لا تنتهي مشكلات الجامعة اللبنانية، فالأساتذة والموظفون أو المدرّبون على مختلف أنواعهم وفئاتهم يهدّدون دائماً بالإضراب، حتى بات مستقبل الطالب والعام الجامعي مرتهناً بين أيديهم.
“لم نحصل على حقوقنا. وعدونا بالكثير ولم يفوا، حقوقنا مهدورة، إضراب مفتوح”… شعارات معظم الأحيان نسمعها ويطلقها الجسم الجامعي في الجامعة اللبنانية، وبعد إضراب استمر لأكثر من شهر، قام به مدرّبو وموظّفو “اللبنانية”، وبعد مطالبتهم بالحصول على مساعدات مالية ليتمكنوا من تخطّي الأوضاع الاجتماعية والمعيشية الصعبة، تم تعليق الإضراب والعودة إلى العمل.
وفي هذا الصدد، تساؤلات كثيرة تُطرح، فهل حصل مدرّبو وموظّفو “اللبنانية” على مطالبهم؟ ولماذا تمت العودة للعمل؟ وماذا عن الخطوات الآتية؟ وهل سنشهد إضراباً جديداً؟
بدران: بعضٌ حصل على المساعدة والبعض الآخر قريباً!
وأوضح رئيس الجامعة اللبنانية البروفيسور بسام بدران لموقع “لبنان الكبير” أنّ هناك جزءاً من مدرّبي وموظّفي الجامعة حصلوا على 500 ألف مساعدة، فيما آخرون حصلوا على 750 ألفاً لقسم المعلوماتية، وبالتالي هناك موظفون انتهت ملفاتهم ودُفع لهم، والجزء الآخر قبل 15 من تشرين الثاني الجاري ينتهي ملفه ومعاملاته وسيتم الدفع له عن الشهر الماضي والجاري، أي سيحصلون على دفعتين متتاليتين”.
وأكد بدران أنّ “الموجود حتى هذه اللحظة هي مساعدة عبارة عن 500 ألف أو 750 ألفاً للمدرّبين والموظّفين، سيحصلون على نصف المعاش الذي أقرّته الدولة ويُدفع على دفعتين. أما في ما يتعلق بمساعدات أخرى لاحقة، فيتعلّق بالفترة الآتية، والموجود الذي استطعنا تأمينه لسنة كاملة هو المساعدة التي تحدّثنا عنها”.
وعن المساعدات المقدّمة من الدول المانحة، اعتبر أنّ “هناك جهداً كبيراً في هذا الموضوع، ويتطلّب المزيد من الوقت. فهذه الدول تطلب العديد من الأوراق والمعاملات وغيرها لتعرض مشاريع الدعم للحصول على الموافقة من الدول المانحة، وليتأمن الأشخاص والجهات التي تريد تقديم الدعم اللازم. وحتى هذه اللحظة الأمور إيجابية في هذا الجزء”.
وتابع: “عقدنا اجتماعين والرئيس السابق فؤاد أيوب الذي كان أجرى سلسلة من اللقاءات والاجتماعات، والأمور إيجابية. هناك رسالة بعد الاجتماع الذي حصل الجمعة سنرسلها إلى وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، وسترسل بعد ذلك للبنك الدولي ليقوم بالإجراءات اللازمة”.
استئناف العمل بعد الإضراب… ولكن!
وأشارت مصادر خاصة من مدرّبي وموظّفي الجامعة، إلى أنه “استؤنف العمل بعد إضرابهم الذي استمر مدّة محدّدة، ووجودهم في العمل يتم مداورة. لكن بعد استبيانهم الأخير تبيّن أنّ أكثر من 80% من المدرّبين والموظّفين يريدون العودة عن الإضراب المفتوح، وذلك لأنه لم يعد باستطاعة أحد تحمّل المزيد من الأعباء. الأوضاع المعيشية والاقتصادية في تدهور مستمر، والمدرّبون لم يحصلوا منذ أيار على رواتبهم”.
ولفتت هذه المصادر إلى أنّ رئيس الجامعة بدران وعدهم بالحصول على مساعدة بقيمة 500 ألف للمدرّبين و750 ألفاً لمدرّبي قسم المعلوماتية، لكنهم لم يحصلوا على هذه المبالغ. واقتصر الأمر على زيادة 240 ألفاً كبدل نقل، متسائلين عن الدول المانحة التي تريد تقديم مساعدتها وتقديم مبالغ معيّنة لهم.
شائعة العودة للإضراب
ونفى رئيس رابطة عمال وموظّفي الجامعة حبيب حمادة كل ما يتم الترويج له، “من إضراب مفتوح في القريب العاجل”، وأكد أنّ “رئيس الجامعة الجديد بدران تسلّم منصبه ومهامه منذ فترة قصيرة، ولا شك أنه بحاجة إلى المزيد من الوقت ليتمكن من إمساك ملفات الجامعة ككل بالشكل السليم. وفي ضوء الأمور، تبدأ المقاربة بالملفات”.
وبالنسبة إلى الوعود غير الصحيحة، أشار حبيب إلى أنّ “كل الوعود في الاجتماع تسلك اتجاهها الصحيح والسليم، وعملية الصرف تتم، لكن أعداد العاملين في (اللبنانية) كبير، وكل موظّف راتبه يختلف عن الآخر. لهذا السبب هناك عملية تدقيق تحتاج المزيد من الوقت. وتم الانتهاء من هذه العملية، ومن المفترض خلال 48 ساعة أن تتحوّل المبالغ إلى حسابات المدرّبين والعاملين. وهذه المبالغ تعتبر حوافز ومساعدة تقدّم للموظّف ليستطيع القيام بمتابعة عمله والحضور”.
من الواضح أنّ مشكلات الجامعة اللبنانية لا تنتهي، ودائماً هناك جهات معيّنة تعترض وتريد المزيد من الحوافز والحقوق. وهذا بديهي، لأنّ الأوضاع في لبنان من سيئ إلى أسوأ. لكن رأفةً بمصير الطلاب ومستقبلهم، اتفقوا بين بعضكم البعض.