الجرعة الثالثة في لبنان على الأبواب

تالا الحريري

مما لا شك فيه أنّ الصراع المتواصل مع فيروس كورونا طويل ومنهك، لكن بوجود اللقاحات تحسّن الوضع بعض الشيء، وبدأت الحياة تعود جزئياً إلى طبيعتها. فقد أثبتت اللقاحات على اختلاف أنواعها، بخاصة فايزر وأسترازينيكا، فاعليتها وقدرتها على زيادة المناعة ضد الفيروس، وعلى تقليص عدد الإصابات والوفيات المرتفعة.

على الرغم من ذلك، هذا لا يعني أنّ العالم تغلّب على الفيروس بشكل كامل، إنّما جعل الوضع مستقراً بعض الشيء. لذلك، لا تزال الجهود مستمرة في العالم وفي لبنان للحفاظ على هذا الوضع وعودة الحياة من دون قيود.

البزري: الجرعة الثالثة ستنطلق قريباً

يكشف رئيس اللجنة الوطنية لإدارة اللقاح الدكتور عبد الرحمن البزري عن التوجّه إلى إطلاق حملة تلقيح لجرعة ثالثة، مشيراً إلى أنّ نسبة متلقّي جرعتي اللقاح في لبنان تخطّت ربع السكان، فيما أكثر من الثلث تلقّى الجرعة الأولى. ويوضح لـ”لبنان الكبير”: “نحن من البلدان التي بدأت باكراً عملية التلقيح، ولدينا ناس أخذوا اللقاح بحدود الثمانية أشهر. إضافةً إلى ذلك، هناك العديد من الدراسات التي تسمّي الجرعة الثالثة بالجرعة الداعمة، أي أنّها قد تكون مفيدة في تقوية المناعة عند الناس الذين أخذوا جرعات مبكرة. وبعض الدول بدأت بالجرعة الثالثة وبيّنت أنّه من الممكن أن تكون لها آثار مفيدة”. ويضيف: “احتسبنا مع وزير الصحة فراس أبيض كميات اللقاح التي ستأتي وعدد الأشخاص الذين أخذوا اللقاح”.

وعن موعد إطلاق الجرعة الثالثة وكيفية توزّعها، يقول البزري: “الجرعة الثالثة ستنطلق قريباً، وفي الأسبوع المقبل ستتبيّن معالمها بشكل تدريجي، لأنّ الأولوية بالنسبة إلى البرنامج التمنيعي التلقيحي هي المناطق التي فيها إقبال ضعيف على اللقاح. فالإقبال الضعيف يمكن أن يكون بسبب صعوبة التواصل على المنصة وبُعد مراكز التلقيح عن المناطق، لذلك نريد أن نعالج هذا الموضوع. ونريد أن نعالج موضوع القطاع المهني كالتربية والسياحة، والقطاع الرسمي والصحي، وبالطبع هو أولوية بالنسبة إلينا أيضاً”.

ويتابع: “لا نزال نتمنّى أن تكون نسبة التلقيح مرتفعة أكثر، لكن لا مشكلة إذا بدأنا الجرعة الثالثة بشكل تدريجيّ وهادئ، في حين نعمل أيضاً على رفع مستوى المناعة. لا يعني أنه إذا أخذ الشخص جرعتين من اللقاح، فسيحصل على الثالثة الآن. هناك فارق 6 إلى 8 أشهر عن الجرعة الثانية، وهناك الأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة أو من لديهم ضعفاً في المناعة ولم يتجاوب جسدهم مع اللقاح بشكل جيّد، وهناك الذي تجاوب وانخفضت مناعته بسرعة بعد اللقاح. هذه الأمور ستؤخذ في الحسبان بعد إطلاق الجرعة الثالثة”.

وعن المناعة المجتمعية، وعما إذا وصل لبنان إلى نسبة تلقيح عالية، يقول: “المناعة المجتمعية مهمّة، لكن اليوم بوجود المتحوّرات والمتغيرات الفيروسية، كلمة المناعة المجتمعية وحدها لم تعد تكفي. فنحن كلّما رفعنا نسبة المناعة في المجتمع من خلال التلقيح، فذلك أفضل. لكن نريد لفت النظر دائماً على المتحوّرات الفيروسية لرصدها. ويهمنا أن تتكثف أنشطة اللقاحات أكثر، وهذه المرة أن تكون الأنشطة في المناطق التي تواجه صعوبة في التواصل والوصول، خصوصاً أنّ كلفة التنقل أصبحت مرتفعة، فنتوجّه نحن إلى الناس”.

أمّا عن تحويل اللقاح إلى لقاح روتيني مثل الإنفلونزا، يقول البزري: “هذا يحتاج إلى المزيد من الوقت لنرى كيفية تصرّف الفيروس كلما انتشر اللقاح في العالم أكثر. فهذا الموضوع سيظهر خلال الأشهر المقبلة. المعروف الآن أنّ جميع الناس يجب أن تأخذ جرعتين من اللقاح، باستثناء لقاح جونسون آند جونسون الذي يُعطى جرعة واحدة فقط، والذي من الممكن أن يُعتمد كجرعتين في وقت قريب”.

شارك المقال