طوّرت خبرات الطفولة عندي، مهارات خاصة، كان التفوق (المعلوماتي) وقتها آلية إثبات وجود، ساهم أبي، ربما من دون قصد منه، في تنميتها وتطويرها، حتى غدت وحشاً، يزعج من حولي، ويوشك أن يلتهمني أنا ذاتي، اذ كان يجري منافسات في المعلومات العامة بيني وبين أقارب لي كانوا يكبرونني سناً، بأكثر من عامين أو ثلاثة أعوام، وكنت أفوز بمعظم تلك المسابقات، حتى لاحظت أن بعض أقراني من الأقارب بات يتجنب زيارتنا، تحاشياً لحرج المواجهة معي اذا ما دعي الى منافسة من تلك المنافسات المتكررة.
تحول هذا التفوق المعرفي، الذي طوّرته القراءة المبكرة جداً، والذاكرة التي كانت آنذاك قوية جداً، الى آلية رحت أحمي بها حريتي، وأوسع من نطاقها مع الوقت.
كانت المعرفة، باباً يتيح لي التمرد على أية قوالب جامدة، اجتماعية أو فكرية، ويمكنني بالقدرة على الجدل، من كسب بعض المواقف، التي صنعت مع الوقت سياجاً، بت أحتمي به، وبات هو ذاته يسجنني لاحقاً.
قادني تقديس حريتي، الى مواقف بعضها بالغ التعقيد، حدث هذا وأنا أعمل بالسياسة في أعقاب حرب أكتوبر، وحدث بالطبع وأنا أعمل بالصحافة في مصر قبل أن أسافر للعمل بالخليج، وبلغ الصدام إحدى ذراه، في تجربة عمل قصيرة بالسعودية استغرقت أربعة أشهر، من يونيو (حزيران) وحتى أكتوبر (تشرين الأول) عام ١٩٨٢، تزامنت مع الغزو الاسرائيلي للبنان، كان الاسرائيليون قد ضربوا حصاراً لأول مرة على عاصمة عربية (بيروت)، بينما التأمت قمة عربية طارئة في فاس بالمملكة المغربية كان هدفها المعلن، تقديم الدعم للبنان، وحشد القوى العربية خلفه. (غابت عنها مصر بسبب تعليق عضويتها بالجامعة العربية، اثر توقيع معاهدة سلام مع اسرائيل في مارس (آذار) ١٩٧٩).
كنت قد التحقت بالعمل في صحيفة مسائية، تبدأ دورة العمل فيها حوالي الثامنة مساء كل يوم وتنتهي حوالي الرابعة فجراً، وكان برنامجي اليومي يشتمل على متابعة صفحات السياسة التي كان يعدها الزميل السوداني عبد الرحمن زروق، واعداد مانشيت الصفحة الأولى بالاضافة الى كتابة مقال يومي على عمودين بطول الصفحة الأخيرة.
طوال الأزمة، التي جسدت مجزرة صبرا وشاتيلا إحدى ذراها، ثم توجت باغتيال الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل، كانت الحرب في لبنان بكل تداعياتها، هي موضوع مقالي اليومي، الى أن كانت الليلة السابقة على صدور البيان الختامي للقمة العربية الطارئة في فاس، كنت أتوجس من توجه القمة الى ايفاد وفد من قادة عرب يمثلونها الى واشنطن، للقاء الرئيس الأميركي رونالد ريغان، المعروف بانحيازه الفج الى إسرائيل، فكتبت مقالاً أحذر فيه أهل القمة، من إيفاد وفد من القادة العرب الى البيت الأبيض لاستجداء الحل الأميركي.
أرسلت مقالي الى المطبعة، وغادرت الجريدة قبل شروق الشمس، الى منزلي، الذي كنت قد انتهيت من تهيئته، كمنزل للزوجية، وفي حوالي الحادية عشرة صباحاً استيقظت على طرقات عنيفة على باب الشقة، هرولت مسرعاً باتجاه الباب وطالعت من خلال العدسة لأرى من الطارق، فوجدت الزميل جلال حمام الذي كان يعمل مخرجاً (سكرتير تحرير) بالجريدة، ما إن فتحت الباب حتى احتضنني جلال حمام وانخرط في البكاء، استفسرت منه عما يبكيه، فأخبرني، أن قراراً قد صدر بترحيلي خارج البلاد بسبب المقال المنشور اليوم.
كانت الصحيفة قد طرحت في الأسواق، بينما اتخذ القادة العرب قرارهم صباحاً بإيفاد وفد من القادة العرب الى واشنطن للقاء الرئيس ريغان، جاء ذلك متزامناً مع نشر مقالي الذي يحذر من زيارة استجداء لواشنطن، على نحو يمكن أن يتصور معه القارئ أنني كتبت المقال بعد صدور القرار وليس قبله.
