البيان الوزاري الجديد “مُبهم”

محمد شمس الدين

أُنجز البيان الوزاري للحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي بسرعة قياسية قد تدخله كتاب غينيس اللبناني بشأن الحكومات وبياناتها، وهو تضمّن بنوداً عادية متنوعة من الـ1701 إلى المواضيع الاقتصادية والاجتماعية فالتفاوض مع صندوق النقد والدائنين. ولكن ما رأي المطّلعين الذين هم خارج التشكيلة الحكومية بهذا البيان؟

معلوف: البيان لم يوضح خطة الكهرباء

رأى النائب سيزار معلوف في حديث لموقع “لبنان الكبير” أنَّه “لا يوجد في البيان الوزاري أي خطة واضحة لملف الكهرباء الذي سبّب نصف العجز، كما أنَّ هناك أكثر من مليار دولار حصل عليها لبنان من اشتراكاته في صندوق النقد، يُمكن أن يُبنى فيها معامل طاقة، لكن هذا الأمر ليس مطروحا ويبدو أنَّ الحكومة ستعود إلى السيناريو القديم عينه بدعم الكهرباء على الرغم من عدم تأمينها”. ويتابع المعلوف أنَّ البيان لم يلحظ أيضاً ملف أموال المودعين، وطبعا لا يمكن إغفال أنَّ الحكومة لم تنشئ وزارة تخطيط، التي تلغي مزاريب الهدر والفساد، لذلك لن يعطي معلوف الثقة للحكومة.

روكز: البيان عموميات لا أكثر

أما النائب شامل روكز، فقد اعتبر أنَّ البيان هو فقط عموميات وهناك إيضاحات كثيرة ناقصة، مثل تحقيق 4 آب، ومصير ودائع الناس، وشكل العلاقة مع صندوق النقد الدولي، عدا عن المشاكل في القطاعات أولها أزمة الكهرباء، التي لم يوضح البيان خطة واضحة لها، متسائلا إن كانوا سيختلفون على خطة المعامل من جديد؟ أما لجهة إعطاء الحكومة الثقة فقد ارتأى روكز أن يعلق على الموضوع في جلسة الاثنين النيابية.

سعد: البيان إنشائي لا علمي

البيان الوزاري نسخة شبيهة من البيانات المتعاقبة السابقة وفقا لعضو تكتل الجمهورية القوية فادي سعد، الذي أضاف أن النص إنشائي وليس علميا ومبنيا على أرقام، بينما الشعب ينتظر حكومة إنقاذية، لافتا إلى أنَّ الحكومة لم تكن جريئة في بنودها مثل ملف تحقيق المرفأ، ساخرا من التشديد على احترام القرار 1701، بينما كانت تتدفق قوافل المحروقات الإيرانية خلال كتابة البيان. ويضيف سعد أنَّ تكتل الجمهورية من طريقة تشكيل الحكومة والمحاصصة فيها كان ميّالاً لحجب الثقة عنها، لكن فضل الانتظار لما بعد البيان الوزاري لعل وعسى، إلا أنَّ البيان عَكَس فشل الحكومة، فهو أقل من إنشائي وكان يمكن محاولة الكذب على الشعب اللبناني بطريقة أفضل.

شربل: ثقة للحكومة لأنها لن تنفّذ بيانها

وأشار الوزير السابق مروان شربل إلى أنّ لا شيء يطبق في لبنان منذ الاستقلال حتى اليوم إلا بمعجزة، مؤكدا استحالة تطبيق بنود البيان خلال عمر الحكومة القصير، التي ستعيش فقط بضعة أشهر، بل حتى ملف واحد سيكون هناك صعوبة في تطبيقه خلال هذه الفترة، لكن يؤكد شربل أنّه لو كان نائبا لأعطى الحكومة الثقة، وذلك ليقينه أنَّ البيان الوزاري الذي أعلنته لن يطبق.

حكومة جديدة وبيان وزاري جديد ينضم إلى مئات البيانات للحكومات السابقة، ولكن يجب أن لا ينسى اللبنانيون أنهم في العهد القوي الذي يستطيع الوفاء بوعوده، فقد وفى بوعد جهنم. كما ينبغي عدم فقدان العزم أو الأمل، لأنَّ حكومة عاجزة أفضل من عدم وجود حكومة، على الأقل من أجل المشهد الإقليمي والدولي.

شارك المقال