تراخٍ في لبنان… وارتفاع إصابات كورونا

تالا الحريري

إصابات فيروس كورونا تعاود ارتفاعها من جديد، وقد شهدت جميع دول العالم وبينها الدول المتقدمة، وليس لبنان فقط، ارتفاعاً حادّاً في أعداد الاصابات، لتعود وتفرض معظمها قيوداً صارمة عبر تطبيق التدابير الصحية اللازمة، مما يعني أن العالم يستعد مجدداً لمواجهةٍ مجهولة المصير مع فيروس كورونا.

وعلى الرغم من تعزيز مناعة المجتمع من خلال الجرعات الاولى والثانية والثالثة من اللقاحات، تبيّن أنّه لا يمكن الاكتفاء باللقاح، وربّما تصبح الكمامة نمطاً حياتياً في السنوات المقبلة. وفي حين أنّ العالم ارتاح قليلاً في أشهر فصل الصيف الثلاثة، الّا أنّه مع عودة فصل الشتاء بدأت الأعداد تتصاعد. فهل لحال الطقس من علاقة بارتفاع الاصابات أو ضُعف المناعة؟ وهل من قيود سيفرضها لبنان مجدداً لتدارك انفجار صحيّ؟

عراجي: أجواء البرد قد تزيد الاصابات

أعلن رئيس اللجنة الصحية النيابية الدكتور عاصم عراجي أنّ “الاصابات ارتفعت في لبنان وجميع أنحاء العالم بسبب فصل الخريف وبداية فصل الشتاء، فعادةً، في هذين الفصلين تزداد الفيروسات، وتحديداً الآن بوجود أجواء باردة، يمكن أن تزيد أعداد الاصابات أكثر”. وأضاف: “هذا الى جانب عدم التزام الناس بالإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي، الى عدم وجود قيود في معظم المنشآت التي يحصل فيها تجمعات كثيفة، مثل مراكز التسوّق والسوبرماركت. فضلاً عن التجمعات في كافة المناطق سواء في الأفراح أو الأحزان، لكن لا يوجد شيء يستدعي الإقفال”.

وبالنسبة إلى نسب التلقيح، أوضح عراجي أنّ “وتيرة التلقيح جيّدة مقارنة ببعض الدول الأخرى وأصبحت مقبولة، فقد بلغت نسبة الأشخاص الملقحين بجرعتين 36% ونسبة الملقحين بجرعة واحدة 30%. فــ35% من المؤهلين للتلقيح تلقّحوا، والبقية لم يتلقّحوا، وقد بدأنا بالجرعة التنشيطية لكبار السن والكادر الطبي”. وأشار الى أنه “حتى الانسان الملقح يمكن أن يُصاب بفيروس كورونا لكن كزكام خفيف، لكن في أغلب الأوقات لا تحصل مضاعفات ولا يحتاج المصاب الى دخول المستشفى”.

وعن غير الملقحين وما إذا سيتم فرض قيود مشددة عليهم، قال: “هذه مسؤولية فردية ومسؤولية مجتمعية ومسؤولية الدولة أيضاً، الدولة عليها أن تتّخذ الاجراءات اللازمة وتوفّر اللقاحات. أمّا الفرد، فعليه أن يحمي نفسه. في النهاية لا يمكننا وضع عسكري على كل مواطن حتى يلتزم، لكن ثمّة تراخٍ كبير من الناس بشأن التدابير ووضع الكمامات”.

كورونا في العالم

بحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز الأميركية، بلغ إجمالي الاصابات في العالم 247.447.923 مليونا وإجمالي الوفيات 5.011.786 ملايين فيما تتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول من حيث عدد الوفيات بــ748.173 والاصابات 46.140.509. إضافةً الى توقيف آلاف الموظفين عن العمل في الولايات المتحدة وكندا بسبب رفضهم تلقي اللقاح. وبعد الولايات المتحدة، تأتي البرازيل في المرتبة الثانية، فالهند، والمكسيك، وروسيا في المرتبة الخامسة.

وبعد إلغاء معظم إجراءات التباعد الاجتماعي في هولندا، شهدت ارتفاعاً في الاصابات منذ شهر، ليتم إعادة فرض إجراءات استخدام الكمامات وحصول كبار السن على جرعات منشطة من لقاحات الوقاية بفيروس كورونا. أمّا في ايطاليا، فتم تمديد قرار حالة الطوارئ إلى ما بعد نهاية شهر كانون الأول، مع الاعتماد على الأدلة العلمية بضرورة وجود نظام تشريعي لحال الطوارئ. وفي اليونان، فرضت تدابير مشددة على غير الملقحين، حيث سيقوم الموظفون في كافة القطاعات بإبراز نتيجة فحص سلبي مرتين أسبوعياً على نفقتهم الخاصة، إضافة الى مضاعفة غرامات المطاعم والمتاجر التي لا تلتزم بالتدابير الصحية. أمّا في ألمانيا فقد ارتفعت الاصابات الى 4 ملايين و709488 حالة. في حين أعلنت منظمة الصحة العالمية أن وتيرة انتقال كورونا في أوروبا مقلقة جدّاً، وأنّها قد تسجل نصف مليون وفاة جديدة بحلول شهر شباط المقبل.

وفي العالم العربي، يتصدر العراق قائمة الدول العربية من حيث عدد الاصابات إذ سجّل 2.060.066 مليوني إصابة، في حين شهدت كل من مصر والجزائر ارتفاعاً جديداً في الاصابات، وقد وصلت السعودية الى نسبة التحصين بالجرعتين الى 70% وفي الكويت أصبحت المستشفيات خالية تماماً من مصابي فيروس كورونا.

شارك المقال