أُثار إعلان الحكومة اللبنانية الحداد الرسمي لمدة 3 أيام إثر وفاة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، في حادث مروحية، الجدل في الرأي العام اللبناني، بحيث اعتبر العديد لا سيما من معارضي المحور الايراني أن هذا الأمر اثبات للهيمنة الايرانية على لبنان، وللخضوع على المستوى الرسمي لطهران، فيما رأى آخرون أن رد الفعل مبالغ فيه، وأن لبنان لطالما أعلن الحداد على قادة الدول الصديقة.
وعادة ما تعلن الدول الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام للتعبير عن حالة الحزن والتضامن، إن كان لحدث داخل البلد، أو في دولة صديقة، وليس هناك بروتوكول محدد في استخدام هذه المبادرة، بحيث تختلف من بلد إلى آخر.
وينظر إلى تنكيس الأعلام في غالبية بلدان العالم على أنه رمز للاحترام أو الحداد أو الضيق، وفي بعض الحالات الخاصة، التحية.
ليس هناك دليل قاطع على موعد بدء العمل بهذا التقليد، ولكن يقدر الباحثون أن تنكيس الأعلام بدأ في القرن السابع عشر، وهناك خلاف حول المكان الذي يجب أن يكون فيه العلم على السارية، ويوصى في كثير من الأحيان بإنزاله عند نصف الصاري فقط بقدر رفع العلم أو عرضه، وذلك نسبة الى المعنى الحرفي لـ “تنكيس العلم” (نصف الصاري). أما في بريطانيا مثلاً فينص البروتوكول على وجوب رفع العلم بما لا يقل عن ثلثي الطريق إلى أعلى ساريته.
وعند رفع العلم الذي سيتم تنكيسه، يجب أن يرفع إلى نهاية السارية للحظة، ثم خفضه إلى نصفها.
ولا يقتصر تنكيس الأعلام على البلدان فحسب، اذ ان العديد من المؤسسات ينكس علمه كتعبير عن الاحترام والحزن لشخصية راحلة، كالجامعات مثلاً.
وتختلف التقاليد في موضوع تنكيس الاعلام من دولة إلى أخرى، ففي ألمانيا مثلاً تنكس في 27 كانون الثاني من كل عام، يوم ذكرى ضحايا النازية، وفي يوم الحداد الوطني الألماني الذي يختلف توقيته كل عام.
دول أخرى كفرنسا وأميركا والصين تنكس الأعلام فيها بأمر من الحكومة، أما في بريطانيا فيمكن تنكيس كل الأعلام باستثناء العلم الملكي، الذي يعتبر سيادة الدولة، وهناك دوماً ملك سيخلف من قبله، وقد أثير الجدل عند وفاة الأميرة ديانا بسبب عدم تنكيس العلم.
حتى الأمم المتحدة تعتمد تنكيس الأعلام، عند وفاة زعيم دولة عضو فيها. ولكن هناك دول في العالم لا تنكس أعلامها بتاتاً، وذلك يعود الى سبب ديني، اذ انها تحتوي على كلمات دينية، وهي السعودية والعراق والصومال وأفغانستان.
بالطبع ليس بموت الزعماء فقط تنكس الأعلام، فالموضوع في الإجمال تعبير عن الحزن أو الاحترام، وقد تنكس البلاد أعلامها عند حصول كارثة ووقوع ضحايا.
أما لجهة إعلان الحداد وتنكيس الأعلام من أجل ما يحصل في دولة أخرى، فهو عرف متبع بين الدول الصديقة أو الحليفة، وذلك للتعبير عن التضامن معها ومواساتها.