لبنان على طاولة العرب وباسيل يسوّق عودة سوريا للجامعة

المحرر السياسي

على وقع المتغيرات الحاصلة في المنطقة العربية، ينعقد مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية 156 وعلى جدول أعماله جملة مواضيع حساسة، كالتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأمن الملاحة وإمدادات الطاقة في منطقة الخليج العربي، والأمن المائي العربي وسرقة إسرائيل للمياه في الأراضي العربية المحتلة، ومسألة العمل العربي المشترك، ومتابعة تطورات القضية الفلسطينية، والصراع العربي الإسرائيلي، ومسألة الإنتهاكات الإسرائيلية في القدس، وتفعيل مبادرة السلام العربية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني، اضافة الى صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب. وفي هذا البند قد تطرح القاهرة التقرير الوطني الذي أطلقته وزارة الخارجية المصرية هذا العام حول مكافحة الإرهاب والذي يستعرض جهود الدولة المصرية ومقاربتها الشاملة لمكافحة الإرهاب.

لا يغيب الوضع اللبناني عن نقاشات أي اجتماع وزاري في الجامعة العربية وتحت بند التضامن مع الجمهورية اللبنانية، وهو بند دائم نظراً لتطور الأوضاع في لبنان الذي سيتمثل بوزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، التي قررت المشاركة في بعدما تريثت بانتظار حصول خرق في الجدار الحكومي وتشكيل حكومة قد تأتي بغيرها لكن ذلك لم يحصل.

وتأتي مشاركتها هذه بعد زيارتها الى دمشق على رأس وفد وزاري للبحث في استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سوريا. ومن خلال هذه الزيارة كسرت الجمود السياسي الذي استمر بين البلدين على مدى 11 عاماً.

ولسوريا حصة أيضاً في اجتماع القاهرة تحت بند تطورات الوضع في سوريا، وهو البند الذي يلي بند لبنان، على الرغم من تجميد عضويتها منذ العام 2011. فيما لا تزال عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية دونه صعوبات، كما أن التوافق العربي الكامل حيال هذه المسألة لا يزال غير متوافر.

وتشير مصادر متابعة لموقع “لبنان الكبير” الى أنه على الرغم من عودة افتتاح بعض السفارات العربية أبوابها في دمشق فلا تزال الآراء الغالبة بأن دمشق توجهت نحو محاور بعيدة من المصالح العربية المشتركة مثل المحور الإيراني، لكن عودتها الى الحضن العربي من شأنه صيانة الأمن القومي العربي.

وكان وزير الخارجية السابق ورئيس “التيار الوطني الحر” الحالي النائب جبران باسيل يدافع في العام 2019 عن مبدأ ضرورة إعادة سوريا إلى الجامعة، معتبراً أن غيابها يشكل “الفجوة الأكبر” في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي تستضيفها بيروت. وزيارته سراً لسوريا قبل أيام وبعدها زيارة الوفد الوزاري برئاسة الوزيرة عكر قد يكون فاتحة وتمهيداً لطرح الموضوع مجدداً من عكر هذه المرة في الاجتماع الوزاري في القاهرة.

وهنا السؤال: هل تفعلها عكر المقربة من رئيس الجمهورية ميشال عون من بوابة حاجة لبنان للغاز والكهرباء، وضرورة عودة سوريا أمر حيوي للبنان في هذه الفترة وفي ظل الوضع اللبناني المتردي على كافة الصعد؟

وبحسب المعلومات، ستكون للوزيرة عكر لقاءات على هامش الاجتماع قد تبحث خلالها في الوضع اللبناني الذي طالما عملت مصر والجامعة العربية بالتحديد على إيجاد مخارج له، وسعتا بشتى الوسائل والجهود الديبلوماسية للقيام بخروق من أجل تشكيل حكومة قادرة على القيام بالإصلاحات المطلوبة لكن آمالها خابت في أكثر من مرة.

شارك المقال