حاكم “جهنم” وولي عهده يجلدان الضحية

محمد شمس الدين

بعد الفاجعة التي حلّت ببلدة تليل في عكار، دعا رئيس الجمهورية المجلس الأعلى للدفاع لبحث تداعيات الانفجار، لكن بدلاً من أن يوجه فخامته التعليمات إلى الأجهزة المتخصصة لمعالجة الجرحى وتأمين احتياجاتهم من دواء ومستلزمات طبية في ظل أزمة انقطاعها بسبب عهده الأسود، وجّه سهامه نحو الضحايا، متهّماً عكار بالتشدّد والتطرّف، وبأنَّ جماعاتها تريد خلق الفوضى والتفلت الأمني، بموقف يتقاطع مع ولي عهده، الذي اتهم عكار بالخروج عن الدولة وطالب بإعلانها منطقة عسكرية.

محاولات تحوير أقل ما يقال عنها أنها “حقيرة”، التصويب على منطقة بأكملها للتهرّب من مسؤوليتهم عن هذه الفاجعة، نعم هم مسؤولون، فوزارة الطاقة هي المسؤولة عن المحروقات و”كار” الفساد والسرقة، وهي تحت سيطرة برتقالية منذ 12 عاماً، قدم خلالها وزراء التيار حلولاً كاذبة للكهرباء والمحروقات، بينما كانوا فقط يعقدون الصفقات والسمسرات لتعبئة جيوبهم عبر البواخر وشركات مقدمي الخدمات، ويتركون اللبنانيين تحت رحمة ظلامهم.

وبعد أن وعدت وزيرتهم “السوبر” في 2019 بأننا لن نعيش أزمة محروقات بسبب استعادة القطاع كما ادعت يومها،  ذُلّ اللبنانيون على طوابير المحطات، وعادوا إلى الشموع والقناديل بسبب إطفاء المولدات الخاصة، أمّا الحقيقة فإنَّ مناقصة البستاني يومها لُزّمت لشركة مقربة من الصهر المدلل.

وفي محاولة للتخفيف من الأزمة بمسعى من اللواء عباس ابراهيم مع دولة العراق مشكوراً، انبرى وزير الظلام العوني ريمون غجر لتعطيلها، فضاق ذرع العراقيين منه، لأنهم يسعون لإطلاق تنفيذ الاتفاق، كي يتفرغوا لتقديم مساعدة في قطاعات أخرى، بينما هو لا يحرك ساكنا، ويترك اللبنانيين في الظلام الدامس، وسط معلوماتٍ عن انتظار “السمسرات والقومسيون” للسير بالاتفاق.

إذا يا فخامة الرئيس، أنت وولي عهدك وتيارك أول المسؤولين عن هذه الكارثة، لأنه لولا فسادكم وصفقاتكم لما كان هناك من يخزّن المحروقات، ولما تجمّع الناس لتعبئتها في مكان لا يمتلك مقومات السلامة، ولما خسرت عكار خيرة شبابها، وبدلاً من تحمل المسؤولية وتلبية مطالب الشعب بالاستقالة، تحاولون التهرب من المسؤولية عبر استخدام أبشع أنواع العنصرية والطائفية بحق منطقة لطالما عُرفت بأنها خزان الجيش اللبناني.

فعلاً نحن نعيش بجهنم عهدكم، فأنتم تشرفون بشكل مباشر على تعذيب المواطن بحريق الانهيار، واليوم بسببكم احترق بنار البنزين المتفجر.

شارك المقال