مروحة الميقاتي ومراوحة عون

الراجح
الراجح

لا بد لكل متابع لمسار تشكيل الحكومة، ومنذ لحظة إعلان الرئيس المكلف أنه يسعى من خلال مروحة من الأسماء المستقلة لتشكيل حكومته، أن يلحظ مراوحة مسبوقة امتدت لأكثر من تسعة أشهر مع الرئيس سعد الحريري، ما يأخذنا إلى مكان لا علاقة للمنطق السياسي وتحمّل المسؤوليات الوطنية به.

ولا يعود أمامنا إلا الذهاب إلى علم النفس والى العالم النفسي جاك لاكان وهو من أهمّ المحلّلين النفسيين بعد فرويد وكان شخصية مثيرة للجدل، لكنه كان خبيراً في دراسة وتحليل الخاصية المميزة لـ”الأنا” بحيث وصفها بجنون العظمة أو البارانويا.

كان جلّ اهتمام لاكان ينصّب على المرضى الذهانيين مناقضاً الفهم المسبق الذي يزعمه المتخصصون في علم النفس بخصوص الذهان، ومؤكداً أن لا الطب النفسي ولا حتى التحليل النفسي يفلحان في تقصّي ظواهر الذهانية وتحليل الجانب المتعلق باللاشعور… اللاشعور عند جاك لاكان هو كيان لغوي متكامل وبنية لغوية في الدرجة الأولى، فمن ناحية التكثيف يرى لاكان أنها تشبه المجاز الأدبي والذي من خلاله يمكننا تحويل دلالة خاصة غير مناسبة لاسم ما إلى دلالة أخرى. أما التحويل فهو يشبه الكناية تؤخذ فيه النتيجة كسبب والسبب كنتيجة والحامل بصفته محمولاً والاسم على أنه مكان والكناية تحدّد موضوعها داخل المفهوم الذي يرتبط أيضاً مع مفهوم آخر بعلاقة جديدة وهكذا تتشكل أولى لبنات اللغة… وإذا فهمنا شيئاً من هذا، نفهم أنه هكذا تتشكل الحكومات في ظاهرة العهد القوي!!!

شارك المقال