إعلان الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله الأربعاء “أننا سنوقف إطلاق النار من الجنوب فور وقف إطلاق النار في غزة”، هل يكفي للإقرار بأن نجاح المساعي الديبلوماسية التي تشهدها القاهرة والدوحة بهدف التوصل الى اتفاق هدنة في غزة، سينسحب تبريداً على الوضع الميداني في جبهة جنوب لبنان؟ تؤكد المصادر المواكبة للوضع اللبناني، وجود توافق أميركي فرنسي ضمني على الضغط لإخراج لبنان من دائرة احتمالات نشوب الحرب، وهذا ما تم التوافق عليه خلال زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الى باريس مع مسؤولين فرنسيين من بينهم الموفد الفرنسى الخاص الى لبنان جان إيف لودريان، إذ علم أن محادثات الاليزيه لم تنفصل اطلاقاً عن التنسيق بين فرنسا والادارة الأميركية للمضي قدماً فى منع إنزلاق لبنان نحو حرب كارثية، خصوصاً وأن زيارة هوكشتاين الى باريس جاءت بعد وقت قصير من الاتصال الذى جرى بين الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو، بحيث جدد ماكرون، وفق البيان الصادر عن الاليزيه، الاعراب عن قلقه البالغ إزاء تصاعد التوترات بين “حزب الله” وإسرائيل على طول الخط الأزرق جنوب لبنان.
وتلفت المصادر إلى أن الديبلوماسية الفرنسية والأميركية على تفاهم حول الخطوط العريضة للصيغة المقترحة للحل، وبالتالي فإن الاستعدادات الأميركية والفرنسية مكتملة لمواكبة أي هدنة أو وقف لاطلاق النار في قطاع غزة ينسحب على لبنان. وقد أُبلغ المسؤولون اللبنانيون إشارات إيجابية حول المسار التفاوضي، وتراجع خيار التصعيد العسكري الاسرائيلي تماشياً مع وتيرة المفاوضات المتقدمة حول غزة. ومن المقرر عند اعلان وقف اطلاق النار في غزة أن يتوجه هوكشتاين إلى لبنان للتفاوض على تطبيق الشق السياسي من القرار الدولي 1701، وتحديداً تثبيت الحدود البرية والترتيبات المتبادلة على طرفي الحدود والانتقال من وقف الأعمال العدائية المستمر منذ العام 2006 إلى وقف اطلاق النار. ونقل عن هاكشتاين أن “الاتفاق الحدودي بين لبنان وإسرائيل شبه منجز، لا بل انه منجز، وكل ما يحتاج إليه وضع اللمسات الاخيرة عليه، بالاضافة إلى مسألة الضمانات للأطراف المعنية بالصراع، اذ سيعطي الاتفاق الحدودي لحزب الله في الترتيبات المتبادلة على طرفي الحدود ضمانات لدوره ووجوده في منطقة عمل قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل)، وفق نص القرار 1701 أي حصر السلاح في هذه المنطقة بالجيش اللبناني”.
على صعيد “حزب الله”، لا شك في أن كلام السيد واضح وصارم، بحيث كشف في الأيام الأخيرة أن الحزب أبلغ جهات ديبلوماسية غربية جاءت لاستطلاع الموقف، أنه يلتزم وقفاً لإطلاق النار في الجنوب فور الاتفاق في غزة وتوقف الحرب هناك، ما يؤكد أن الحزب أبدى مرونة لافتة في التعاطي مع أي مقترح بشأن الحدود.
يتبع: الموقف الاسرائيلي