كان عديلي (زوج الشقيقة الكبرى لزوجتي) يعمل مديراً لمستشفى حكومي كبير، في المدينة نفسها التي أعمل بها، ترك عمله، وجاءني في بيتي يعرض علي اصطحابي للقاء المسؤول المختص وتقديم الاعتذار له عما كتبته، وقال لي ناصحاً: “دارِهم ما دمت في دارهم” كنت أسمع هذا المثل العربي لأول مرة، لكنني بحماس الشباب كنت أرفضه. أعربت عن تقديري لمشاعر عديلي، الذي بدا مشفقاً على حالي، بعدما أنفقت كل أموالي في تأثيث بيت جديد لإتمام الزواج فيه، لكنني رفضت تقديم أي اعتذار، فأنا لم أخطئ ولم أتجاوز، ولست نادماً على ما كتبته، ولا أنا حريص على الاستمرار في العمل، ما لم أحتفظ بالحد الأدنى من القدرة على ابداء الرأي بقدر مناسب من الحرية. رفضت جهود عديلي شاكراً ومقدراً، واستسلمت طائعاً راضياً، وربما سعيداً، لقرار الترحيل بكل تداعياته العملية والمالية والأسرية والاجتماعية، فأنا أقدس حريتي، ولا أساوم عليها بأي ثمن، فهي حياتي، وأنا بدونها ميت. كانت خسارتي المالية كبيرة، بسبب تمسكي بالدفاع عن حريتي، لكنني تعلمت لاحقاً، كيف أصون حريتي بثمن أقل، وكيف أتجنب مواقف تضع حريتي موضع الاختبار، وأعترف، بأنني تركت بعض ساحات المعارك مبكراً بعدما التقط راداري الشخصي إشارات على احتمال وجود مواقف تضع الحرية قيد اختبار باهظ الكلفة.
كنت وقت التحاقي بالعمل في الصحافة قد عاهدت نفسي أمام الله، أن لا أكتب إلا ما أعتقد أنه الحقيقة، كانت لدي بالطبع دوافع أخلاقية تتعلق برفض غريزي للكذب، وأخرى مهنية تتعلق بالتزامات الكاتب تجاه القارئ، وبحقوق القارئ لدى الكاتب، وثالثة عملية باعتبار أن مصداقية الصحافي هي رأسماله الحقيقي، لكن ثمة دافع آخر أقوى هو الدافع الديني، اذ كنت أعتقد، وما أزال أن أي مال أكسبه من عمل لم أتحرَّ فيه الصدق، هو مال حرام، لا يمكن أن أنفق منه على أبنائي، ولهذا سعيت في عملي الى الكتابة فقط في الموضوعات التي أستطيع ابداء الرأي فيها بحرية، ثم استطعت لاحقاً تطوير أدواتي، حتى وصلت الى قناعة ذاتية بأن كل شيء في الكتابة ممكن، وأن تقليص قائمة الممنوعات أو المحظورات، هي مهمة الكاتب المتمكن، وأن ما ينبغي تجنبه عند الكتابة في العالم العربي، هو فقط ثلاثة أشياء، أولها أن لا يؤدي النشر الى إغلاق الصحيفة، وثانيها أن لا يؤدي الى عزل رئيس التحرير، وثالثها أن لا يؤدي الى منع الكاتب من الكتابة، أو عزله، أو “ترحيله” خارج البلاد.
حل المعادلة الصعبة بأن تقول الحقيقة، وتعبّر عن وجهة نظرك بحرية، من دون أن تتسبب في إغلاق الصحيفة أو حجبها أو عزل رئيس التحرير، أو عزلك أنت شخصياً، مسألة بالغة التعقيد، لن تستطيع التغلب عليها، الا باكتساب خبرات عميقة، وتطوير منهج للكتابة يتيح لك مهارة المشي فوق الماء!
كنت أعتقد منذ عملت في الصحافة، وما زلت، أن الاحتراف يتيح لنا دوماً سقفاً أعلى للتعبير عن آرائنا بحرية، وكنت أقول للزميل طارق الحميد، أن “سقف المهنية أعلى من سقف الحرية” وهي مقولة اتخذها لاحقاً، شعاراً وضعه داخل إطار علقه في قاعة الاجتماعات، حين أصبح رئيساً للتحرير بصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، التي انتقلت لاحقاً للعمل فيها.
تبدو الحياة الاجتماعية والفكرية والسياسية مقيدة بدرجات متفاوتة في المجتمعات الخليجية، كنت أحترم بشدة خصوصيات تلك المجتمعات، لكنني كنت أخشى من انعكاسات هذا الاحترام الزائد على فضاء التفكير أو الابداع المتاح لي، وكانت خشيتي تزداد كلما رصدت تحولات تطرأ على وافدين مثلي من مجتمعات منفتحة كلبنان وتونس والمغرب ومصر، يصبحون بعدها مسخاً، فلا هم تماهوا مع الثقافة المحلية لبيئة العمل، ولا هم احتفظوا بسمات الشخصية الوطنية لكل منهم.
