صادف يوم أمس 12 ربيع الأول، وهو ذكرى المولد النبوي الشريف، نبي الأمّة العربية وخاتم الأنبياء محمد بن عبد الله (صلّى الله عليه وسلّم)، الذي أرسله الله حاملاً رسالة الإسلام وناشراً المودة والرحمة والأخلاق الطيبة. فلطالما كان النبي قدوة الأمّة العربية والإسلامية، وكانت الدعوة للتحلّي بصفاته وأخلاقه الحميدة. وفي يوم الذكرى، تتوجه بعض المذاهب الدينية للاحتفال، سواء كان احتفالاً رسمياً في المساجد أو احتفالاً شعبياً بين العائلات وأبناء الحي، إلى احتفال الجمعيات الإسلامية بهذا اليوم بتوزيع رسائل المحبة ووضع الأناشيد الدينية والتكبير والصلاة عليه.
وقال القاضي الشيخ خلدون عريمط، رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام، لـ”لبنان الكبير” إنّ “ذكرى المولد النبوي الشريف التي تتجدد كل عام في حواضر وعواصم البلاد العربية والاسلامية والتجمعات الاسلامية في العالم، هي مؤشرات الى ذكرى ولادة أمّة خرجت من قلب الصحراء تحمل رسالة العلم والايمان والاخلاق والرحمة بين أبناء البشر. والمقصود بذكرى ولادة النبي العربي، هي تأكيد على أنّ هذه الأمّة التي ولدت مع النبوة هي تأكيد لنا أنّ العربي الذي حمل رسالة الله لخدمة البشر سيبقى على استعداد لأن يحمل رسالة السلام والمحبة والتراحم والعلم لبناء مجتمع إنساني أفضل”.
ففي كل ذكرى، يسترجع الناس مآثر النبي وشمائله ونهضته بالأمة وتوحيدها وبناءها، علماً أنَّ محبة النبي محمد (صلّى الله عليه وسلّم) تكون من خلال طاعته والامتثال لأوامره والاقتداء به وإيثاره على الذات والملذات.
ويُكمل عريمط حديثه: “ولادة النبي العربي ليست لها أبعاد قومية أو عرقية أو عصبية لأنّ من يحتفل بذكرى ولادته كل عام، أمره الله أن يحمل رسالة الرحمة للمجتمع البشري بقول محمد (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، فذكرى الولادة تعني ذكرى ولادة القيم والأخلاق والعدالة والرحمة والانسانية التي يفتقد أكثرها مجتمعنا المعاصر. ولكي نكون مسلمين متبعين لرسالة محمد العربي، على العرب والمسلمين أن يكونوا رحمة للبشر جميعاً، لا فرق بين لون أو عرق أو دين لأنّ الله خاطب الناس من خلال محمد بقوله سبحانه تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُم)”.
ومن بين الجمعيات الاسلامية العديدة التي تحيي ذكرى المولد النبوي الشريف كل سنة، جمعية المشاريع التي ينتمي إليها نائب بيروت عدنان طرابلسي الذي قال إنّ “ذكرى المولد هي ذكرى عظيمة وفرحة للعالمين، اذ قال الله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، مولد أعظم الخلق سيدنا محمد هو رحمة للبشرية كلها اذ دعا للاعتدال والمحبة والتسامح”. وأضاف: “نحن اليوم نذكر الناس بالرسالة العظيمة التي جاء بها سيدنا محمد (صلّى الله عليه وسلّم). البارحة واليوم وجدت جمعية المشاريع في الشارع مثل كل سنة في كل المناطق والأحياء وقامت بأنشطة مختلفة ووزعت الطعام والحلوى ورسائل المحبة لإبهاج الناس. فهذا الذي نقدر أن نساعد فيه، ولن نقصّر في أن نمنع الفتنة ونجعل الشعب موحداً خصوصاً في هذه الأوضاع الصعبة والظروف الخطيرة، لأنّ هذا وطننا، هذا لبنان”.
ويختم طرابلسي: “ما زالت الجمعية قادرة على القيام بالاحتفالات كل سنة ولم تتأثر، فالاحتفالات بالذكرى موجودة في مناطق عديدة مثل بيروت، البقاع، عكار، بعلبك، وطرابلس. لدينا العزيمة ولم نتأثر وسنشد الهمّة لزيادة أنشطة الخير والتوعية للناس”.
ومن دخل في رسالة نبي المرسلين محمد (صلّى الله عليه وسلّم)، صارت الرحمة كاملة في حقه ودخل الجنة ونجا من النار. وبمناسبة المولد النبوي الشريف تهنئة رسمية حيث يحتفل العالم بمولد سيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).