عدّاد كورونا إلى ارتفاع… والمواطن المسؤول الأوّل

تالا الحريري

يبدو أنّ حالة الهلع عادت من جديد مع ارتفاع إصابات فيروس كورونا، ولكن كيف للناس أن تهلع والسبب
الرئيسي هو عدم التزامها بالتدابير الوقائية الأساسية؟ التجوّل من دون كمامة، التجمعات في الأماكن العامة والمغلقة وعدم تلّقي اللقاح، كل هذا كافٍ لانتقال الفيروس بارتياح. علماً أنّ الاصابات المسجلة في المستشفيات هي لغير الملقحين ضد فيروس كورونا، وبالتالي فإنّ الكارثة تقع على عاتق المواطنين المستهترين وليس على عاتق وزارة الصحة أو المعنيين الآخرين.

بلغت نسبة الملقحين في لبنان بالجرعتين 40.16% وأولئك الملقحين بالجرعة الأولى 45.65%، فيما إجمالي الحالات المسجلة بلغت 663,779. ومقارنةً بالدول الأخرى وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية (48,095,028) ما زال يُعتبر لبنان ضمن الدائرة الخضراء. ولا شيء يدعو للقلق طالما أنّ الأسرّة لم تُشغل جميعها، وما زالت المستشفيات قادرة على الاستقبال والتحمّل.

وبحسب وزير الصحة فراس الأبيض، فقد رُفعت جاهزية المستشفيات بنسبة 30% كما طلب تحضيرها
استعداداً لأي ارتفاع. في المقابل، وقّع الأبيض على برنامج الدعم التقني لتطوير نوعية النظام الصحي
اللبناني بمنحة قدرها مليون و200 ألف يورو، بحيث سيتم تحديث نظام التصنيف والاعتماد للمؤسسات
الاستشفائية العامة والخاصة، وحفظ الدم ونقله والمحافظة على سلامة الدواء والمستلزمات الطبية.

كل هذه التجهيزات للنهوض بالقطاع الصحي والعمل على تدارك أي انفجار ممكن أن يحدث، لكن الاكيد أنّ
الاصابات ستشهد ارتفاعاً جنونياً بعد انتهاء موسم الأعياد. طالما أنّ المؤشرات ما زالت مطمئنة لن يتم
اللجوء الى اقفال البلد. ينتظر اللبنانيون الأعياد للتسوّق والترفّه والاحتفال، ولكن حتماً سينتهي العيد مع
بداية مرحلة جديدة من كورونا ووصول المتحور الجديد B1.1.529 الى لبنان مع الوافدين. وستمتلئ المستشفيات حينها وتُشغل جميع الأسرّة، ويبقى المواطن المسؤول الأوّل عن هذه الكارثة الصحية.

ولا يمكن نسيان البؤرة الأكثر خطورة لانتقال فيروس كورونا وهي المدارس والجامعات، حيث عادت الحياة
الطبيعية اليها وعادت معها الاحتفالات والنشاطات. فلا يمكن منع هذا العدد الكبير من الطلاب من
الاختلاط ببعضهم أثناء الاستراحة وفي أوقات الدرس، وليس للاساتذة قدرة على رصد كل من يخالف
التدابير الوقائية. لذلك فإنّ التلقيح يجب أن يُطبّق في الدوائر التربوية أولاً حرصاً على السلامة العامة.

متحور جديد

ويبدو أنّ جميع الدول الأخرى تؤكد على ضرورة اللقاح وتحمّل مسؤولية ارتفاع الاصابات الى غير الملقحين أيضاً. فقد كشفت وزارة صحة جنوب أفريقيا أنّ غالبية الاصابات بالمتحور الجديد B1.1.529 تنتشر وسط الذين لم يتلقحوا، وأنّ فئة الشباب الذين لم يتلقوا اللقاح أكثر عرضة لعوارض صحية خطيرة. لكن وزير صحة جنوب أفريقيا استنكر ردود فعل الدول الأوروبية على ظهور متحور جديد من فيروس كورونا التي وصفها بـ”ردود غير مبررة” باعتبار أنّه لا يوجد أي دليل علمي على خطورته.

لكن اليابان فرضت الحجر الصحي على القادمين من 9 دول من جنوب القارة الافريقية، بينما سريلانكا
منعت دخول الوافدين من 6 بلدان أفريقية.

شارك المقال