جلسة “رسالة عون”: خطاب انتخابي لباسيل والطبش تردّ

محمد شمس الدين

عقد مجلس النواب بعد ظهر الجمعة جلسة نيابية برئاسة رئيس المجلس نبيه بري لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون التي وجهها إلى المجلس، عقب قرار حاكم المصرف المركزي رياض سلامة رفع الدعم عن المحروقات، على الرغم من اعتبار أغلب المشرعين أن الرسالة فارغة المضمون.

باسيل يهدد بالاستقالة وبري يردّ

افتتحت الجلسة وكانت أولى الكلمات لرئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل الذي أعاد عزف الأسطوانة عينها “ما خلونا” لكن نقّحها هذه المرة باستعمال كلمة الحقد السياسي وإضافة “المؤامرة”، إذ اعتبر أنَّ هناك مؤامرة لإسقاط الرئيس عون عبر إذلال الناس، وعندها يكتمل المشروع الخارجي لضرب المقاومة هاتفاً أن “فيلتمان ينادينا”.

ولم يوفر باسيل في كلمته حتى حليفه حزب الله، إذ هاجم قرار وزير الصحة فتح باب الاستيراد للدواء، ما استدعى رداً من الرئيس بري الذي شدد على وجوب إنشاء لجنة طوارئ طبية للمستشفيات ووقف البروتوكولات التي تحمي تجار الدواء، وعندما استفاض باسيل بالكلام عن المجلس وهدد بالاستقالة رد عليه بري: “لا أحد يهدّدنا… من يريد الاستقالة فليستقِل… المجلس النيابي لا يُهدَّد”.

عدوان: حسان دياب شبح

وكان لعضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عدوان كلمة شنَّ فيها هجوماً على الحكومة، وتحديداً بسبب غيابها عن جلسة اليوم في هذا الوقت الحساس، إذ لم يحضر إلا 5 وزراء هم غازي وزني، زينة عكر، عماد حب الله، عباس مرتضى ورمزي مشرفية، مستهجناً غياب وزير الاقتصاد عن الجلسة ورئيس الحكومة حسان دياب، واصفاً إياه بالشبح. وأكدّ عدوان أنَّ التكتل بصدد تقديم وثيقة اتهام بحق دياب وعددٍ من الوزراء بتهم الإهمال والتقصير منذ سنة ونصف حتى اليوم. ولم يستثنِ عدوان في كلمته حاكم مصرف لبنان، إذ أكدّ أنه يجب محاكمة الحاكم بسبب قبوله بإقراض الدولة من دون سياسة عامة مالية ونقدية. أما عن تشكيل الحكومة فاستهجن عدوان المعركة على وزارة الشؤون الاجتماعية، عازياً السبب إلى البطاقة التمويلية التي رآها أنها ستدخل في المحاصصة بسبب المعركة الحاصلة.

تشكيل الحكومة وإقرار البطاقة التمويلية

أما بقية الكتل فقد كان كلامها عن أهمية البطاقة التمويلية والتركيز على صوت الناس، فأكدّ عضو كتلة الوفاء للمقاومة ابراهيم الموسوي رفض الكتلة قرار الحاكم رفع الدعم فجأة واصفةً إياه بالصادم.

أما النائب أسامة سعد فدعا إلى إيقاف المهازل، لأنه لا قيمة لمعالجات سياسية تقليدية، ولا إنقاذ من دون تغيير سياسي وأدوار فاعلة للأجيال الجدية من ثورة 17 تشرين.

وأكدَّ عضو التكتل الديموقراطي هادي أبو الحسن تأييد التكتل الدائم لرفع الدعم التدريجي وتطبيق البطاقة التمويلية.

وشدد عضو كتلة المستقبل سمير الجسر على أهمية تشكيل حكومة تتفاوض مع صندوق النقد الدولي، الذي من شروطه القيام بإصلاحات أهمها رفع الدعم، ولذلك يجب أن يتم التأليف بسرعة.

ختام الكلمات كان لنائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، الذي أكدّ ضرورة تشكيل الحكومة بسرعة والبدء بتطبيق البطاقة التمويلية اليوم وليس بعد شهر. وفي ردٍ على باسيل بموضوع المؤامرة، أشار الفرزلي إلى أنَّ قرار رفع الدعم لم يكن فردياً بل كان قراراً بالإجماع للمجلس المركزي لمصرف لبنان.

وبعد انتهاء المداخلات، أعلن الرئيس بري: “بيّنت غالبية المداخلات الموقف التالي: الحل هو في تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت والإسراع في توزيع البطاقة التمويلية وتحرير السوق من الاحتكار”. وأقرت التوصيات برفع الأيدي فقال بري “صُدّقت، رُفعت الجلسة”.

باسيل بعد الجلسة: الحكومة ستكون عاجزة

بعد الجلسة وفي دردشة مع الصحافيين، أكدّ رئيس تكتل لبنان القوي على كلامه في الجلسة، وجواباً على سؤال عن هوية المتآمرين قال باسيل “هم معروفون وليس هناك من حاجة لتسميتهم، فقصة الفيول المستورد معروفة، والتيار ناضل من أجل إقرار مناقصة بخصوصه على مدى سنوات، غامزاً من عقد سوناتراك”.

أما عن المنشآت وتوسيعها فاكتفى باسيل بالقول أنَّ “هذا يتطلب وقتاً مع ضرورة تحرك الحاكم ومن خلفه، لأن لا أحد يتحمل دماً على يديه، ولا يجوز قطع المحروقات عن الشعب فجأة، قبل إقرار البطاقة التمويلية ورفع الدعم تدريجياً”. ورداً على سؤال عن تشكيل الحكومة، أكدّ باسيل أنه حتى لو حازت الثقة لن تستطيع القيام بشيء، مشدداً على أنَّ الموضوع ليس بحاجة إلى مجلس نواب، بل هو فقط يحتاج إلى المجلس المركزي لمصرف لبنان.

الطبش: باسيل يحاول تبرئة نفسه وتياره و”بي الكل”

أما عضو كتلة المستقبل النائب رولا الطبش جارودي فعلقت في حديثٍ لموقع “لبنان الكبير” على كلام باسيل بالقول: “يلي استحوا ماتوا”. ورأت أن باسيل يحمّل انهيار الدولة وما وصلنا إليه من أزمة كهرباء للكل ويحاول تبرئة نفسه وتياره و”بي الكل”.

ووضعت الطبش كلام باسيل بمعرض المزايدة السياسية، مشيرةً إلى أنَّ المشكلة اليوم هي بالإفراج عن الحكومة وتشكيلها، وبعدها يأتي رفع الدعم وتطبيق البطاقة التمويلية، ووقف سحب أموال المودعين وأكل حقوق الناس.

وعن الكلام عن مؤامرة، قالت الطبش: “هم المؤامرة بحد ذاتها، يتآمرون على الشعب اللبناني، وكل هذا الإذلال الذي نراه للشعب، وكل الحرائق والدمار هي دليل على جهنم التي أوصلنا إليها بي الكل”.

شارك المقال