مجلس قيادة للثورة… إنقاذ بصناعة لبنانية

هيام طوق
هيام طوق

اعتبر كثيرون أن ثورة 17 تشرين فشلت وأن ثوارها اختفوا إلى غير رجعة لأسباب عدة أهمها أنها تفتقر إلى الموقف الواحد، وأنها بلا رأس يديرها ويخطط لخطوات مستقبلية ويناقش الأطراف باسمها، وما التحركات الخجولة، باستثناء الرابع من آب، ليست سوى دليل على انطفاء شعلة الثورة خصوصاً وأن البلد يمر بأسوأ أزماته وقدرة الناس على التحمل باتت قاب قوسين من الانفجار. المشهد الضبابي والمأسوي أوصل البعض إلى تشبيه لبنان بأفغانستان دون استبعادهم تطبيق سيناريو طالبان على لبنان من خلال إدارة حزب الله للحكم.

لكن على ما يبدو، فإن الهدوء على جبهة الثوار ينذر باقتراب العاصفة والانفجار الشعبي الذي سيكون هذه المرة أكثر تنظيماً وتنسيقاً خصوصاً وأن مجموعات الثورة تعمل بشكلٍ حثيث على تشكيل المجلس التمثيلي للثورة والذي بات في مراحله الأخيرة، إذ سيقوم هذا المجلس بانتخاب مجلس قيادة الثورة، ويمكن الإعلان عن هذه الأمور بعد أيام.

وإذا كانت مصادر الثوار تؤكد أنهم يتكلون على أنفسهم وعلى اللبنانيين في الداخل والخارج لإنقاذ البلد، وأن الخطوات غير المتوقعة آتية، ترفض أيضاً تشبيه الحالة اللبنانية بأي حالة أخرى لأن لبنان هو لبنان.

أرسلان: توسيع مهام اليونيفيل لضبط المعابر 

ترفض منسقة مجلس مجموعات الثورة حياة أرسلان منطق الذين يشبهون الوضع في لبنان بأفغانستان، معتبرة أن ” القوى الدولية تتعاطى مع البلدان انطلاقاً من مصالحها الخاصة، وأبعاد الانسحاب الأميركي من أفغانستان هدفه إقلاق راحة روسيا والصين ومواجهة التطرف الإيراني بتطرف أفغاني. خطوات مدروسة ولها حساباتها الخاصة. نحن إذا لم نكن أقوياء في الداخل وجبهتنا مترابطة ومتراصة، يحصل لنا ما هو أسوأ من أفغانستان، لكن لم يكن لبنان في تاريخه أفغانستان ولن يكون ولا أفغانستان يمكن أن تكون لبنان الذي يتميز بتاريخه وشعبه الذي تحدّى العالم كله حتى في أسوأ حالاته، وغزا العالم بعلمه وبمواقعه”. وتشدد على أنه “يجب على الجميع أن يفهم أنه لا يمكن لحزب الله أن يحكم البلد. فهو بات مرفوضاً من محيطه وبيئته. كفى تهويلاً. لن نخاف. نريد أن نتبع النموذج العالمي المتحضر الذي سينتصر. قلناها ونرددها لن نقبل بسيطرة حزب الله الذي يشهد تغيراً كبيراً في مزاج مجتمعه الذي أصبح فقيراً مثل كل الناس”.

وبعد أن استشهدت ارسلان بالتاريخ اللبناني الذي برهن أنه لا يمكن أن يُحكم من فئة واحدة، تحدثت عن مجموعات الثورة التي سيصبح لها مجلس قيادة قريباً، كشفت “أننا سنقدم طلباً، سنعلن عنه خلال ساعات، لتوسيع مهام اليونيفيل لتشمل كل المعابر الشرعية وغير الشرعية، والحدود كي يتوقف الاستنزاف كما سيكون هناك تحركات على الأرض عند الحاجة. ورغم تعرضنا للعنف، نختار سلاح الجيش دون سواه. كما أن خيار العصيان المدني ليس مستبعداً، ومحاصرة منازل المسؤولين، ولن أكشف عن مزيد من الخطوات المقبلة”.

