الأسرّة الشاغرة تهدّد القطاع الاستشفائي!

تالا الحريري

القطاع الصحّي من الانهيار إلى الهاوية. فبعدما كان الوضع مقلقاً بسبب انشغال جميع أسرّة المستشفيات، اليوم أصبحت 40% منها شاغرة. قد يبدو المشهد جيّداً أو مطمئناً للبعض، لكن بالنسبة إلى المستشفيات والأطباء، هذا ما يسمّى وصول القطاع الاستشفائي إلى القعر. فلا المستشفيات الحكومية قادرة على تحمّل الضغط جرّاء العدد الكبير للمرضى الذين ينتقلون إليها، ولا المستشفيات الخاصة قادرة على تخفيض كلفتها الاستشفائية الباهظة. وكلاهما يعانيان عجزَ المستلزمات الطبية. وقد عادت المستشفيات إلى استخدام مستلزمات طبية قديمة لم يكن في الحسبان أنّها ستعود يوماً لاستخدامها، إذ أفاد نقيب المستشفيات الخاصة الدكتور سليمان هارون بأنّ “هناك معدات موجودة منذ 15 سنة لم نستعملها وكنا نضعها جانباً”.

عراجي: المريض هو الضحية

عن سلبية الأسرّة الشاغرة بدلاً من أن تكون سبباً في تخفيف الأعباء عن المستشفيات والطاقم الطبي، أوضح رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاصم عراجي لـ”لبنان الكبير” أنه “من قبل كانت المستشفيات ممتلئة بالمرضى، لأنّ أحوال الناس المادية كانت جيّدة، وكانوا قادرين على دفع فروقات المؤسّسات الضامنة. كان المستشفى يُدخل المرضى الذين يتعالجون على حساب الضمان أو الوزارة. اليوم لا تزال تستقبلهم، لكن الفروقات عالية جدّاً. فالمرضى يضطرون لدفع فروقات عالية، لأنّ المؤسّسات الضامنة غير قادرة على رفع تعرفاتها بسبب انهيار الليرة والمشاكل الأخرى، وفي النهاية المريض هو الضحية”.

وأضاف: “هناك حالات بسيطة لا تحتاج إلى دخول مستشفى، لكن الحالات الحرجة التي توجب الدخول إلى المسشتفى، فإنّ المريض غير قادر على دفع التكاليف العالية، وهذه هي المشكلة”.

وعن سعر المستلزمات الطبية التي تُباع على سعر السوق السوداء، قال عراجي: “المستلزمات الطبية كانت مدعومة بنسبة 85% من مصرف لبنان و15% كانت بالفريش دولار. الآن يقولون أنّ المصرف لا يدفع، والأمور فلتانة. ففي الأصل، كان جزء كبير من المستلزمات يُباع على أساس أنّه غير مدعوم وجزء بسيط يُباع على أنّه مدعوم”.

وعن ارتفاع حجم المشاكل بين المرضى وأطباء المستشفيات بسبب غلاء المستلزمات الطبية كونها على الفريش الدولار وارتفاع الكلفة الاستشفائية، أفاد عراجي بأنه “بعد جدال بين المريض وطبيب المستشفى، يقولون له أن يذهب ويشتري المستلزمات، كي يثبتوا له أنهم يشترونها على الفريش دولار، والكلفة الاستشفائية العالية ما هي إلا بسبب أسعار هذه المستلزمات”.

هارون: تخلّينا عن التقنيات الحديثة

من جهته، قال نقيب المستشفيات الخاصة الدكتور سليمان هارون أنه “في ظل تطوّر المشاكل في البلد وانتشار وباء كورونا والصعوبات المادية، انخفضت نسبة الدخول إلى المستشفيات، وهذا دليل على أنّ الناس غير قادرة على أن تتعالج، وهذا هو الواقع. فهناك مستشفيات سرّحت موظفين وأقفلت أقساماً عدّة لتخفيف المصاريف، فلم يعد هناك دخول كالسابق”.

ويتابع: “أغلبية المستلزمات الطبية أصبحت غير مدعومة وعلى سعر السوق السوداء. واليوم عدنا إلى استخدام المستلزمات الطبية القديمة لأنّ ثمنها أقل بكثير من المستلزمات الحديثة. فمثلاً بعض العمليات كعملية العظام تخلّينا فيها عن التقنيات الحديثة”.

وعن تأثيرها، يقول هارون: “لا تأثير سلبياً للمستلزمات القديمة على المرضى، لكن المستلزمات والتقنيات الحديثة تعطي نتيجة أسرع، وفي النهاية نتيجتها واحدة”.

شارك المقال