دخلت الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة “حماس” أمس شهرها الثاني عشر.. 11 شهراً على بدء “طوفان الأقصى” والعدوان لم تنخفض وتيرته في غزة والضفة الغربية والحدود الجنوبية، وسط تعنت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وإصراره على إبقاء الجبهات مشتعلة، وتضاؤل الآمال باحتمال التوصل إلى هدنة سريعة لوقف اطلاق النار والإفراج عن الرهائن. وبقيت إسرائيل على تأهبها بهدف تغيير طريقة المعارك في قطاع غزة لزيادة الضغط العسكري على “حماس”، فيما يواصل سلاحها الجوي التدمير الممنهج في جنوب لبنان تحضيراً لمعركة كبيرة يتوقعها في المرحلة المقبلة، وكان آخر استهدافاته الوحشية أمس عناصر الدفاع المدني أثناء قيامهم بواجبهم في إخماد حرائق الغارات على بلدة فارون، ما أدى الى سقوط 3 ضحايا منهم.
ارجاء الخطة الأميركية
تزامناً، أرجأت الولايات المتحدة الأميركية تقديم خطة جديدة لوقف النار عدة أيام، بسبب عدم التفاؤل بفرص نجاحها في الوقت الحالي، وفق ما قالت هيئة البث الرسمية. وأفاد تقرير بثته شبكة “كان” أن الادارة الأميركية متشائمة إزاء رغبة “حماس” في التوصل إلى اتفاق، وإمكان المضي قدماً في المفاوضات معها.
وأشارت “كان” الى أن “حماس طالبت في الأيام الأخيرة بالإفراج عن عدد أكبر من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين بوصفه جزءاً من الصفقة، على الرغم من أن هناك عدداً أقل من الأسرى الإسرائيليين الأحياء الذين يمكن إطلاق سراحهم. إضافة إلى ذلك، صدمت الادارة الأميركية من قيام حماس بنشر مقاطع فيديو للمختطفين الذين قتلوا مؤخراً، وكل هذا قاد إلى تأخر البيت الأبيض في تقديم الخطوط العريضة لخطته”.
وربطاً بحجج نتنياهو التي يحاول فرضها من أجل إفشال أي هدنة تُبحث مع “حماس”، برز مقترح جديد لحل أزمة “محور فيلادلفيا” الحدودي في اتفاق الهدنة بقطاع غزة، اذ تحدثت وسائل إعلام أميركية عن إمكان تدريب واشنطن قوات فلسطينية، ونشرها على المحور، بديلاً من الجيش الاسرائيلي الذي يُصرّ نتنياهو، على الاحتفاظ بوجوده هناك، ولتفادي اعتراض القاهرة، وبالتالي سيكون ذلك حلاً منطقياً، لكن سيأخذ وقتاً لتنفيذه.
وفي السياق، أكد مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، في تصريحات أمس ن “بلاده تعمل على مقترح لوقف إطلاق النار في غزة”، قائلاً: “نأمل أن يجري ذلك في الأيام المقبلة، ومواصلة العمل بأقصى ما يمكن مع الوسطاء”.
وأضاف: “أملي هو… أن يدركوا ما هو على المحك هنا وأن يكونوا على استعداد للمضي قدماً على هذا الأساس”.
رسالة إسرائيل للبنان
وفي ظل تراجع حدّة القتال من جانب “حزب الله” على عكس إسرائيل، كشف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، أن “إسرائيل نقلت لنا رسالة عبر وسطاء مفادها أنها غير مهتمة بوقف إطلاق النار في لبنان حتى بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”.
ومع تواصل القصف الاسرائيلي جنوباً، استهدف الطيران المسيّر، سيّارة إطفاء تابعة للدفاع المدني في بلدة فرون.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أن “الحصيلة الأولية لاستهداف الجيش الاسرائيلي فريقاً تابعاً للدفاع المدني اللبناني كان يقوم بإطفاء حرائق أشعلتها الغارات الاسرائيلية الأخيرة في بلدة فرون، أدى إلى استشهاد ثلاثة مسعفين وإصابة اثنين آخرين بجروح أحدهما بحال حرجة”.
ميقاتي يدين العدوان
وأدان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي العدوان الاسرائيلي الجديد الذي استهدف عناصر الدفاع المدني في بلدة فرون، وقال: “هذا العدوان الجديد ضد لبنان يشكل خرقاً فاضحاً للقوانين الدولية وعدواناً سافراً على القيم الانسانية، وهذا الأمر ليس غريباً على العدو الاسرائيلي ونحن نشهد جرائمه المتتالية على المناطق اللبنانية وفي الأراضي الفلسطينية أيضاً”.
“الشرعي الأعلى” لانتخاب رئيس جامع
وفيما الاعتداءات متواصلة على الجنوب، لا يزال الملف الرئاسي يُطبخ على نار خفيفة، مع العلم أن الأسبوع المقبل يتوقع أن يشهد حركة وزيارات في هذا الصدد. وحث المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى القيادات السياسية والوطنية على الخروج من دوامة الدوران في هذا الفراغ المرفوض، وتحمّل مسؤولياتها الوطنية والأخلاقية، والمبادرة الى انتخاب رئيس جامع يفتح انتخابه صفحة جديدة في سجلّ التاريخ اللبناني الحديث، معتبراً أن العرقلة التي تحيط انتخاب الرئيس تأتي ضمن مسلسل شل الدولة ومؤسساتها الدستورية.
وأعرب المجلس في بيان بعد الاجتماع الذي عقده برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، عن قناعته بأن انتخاب رئيس للجمهورية يشكل خطوة لا يمكن من دونها الانتقال من حالة التعثر والتقهقر التي يمرّ بها لبنان منذ أكثر من 700 يوم، الى حالة الاستقرار والتقدّم التي تتلاقى مع طموحات اللبنانيين جميعاً وآمالهم.