هو وعمه عطّلا البلد أشهراً لتوزيره، أو عطلاه سنتين ونيفاً كي يستولوا على قصر الشعب، الذي تحوّل في عهدهم إلى بوابة “جهنم”، عبر تعطيلهم الحكومات والقوانين والتشكيلات القضائية.

هاجم باسيل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ووضعه في خانة الشرير الذي ينفذ أجندات حصار لبنان، على الرغم من أنَّ سلامة أخبر فخامة الرئيس بموضوع رفع الدعم في جلسة مجلس الدفاع الأخيرة، وخرج وزير العتمة العوني ليبشرنا بفوائد رفع الدعم، والمهزلة أنَّ عون وباسيل ادّعيا أنهما فوجئا بقرار سلامة، كأنهما كانا نائمَيْن في جلسة الأمس، أو ربما غادر فخامته إلى الحمام في هذه اللحظة، مثل أناتولي ستيبانوفيتش في تشرنوبيل.

حسناً، سلامة ليس قديساً، بل هو ارتكب خطيئة بالقبول بالسير بخطة الدعم المدمرة التي ابتدعها وزير اقتصاد العهد العبقري راوول نعمة، خطة لم يستفد منها المواطن اللبناني، بل نجحت فقط باستنفاد الاحتياطي الإلزامي للمصرف المركزي، ووضعته في جيوب المحتكرين والمهربين. 

أما عن الحصار، فليسمح لنا وزير الخارجية السابق، أنت الصهر المدلل الذي كان لك اليد الطولى بتدمير علاقة لبنان مع محيطه، أنت الذي في عهدك بوزارة الخارجية تراجعت قيمة جواز السفر اللبناني، أنت الذي استهجن الإعلام العالمي مصاريف سفراته وبلده يعاني، أنت الذي أحرجتك هادلي غامبل أمام ملايين المشاهدين، وتلعثمت ولم تستطع الإجابة على أبسط الأسئلة، وأصبح لبنان محط سخرية بسبب هفواتك وارتكاباتك.

أما يا ولي عهد جهنم، عن تهديدك بقلب الطاولة، لا بد من تذكيرك أنَّ آخر مرة هددت بقلب الطاولة، كانت قبل أسبوعٍ من انقلاب البلد على رأسك في انتفاضة 17 تشرين، وأصبحت “الهيلا هو” نشيداً وطنياً ينشده جميع اللبنانيين الذين سئموا من حكم فرعون الذي لن يُسحل في الشوارع اليوم بسبب دعم حزب الله له، لكن الرياح لن تبقى على حالها، ونذكرك بقولٍ شهير لأحد مخضرمي السياسة:

“إذا كان حصول التغيير بالقوة أمراً مستحيلاً، فإنَّ منع حصول التغيير بالقوة أمراً أكثر استحالة”.

شارك المقال