وأذكر واقعة أبكتني حين عدت إلى المملكة للعمل مجدداً بعد الترحيل بسنوات، حين اعترضت على تعديلات في مانشيت الطبعة الأولى الذي كنت أعددته بنفسي أثناء النهار، وفوجئت صبيحة اليوم التالي بتغييرات مخلة في المانشيت، في الطبعة الثالثة، عاتبت عليها صديقي الصحافي السوداني المخضرم حسن ساتي، وهو من هو في الصحافة السودانية، كأحد أبرز رموزها إبان عهد جعفر نميري، بحيث كان رئيساً لتحرير صحيفة “الأيام” السودانية. قلت ملاحظاتي لصديقي حسن ساتي، وكانت كثيرة وقاسية، فعلق غاضباً: “محدش واخد باله غيرك، انت تاعب نفسك ليه؟!”.. يقصد أن لا أحد من أبناء البلد، قد لفت انتباهه ما حدث من تغيير في المانشيت، فأجبته وكنت قاسياً على الرغم من محبتي الكبيرة له: “أنا اهتم لأنني إن فقدت الاهتمام صرت مع الوقت حماراً!”. وأضفت بغضب: “لو أنني توقفت لحظة واحدة عن التمرد لأصبحت مع الوقت حماراً!”، واستطردت: “أنا أحمي رأسي طول الوقت بالتمرد”.
جلس حسن ساتي على مقعده منهزماً باستسلام، ثم وضع كفيه على وجهه وفرت دمعة من عينه، وكأنما أفاق في هذه اللحظة على خطر داهم كان يخوض فيه من دون أن يدري.. بكيت خشية أن أكون قد آذيت شعور هذا الرجل الفائق الرقة، وتوجهت اليه مقبلاً رأسه، لكنه كفكف دمعه بأطراف عمامة سودانية بيضاء ذات خط أزرق، واعترف لي لاحقاً بأنه أفاق على كلامي في هذا اليوم، وقرر حماية رأسه بالسفر الى بلاد الانكليز حيث عاش الى أن عاد الى الخرطوم ليلقى ربه هناك بعد شهور، أما أنا فكنت قد سبقته بسنوات، الى تبني آلية لحماية قدرتي على التفكير الحر، خارج صناديق السلطة والمال.
كان بعض الصحبة، يعوضني بشركاء حوار فيهم تنوع الاهتمامات والخلفيات الثقافية والعرقية، لكننا في الأغلب كنا شركاء مهنة الصحافة، من بين هؤلاء الشركاء خرجت فكرة “مجلس الغجر”، نعم الغجر هؤلاء الذين استلهمنا من تقديسهم للحرية فكرة أن نحمل اسمهم شعاراً لصالون ثقافي اتفقنا على أن ينعقد في يوم السبت من كل أسبوع، وهو يوم إجازتي الأسبوعية في كل المواقع والصحف التي عملت فيها منذ عام ١٩٧٧، كان مطعم “بيتزا هت” بجدة في شارع الأمير ماجد هو مقر “سبتية الغجر”، اذ كان يقدم وجبة غداء يومية بنظام البوفيه المفتوح تشتمل على غالبية مكونات قوائمه الغذائية من الباستا والسلاطات والبيتزا وشرائح الجبن بالثوم والبيبسي.
كانت السبتية تضم أربعة أعضاء مؤسسين، هم: د. عمر سالم باقعر المرشدي أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، والذي عيّناه برتبة “رئيس مجلس تشخيص مصلحة الغجر” سخرية من المسمى الوظيفي لهاشمي رفسنجاني أحد زعماء ايران آنذاك، والكاتب أحمد عدنان، الذي خلعنا عليه رتبة “الحاخام الأكبر”! والصحافي عبد الله الطياري الذي عيّناه “مفتشاً عاماً” وهي وظيفة لا يقوم صاحبها في العادة بأية مهام، اما العبد لله كاتب هذه السطور، فقد تم تعيينه بوظيفة “المستشار العام” لـ “سبتية الغجر”، باعتبار أن المناصب القيادية هي لأبناء البلد فقط، و كنت أداعب زملائي (المواطنين) من وقت لآخر قائلاً: “أنا مواطن إذن أنا مدير”. اذ كانت أعلى وظيفة لأجنبي تكون في الغالب تحت مسمى مستشار، لكنه يضطلع في الواقع بمسوؤوليات قيادية وتنفيذية.
