لقاحات الإنفلونزا للأغنياء… إن توافرت!

تالا الحريري

تخطّى لبنان حاجز الوقت المتوجب خلاله توفير لقاحات الانفلونزا. وإضافةً الى تأخرها، ستصل بكميات قليلة جدّاً وبدعم جزئي، في حين أنّ سعرها سيكون أعلى بكثير من السابق فيما لقاحات فيروس كورونا متوافرة مجاناً، مما يعني أنّ لقاحات الإنفلونزا ستتوافر لمن استطاع اليها سبيلاً، أبسبب كمياتها أم سعرها. سعر اللقاح الواحد العام الماضي وصل الى الـ14 دولاراً، وبغض النظر عن بقائه عند هذا الرقم أو ارتفع ثمنه هذا العام، الّا أنّ سعر الصرف اليومي للدولار بات يتحكّم في تسعيرته بالليرة اللبنانية.

البزري: اللقاحات آخر الشهر

أشار رئيس اللجنة الوطنية للقاح ضد كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري لـ”لبنان الكبير” الى أنّنا “تأخرنا بإحضار اللقاحات ولكنّها ستصل آخر الشهر. وفصل الشتاء عادةً يتأخر في لبنان، لكن كنّا نأمل أنّ تكون تلقحت الناس احتياطاً منذ زمن طويل”.

وأضاف:”اللقاحات التي ستصل ستكون أقل بكثير من العادة، وهذا متعلّق بالمستوردين. أمّا بالنسبة إلى سعر اللقاح، فليس لدينا علاقة بالتسعير هناك دائرة تسعير ودائرة صيدلة في وزارة الصحة وهي المعنية، نحن نساعد فقط في ضبط الأمراض الانتقالية”.

وما اذا كان الدعم سيُرفع عن لقاحات الانفلونزا أم لا، أكّد البزري أنّ “موضوع الدعم أيضاً متعلّق بقرار الوزارة، وممكن أن يكون مدعوماً بعض الشيء، وقد تواصلنا مع وزير الصحة الذي لديه علم بكل التفاصيل مع من في الوزارة”.

فاخوري: ليتحمّل وزير الصحة المسؤولية

من جهته، أكّد طبيب الأطفال الدكتور حسّان فاخوري لـ”لبنان الكبير” أنّ “لقاحات الانفلونزا لم تتوافر بعد وهذا ليس أمراً جديداً، فمنذ سنوات ونحن نعاني من تأخر وصول اللقاحات. المفروض أن يُؤخذ لقاح الانفلونزا في أول الخريف أي في أيلول وتشرين الأول، وفي تشرين الثاني نكون قد أنهينا عملية التلقيح. ففي الإمارات العربية المتحدة منذ شهر أصبحت لقاحات الانفلونزا لديهم out of stock يعني أنّهم أحضروه ووزعوه بين الجميع وأنهوا عملية التلقيح”.

وأضاف: “اذا وزير الصحة أراد التلقيح، فمن المفروض تأمين اللقاح في مستوصفات الدولة. فهم لم يفهموا أنّ قلّة اللقاحات تكلّف الدولة والمواطن كلفة الاستشفاء، فإذا الشخص أُصيب بحصبة أو عدوى ما واضطر للدخول الى المستشفى فهذا سيكلّفه الكثير”.

وتابع فاخوري حديثه موضحاً التأثير السلبي الذي ينتج من عدم حصول المواطنين وبخاصّة الاطفال على لقاح الانفلونزا أو أي لقاح آخر: “نحن كأطباء عندما نلقحهم بعمر 9 أشهر، نهيئهم ليصلوا بصحة جيدة لعمر الــ60-70 سنة. لكن في الحال التي نعيشها اليوم، ربّما لن يصل أولادنا لعمر الـ30 أو 40، واذا مرضوا سيكون هذا صعباً عليهم، فهل يريدون شعباً صحيحاً أم شعباً مريضاً ومفلساً؟”.

وبخصوص سعر لقاح الانفلونزا، قال فاخوري: “سعر لقاح الانفلونزا سابقاً كان 23 ألف ليرة لبنانية، واذا توافر اللقاح وهو غير مدعوم، فأنا لن أتحمل المسؤولية وليأخذوا اللقاح في مكان آخر. فالتلقيح عمل طبي وأنا عندما أعطي أي حقنة سأتحمل مسؤوليتها. ليذهب الناس الى وزير الصحة فراس الأبيض ليلقّحهم ويتحمّل مسؤوليتهم، لأنّني لن أتحمّل اتهامي بأنّني أحصل على مال زيادة على اللقاح”.

وتابع: “السنة الماضية اشتريت اللقاحات ورميتها لأنّني أحضرتها في آخر الموسم ولم يأت أحداً ليتلقّح، أحضرت اللقاحات بـ14 دولاراً بينما الصيدليات كانت تبيعها بـ20 دولاراً. وموضوع رفع الدعم يستفيد منه وكيل الأدوية، فهو في كل الحالات رابح، وأصبح الصيدلي يأخذ من الأطباء خدمة توصيل تصل الى 150 ألف ليرة لبنانية من أجل إيصال اللقاحات. وأنا بهذه الحال غير مجبر على دفع المبلغ من جيبي. نحن كأطباء لم يعد لدينا الاندفاع أو الرغبة في العمل، ومع الأسف الشديد ليس لدينا القوة لفعل شيء”.

وأوضح أنّ “البقاع يعاني منذ فترة من موجة انفلونزا، وأصبح هناك عدوى جديدة (H1N3)، فإذا وصلت الى بيروت وانتشرت في إحدى المدارس أو المؤسسات سيخرب البلد وهذا لا ينقصنا”.

وختم فاخوري: “سنعود الى الأيام القديمة حين كان هناك ما يُسمّى بحفلات الحصبة أو الجدري أو الانفلونزا، كانوا يختلطون مع من لديه هذه العدوى لاكتساب المناعة. فأصبحوا يلعبون بنا ويتسلون بأرواحنا وأرواح الأجيال القادمة، لكن بيكفي! فصاحب اللقاح يجب أن يحصل عليه وإذا لم يُؤمّن ليجدوا لنا حلّاً، تأمّلنا خيراً بالدكتور فراس”!

شارك المقال