الصّائغ: لبنان غير قابل للإلغاء والتفتيت والتذويب

ويؤكد المدير التنفيذي لـ”ملتقى التأثير المدني” زياد الصّائغ أن “لبنان هو لبنان لا يمكن أن يشبّه بأي حالة جغرافية أو حضارية أخرى، وهذا شأن كل الدول التي لديها ميزاتها الخاصة. كما أن لبنان تحول إلى قضية عالمية وأفغانستان أيضاً، لكن هناك تمايزاً بين البلدين. كل الكلام الذي يفبرك في الغرف السوداء عن أن هناك تسوية ما لتسليم لبنان إلى جهة كما سلمت أفغانستان غير دقيق. لبنان قضية، يناضل اللبنانيون في الداخل معاً لإنجاز تحريرها من محتليها ومستبيحيها، تلاقيهم دينامية دياسبورا في الخارج ويلاقيهم العالم العربي والمجتمع الدولي لأن لبنان حاجة حضارية وليس رقعة جغرافية، بمعنى أن صيغة العيش الواحد هي التي تميز لبنان، وهذا ما قاله البابا القديس يوحنا بولس الثاني عن لبنان إنه أكثر من وطن إنه رسالة كما أنه في يوم الصلاة من أجل لبنان في الفاتيكان في الأول من تموز الماضي، تحدث البابا فرنسيس عن حالة القيامة المستمرة رغم المأساة”. 

ويتابع: “لا ننسى أن هناك إجماعاً عربياً ودولياً على أن لبنان محتل والشعب يتعرض لجريمة منظمة. بهذا المعنى كل الكلام عن أن هناك تسويات ستفرض على لبنان هو كلام من قبيل التمنيات والتطلعات رغم أنني لا أجزم أن للدول مصالح، لكن كل التجارب التاريخية منذ مرحلة الاحتلال العثماني تؤكد أن لبنان غير قابل لا للإلغاء ولا للتفتيت ولا للتذويب، وانهزام النموذج اللبناني سيكون انهزاماً حضارياً للعالم”.

ويتحدث الصائغ عن أن ” هناك من راهن ولا يزال على أن الثورة انتهت وأن المنظومة السياسية استطاعت إعادة انتاج مواقع نفوذها، وهذا مناف للواقع. الثورة الآن هي معنية بتقديم البديل. القضية أبعد من الكلام عن قيادة. القضية تتعلق برؤية موحدة وبرنامج موحد وقيادة تنسق بين مكونات الثورة لمواجهة الاستحقاقات المقبلة”، معتبراً أن “المنظومة الحاكمة هي التي تعيش الأزمة الكاملة وهي التي بدأت تتفكك لأنها ما زالت تراهن على المحاصصة والاستقواء بالسلاح غير الشرعي وترهيب اللبنانيين وإلهائهم، لكن هذا لن ينجح والتاريخ خير دليل”، مشدداً على أنه “علينا نحن أن نؤدي دورنا في تشكيل الكتلة الحرجة التي تتولى عملية الإنقاذ”.

نادر: انفجار الناس بات قريباً

ويتحدث العميد جورج نادر – جبهة 17 تشرين عن “الخطوات الأخيرة في تشكيل المجلس التمثيلي للثورة الذي هو سينتخب مجلس قيادة الثورة (المؤلف من 9 أو 11 شخصاً). ومجلس القيادة سيتخذ قراراته بالأكثرية، وفي أوائل أيلول سنعلن عن هذا الأمر”، لافتاً إلى أن “الناس يطالبون بمجلس قيادة يتحدث باسم الثوار، وهذا المجلس سيكون أساسياً للتجاوب مع مبدأ الثورة ونزول الناس إلى الشارع”.

إقرأ أيضاً: “حزب الله” يندس في مجموعات الثورة

ويرفض الكشف عن الخطوات المقبلة” والتي ستكون مفاجئة وغير متوقعة. انفجار الناس بات قريباً، ونحن سنواكب هذا الانفجار حيث سنرى أعداداً كتلك التي رأيناها في 17 تشرين لأن الناس لم يعد بإمكانهم التحمل”.

وعن الذين يتهمون جماعة الثورة بأنهم يموّلون من جهات خارجية، ويتلقون تعليماتهم منها، يؤكد نادر أنه “لا يهمنا ماذا يجري في أفغانستان ولا موقف الإدارة الاميركية. نحن نتكل على أنفسنا وعلى شعبنا. لا نتعامل مع أي طرف خارجي إنما نتواصل مع اللبنانيين المقيمين والمغتربين فقط لا غير. ومن يتهمنا بالتمويل من الخارج هو المتهم الأول بنظر الناس. المواطن فقط يحق له أن يسائلنا عن تمويلنا. نحن وطنيون هدفنا الحل الداخلي الذي سيأتي من صناعة لبنانية. الدولة سقطت شرعياً واخلاقياً ودستورياً وعالمياً، لكن نريدها أن تسقط عملياً وميدانياً على الأرض”.

شارك المقال