الأولوية لتمويل النقل العام المشترك

تالا الحريري

بعد الارتفاع الحاد لكلفة النقل في سيارات الأجرة التي وصلت الى 15 ألف ليرة أو 20 ألفاً، يفضّل الناس السير على الأقدام بدلاً من دفع 30 ألفاً ذهاباً وإياباً. وترتفع الكلفة كل يومين مواكبةً لارتفاع سعر صفيحة البنزين، وبات كل سائق يعتمد التسعيرة التي تكفيه ليعيش يوماً جديداً من أيامه مجهولة المصير، كما هي الحال عند اللبنانيين جميعاً.

وبات النقل العام المشترك الحل الوحيد أمام الجميع للتنقل بكلفة مقبولة. فاللبناني الذي يرتقب بأمل الكثير من الأشياء، ينتظر أيضاً انفراج أزمة المحروقات ومراعاته بتأمين انتقال بسعر ضمن إمكاناته.

نجم: من الأولويات تفعيل خطة النقل

وعن وضع خطة للنقل العام وتوفيره للبنانيين من أجل مساعدتهم على تجاوز هذه الأزمة الكارثية، قال رئيس لجنة الأشغال العامة والنقل النيابية النائب نزيه نجم لـ”لبنان الكبير”: “لا يجوز للدولة أن لا تفعّل النقل العام، نحن لدينا قانون ودراسة وتمويل للنقل المشترك. فالنقل لديه 297 مليون دولار لكنهم يحوّلونها الى البطاقة التمويلية، مش حرام؟ صفيحة البنزين أصبح سعرها ثروة، والناس مخنوقة، فبات من الأولويات تفعيل خطة النقل”.

وأضاف: “الحكومة الجديدة يجب أن لا توافق على تحويل حصة النقل البالغة 297 مليون دولار إلى البطاقة. يعني البطاقة مهمة بالطبع، لكن ليس على حساب النقل العام في البلد. فإذا أسسنا نقلاً محترماً، وأقمنا قطاراً وسكك حديد، كلنا سنعتمد على النقل العام ونصعد فيه حتى أنا”.

وعن تمويل النقل العام، من المليار و135 مليون دولار التي منع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المس بها الا لخطط محددة، يقول نجم: “أعيد وأكرّر، المبلغ موجود لكن الشباب وضعوا يدهم عليها”.

وإذ يشير الى وجود خطة نقل في برنامج “سيدر” إلا أن بعض الدول العربية تقاطع الحكومة اللبنانية يوضح نجم: “لماذا قد تتراجع هذه الدول عن مقاطعة الدولة اللبنانية ومساعدتها؟ اذا كل يوم يقومون بشتمهم ومقاتلتهم في اليمن، بالطبع لن يعطونا شيئا، فسماحة السيد كلما يظهر على التلفاز يشتمهم”.

الحاج حسن: الأهم الآن هو التمويل

وبعد حديث عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين الحاج حسن عن أن “توفير النقل العام المشترك حاجة ملحة للبنانيين”، أكّد لـ”لبنان الكبير” أنّه “في الحكومات التي سبقت كانت هناك خطط عديدة بخصوص النقل العام المشترك، لكن الأهم الآن هو تأمين التمويل. سمعنا وزير الاشغال يقول إنّ النقل العام من أولوياته، ولا أعتقد أن أحدا في البلد لا يعتبر النقل العام من الاولويات، لأنّه يخفف كثيراً عن المواطنين، فالباصات تؤمن النقل للناس وبأسعار مدعومة”.

وعن تقديم المساعدات والهبات قال الحاج حسن: “من يريد أن يساعد ليقدم باصات ومحروقات، وبالطبع هناك مساعدات، فوزير الأشغال أعلن تواصله مع السفيرة الفرنسية. أيضاً هناك تنسيق، ولكن يجب أولاً أن تأخذ الحكومة القرار وتتواصل مع المجلس النيابي عن الأعمال التي ستقوم بها. فإذا أردنا أن نمول النقل العام، هناك هبات من “سيدر” وقروض من البنك الدولي وقروض من الجهات المانحة الاقليمية والدولية والاسلامية”.

شارك المقال