الوقود العراقي للبنان خلال أسبوعين ومخاوف من انعاش “حزب الله” مالياً

علي البغدادي

مع قرب تنفيذ الاتفاق العراقي – اللبناني لتزويد بيروت بالوقود لمساعدتها في الخروج من أزمة نقص الطاقة، تزداد الشكوك في الأوساط السياسية العراقية من دور خفي لحزب الله في الاستفادة من الصفقة مالياً في ظل التضييق الذي تمارسه الولايات المتحدة والعقوبات عليه.

ورجحت مصادر نفطية عراقية قرب حسم بغداد لموعد تسليم الشحنة الأولى من زيت الوقود التي يتوقع أن تبلغ 80 ألف طن من أصل مليون طن سنوياً.

وبحسب المصادر، فإن “اتفاق بيع زيت الوقود بين الجانبين العراقي واللبناني يخضع لدراسة نهائية من قبل وزارة النفط وشركة تسويق النفط العراقية (سومو) لغرض منح الضوء الأخضر للتصدير والذي من المتوقع أن يكون في غضون الأسبوعين المقبلين”.

وتحوم شكوك كثيرة حول الاتفاق العراقي – اللبناني في ظل عدم وضوح وشفافية بنود الاتفاق، ما خلق جدلاً بشأنه وتساؤلات عن جدواه ومدى تحمل العراق هذه الأعباء والأقساط المريحة والتسديد على شكل مواد لا تعرف مدى الحاجة العراقية إليها، كما من غير المستبعد أن يكون الاتفاق مرتبطاً باستجابة بغداد لضغوط ميليشيات عراقية أو دفع من طهران لإنعاش حزب الله مالياً عبر التعاقدات مع الشركات التي قد تقوم بتحويل الوقود إلى النوعية التي تستخدمها محطات التعبئة اللبنانية.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي (ترندات) منظمة توحي بوقوف جيوش إلكترونية خلفها مدفوعة من جماعة “حزب الله” و”حركة أمل” تشيد الأغلبية الساحقة منها بالمبادرة العراقية كونها جاءت بمباركة من المرجعية الشيعية في النجف أو بمعرفتها وبدفع منها من أجل تنفيذها.

ورأى المحلل السياسي رعد هاشم أن “الاتفاق قد يكون بهدف إسكات المحور الإيراني في حال وقع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اتفاقاً بخصوص مستقبل الوجود العسكري الأميركي ولغض الطرف عنه من قبل إيران أو بتنسيق وتوافق مع المحور الإيراني إذا تم تحديد موعد الانسحاب”. ونوه بأن استكمال الصفقة جاء بالأساس لدعم حزب الله باعتبار أن حسن نصر الله وففاً لما يدور استلم مهام الجنرال اسماعيل قاآني خليفة قاسم سليماني بقيادة فيلق الفدس مع وجود طرح بأنه (نصر الله) أصبح هو المشرف على الفصائل العراقية المسلحة ومكلف من قبل إيران بتجميد أو تحييد إحدى الجهات، ويتوقع أن تكون عصائب أهل الحق أو كتائب سيد الشهداء، وهؤلاء عليهم لغط في إيران بأنهم خارجون عن الطاعة ويسببون المتاعب أو غير ملتزمين بتوصيات المرشد الإيراني علي الخامنئي”.

ونوه هاشم إلى أن “الدول العربية رفعت يدها عن دعم الحكومة اللبنانية وخاصة المتنفذين السياسيين في لبنان، وفي المقدمة حزب الله المتحكم الأول الأساس والأكبر في إدارة البلد، كما رفعت عن تقديم مساعدات إلى لبنان ليس بغضاً بالشعب اللبناني الذي يستحق كل الدعم ومواقف التأييد والمساعدة، لكن عامل خلط الأوراق والهيمنة المطلقة لحزب الله اللبناني على مقاليد الإدارة في لبنان جعل كثيراً من الدول تتردد في تقديم الدعم إلى لبنان كونه محفوفاً بالمخاطر، كما هو الحال عندما يتم تقديم مساعدات عسكرية وتقنية للجيش العراقي وتستحوذ عليها الفصائل بينما في لبنان، فصيل واحد.”

وشدد المحلل السياسي رعد هاشم على أهمية أن “يشاطر العراق ذات مخاوف الدول العربية تجاه الوضع في لبنان أو يتقارب معه ويمتثل إلى آلية الاتفاق والتعاون العربي المشترك.”

وأبدى دهشته من تقديم العراق مساعدة بلد تتنفذ فيه ميليشيا كحزب الله اللبناني، وهذه مساعدة ممكن أن تستخدم في غير محلها كتوظيف أو تشغيل لجانب من هذه الصفقة لإعادة النور أو إعادة الكهرباء إلى اللبنانيين بينما يستخدم الجزء الآخر للمتاجرة بطريقة ما أو للاستفادة من قبل المليشيات، وهكذا إذا ما استمرت مثل هكذا صفقات بدون توقيت محدد، سنكون من حيث لا ندري بقرة حلوباً لحزب الله وهذا غير جائز في مستوى تبادل العلاقات العربية المشتركة”. واعتبر أن ذلك “يديم توظيف قدرات الميليشيات والعراق عليه الابتعاد عن خلق المشاكل مع المجتمع الدولي حتى لا يتهم بأنه يديم عجلة الميليشيات اللبنانية التي تدرب ميليشيات عراقية تقصف المواقع أو مصالح أمريكية، ما قد يضع العراق في موقف محرج يعرضه للعقوبات “.

ودعا المحلل السياسي رعد هاشم إلى “تحديد العامل الزمني لها، والوقت المعطى للاتفاقية، وعملية التسديد وأهمية أن تكون خاضعة للشفافية”، مشدداً على ضرورة “مواجهة إبرام مثل هكذا صفقات مستقبلاً قد تحوم حولها الشكوك وتغطى بواجهات إنسانية وقد تنعكس على العراق سلباً”.

وكان العراق وقع نهاية الشهر الماضي، اتفاقاً مع لبنان لبيع مليون طن من زيت الوقود الثقيل بالسعر العالمي على أن يكون السداد خدمات وسلعاً لبنانية.

شارك المقال