“الجعيتاوي” يسعّر على السوق السوداء… والمواطن يصرخ!

تالا الحريري

مع انهيار القطاع الصحي في ظل الأزمات المتعاقبة، أصبحت الطبابة عبئاً على المواطن اللبناني، وأصبح المرض مُكلفاً. فبات المواطن يخشى المرض ليس بسبب انقطاع الأدوية فحسب، بل لأن الكلفة الاستشفائية في المستشفيات الخاصة تحديداً تحتاج رواتب أفراد الأسرة جميعها، لكي يُعالج. فكيف اذا كانت على سعر السوق السوداء؟ فإما الدفع أو الموت، تنتظر في فراشك بلا دواء مؤمّن أو مستشفى يستقبلك، ويبقى المواطن المتضرر الأكبر.

الكلفة الاستشفائية على السوق السوداء

اشتكت مواطنة من غلاء الكلفة الاستشفائية في مستشفى الجعيتاوي بعد إدخال والدها إلى قسم الطوارئ، وأفادت لــ”لبنان الكبير” بأنّ “مستشفى الجعيتاوي يحتسب الكلفة للمريض على سعر الصرف اليومي للدولار، أي على سعر السوق السوداء. أي شخص ليس لديه ضمان أو تأمين، يُلزم بدفع 60 مليون ليرة و3000 دولار وديعة قبل الدخول إلى المستشفى”.

وأضافت: “اذا بلغت فاتورتي أكثر من 60 مليون ليرة، سيبدأون السحب من الـ3000 دولار ولن ينتظروا أن نعطيهم نحن المبلغ المطلوب. يعني يمكنني أن أصرّف ما أملك من دولار في جيبي وأعطيهم المبلغ، لكنّهم يصادرون المال كلّه”.

وأوضحت أنّها أدخلت والدها إلى قسم الطوارئ بسبب مشاكل في الأمعاء وخضع الى منظار، ولم يحتَج الى عملية لكن المستشفى يلزم الجميع على دفع هذه المبالغ المحددة، على الرغم من تنوع الحالات.

وقد وصفت لنا حال سيدة عجوز أحضرها الصليب الاحمر بعد تعرّضها لوعكة على الطريق، ولم يدخلوها حتى تدفع المبلغ الاجباري (الوديعة)، وقالت: “يبزموننا بوضع مبلغ باللبناني والدولار، وقبل أن يسألوننا عن حال المريض، يطلبون هذا المبلغ فوراً، يتصرّفون بالمال من دون استشارة المريض، وقد توجهت لهم باللوم إلى الإدارة ولن أترك الموضوع”.

يارد: كل قطعة نشتريها يتحمّلها المريض

وللسؤال عن هذه الإجراءات المالية، تواصلنا مع المستشفى للوصول الى المدير بطرس يارد وقد قُطع الاتصال في المرة الأولى بعد معرفتهم الموضوع، وبعد الاتصال مرة ثانية بقسم المحاسبة للتحدّث مع المسؤول، قُطع الاتصال مرة أخرى.

وبعد الحصول على رقم مدير المستشفى بطرس يارد كان ردّه: “أنا لا أحب أن أسمّيها سوق سوداء، هذا السعر الحقيقي للدولار. المعدات والمستلزمات التي نشتريها على السعر الحقيقي للدولار، نجعل المريض يدفع ثمنها. أصحاب المستلزمات الطبية يطلبون فريش دولار، وبالتالي اذا وضعت قطعة للمريض بـ100 دولار، فأريد أن أحصل على سعرها مجدداً”.

وعند إخباره عن شكوى المواطنة امتعض، وقال: “لتحضر الفاتورة وأنا أقوم بتوجيهها الى مسؤولة المحاسبة وهي تفسّر لها، ما بعرف أنا”.

هارون: الكلفة بسعر صرف بين 5 و6 آلاف ليرة

كما توجهنا الى نقيب المستشفيات الخاصة الدكتور سليمان هارون الذي قال: “لا يوجد كلفة استشفائية موحدة بين المستشفيات، والكلفة الاستشفائية تراوح ما بين سعر صرف 5 و6 آلاف ليرة فقط”. وبحسب علمه “لا يوجد أي مستشفى يسعّر على السوق السوداء”.

شارك المقال