كان الدكتور عمر المرشدي أستاذ اقتصاد كبيراً عاد بالدكتوراه قبل سنوات من احدى كبريات الجامعات الأميركية، عميق المعرفة، خفيف الظل، يتمتع بروح دعابة تعكس خلفيته الحضرمية الموغلة في القدم.
لاحظت وقد كان مكتبه قريباً من مكتبي، أنه يضع على شاشة الكمبيوتر عنده، صورة لأحد غلاة الدعاة المسلمين، تتبدل كل بضع دقائق مع صورة للبابا يوحنا بولس الثاني، ثم بعد دقائق أخرى تظهر صورة للحاخام اليهودي عوفاديا يوسف، سألته مداعباً: ما هذا؟!
جذب نفساً عميقاً من سيجارته، ثم تطلع الى وجهي قائلاً: “إيش نسوي يا أبو معتز، موش ممكن ساعة هالله هالله (ساعة الجد)، حد فيهم يكون أقرب الى الحق والحقيقة؟!”.
ضحكت، معلقاً بلغة أهل الاقتصاد والمالية: يعني أنت تؤمن نفسك في الآخرة بـ “سلة شفعاء”؟! على غرار ما يفعل بعض الاقتصادات بتأمين ماليته عبر “سلة عملات”. ضحك صاحبنا الحضرمي حتى كاد أن يسقط عن كرسيه، وصار تعبير “سلة شفعاء”، لغة خاصة بيننا نستدعيها في بعض المواقف.
كانت أعباء الضيافة مجدولة بحيث يتحملها أحدنا في كل أسبوع، وكنا نستضيف على غداء السبتية ضيفاً بارزاً أو أكثر في كل مرة ندير معه حواراً حول مناطق اختصاصه أو اهتمامه.
ما كان يجمع بين الغجر الأربعة هو أنهم في الأصل أصدقاء وزملاء مهنة، يؤمنون بفكرة الحرية، وبمنهج التمرد، ويسعى أغلبهم الى الابتكار والتجديد.
قبل أن أكتب هذا الفصل تواصلت مع “الحاخام الأكبر” أحمد عدنان الذي انتقل للعيش في بيروت، تحدثنا طويلاً عن هذه الفترة من تجربتنا (تقريباً بين 2002 – 2005)، قلت له صف لي بكلماتك كيف ترى الغجر، قال: مبدئياً هي جلسة أصدقاء، جمعت بينهم قيم وأفكار وأحلام مشتركة، لم تكن أحلامهم طموحات شخصية، كانوا يحلمون بأوطان آمنة ومزدهرة وبحياة لائقة وكريمة. أراد الغجر أن يكونوا أحراراً، أرادوا أن يقولوا “لا”، كانوا يظنون أحياناً أن “لا” هي أفضل تعريف للحرية كما يرونها، هذه الحرية هي ما حملتهم الى استلهام مسمى الغجر لجماعتهم، باعتبار أن الغجر يرحلون طلباً للحرية وليس فراراً من الخوف أو الخطر.
هكذا رأى أحمد عدنان الغجر، وقد كنا معاً أول من حمل الفكرة وسعى الى تطبيقها، قبل أن ينخرط معنا كل من الدكتور عمر المرشدي وعبد الله الطياري، استضافت مائدتنا في “بيتزا هت” أغلب رموز الثقافة والفكر والفن والديبلوماسية والاقتصاد والتجارة والسياسة بالمجتمع السعودي، فلم تقتصر على رموز جدة وانما امتدت الى الرياض والدمام، أما صيت الغجر فقد بلغ القاهرة بعدما نشر الراحل الكبير الأستاذ صلاح قبضايا مقالاً عن مجموعتنا في صحيفة “الأحرار”، ونشرت صحيفة “طهران أفنيو” – وهو موقع إيراني مناهض للحكم الديني في إيران من زاوية الثقافة والفنون – حواراً مع “الحاخام الأكبر” للغجر أحمد عدنان أجراه معه الصحافي الايراني زوهراب مهدوي، وكذلك نشرت صحيفة “لوس انجلوس تايمز” تقريراً تناول جماعة الغجر.
وأذكر أن الراحل الدكتور عمر كامل شقيق رجل الأعمال السعودي الشهير صالح كامل كان بين من دعوناهم لحضور “سبتية الغجر”، وأراد الرجل لاحقاً أن يرد الدعوة، فاستضافنا في منزله لجلسة حوار ممتدة انتهت بالاتفاق على عقد مجلس في ضيافته يوم الأحد من كل أسبوع. كذلك فعل الأستاذ محمد الحسون، وكان وقتها عضو مجلس إدارة في صحيفة “عكاظ”.
كانت “سبتية الغجر” احدى آليات حماية رأسي بالتمرد، وحماية هويتي بالدفاع عن حريتي في البوح كلما كان ذلك ممكناً. كان البوح بالنسبة لي مثل التنفس، آلية حياة، أموت إن تعطلت.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.