fbpx

فعالية اللقاح ضدّ “أوميكرون” تُبرهَن تدريجياً

حسناء بو حرفوش
تابعنا على الواتساب

ستبرهن الأسابيع المقبلة مدى فعالية اللقاحات ضد متحوّر “أوميكرون” الذي ظهر مؤخراً، وفق ما أعلنت باحثة ألمانية قامت بفحص متحوّر فيروس كورونا الجديد. وفي حديث لموقع مجلة “دير شبيغل” (DER SPIEGEL) الألمانية، قالت عالمة الفيروسات في جامعة فرانكفورت ساندرا سيسيك، إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان المتحوّر الجديد قادر على التسبّب بالعدوى بدرجة أكبر من متحوّر “دلتا”.

ولفتت سيسيك إلى أنّ التركيب الجيني لـ”أوميكرون” يُظهر احتواءه على الكثير من الطفرات، مما يجعل اختبار وجوده أكثر صعوبة. وأشارت، انطلاقاً من بحوثها في ألمانيا، إلى أنّ النتائج التي يظهرها الفيروس قد تضع الباحث أمام لغز محيّر (…)، فقد كان من الصعب تحديد الحالة الأولى في ألمانيا. لكن مع الأسف هناك العديد من الحالات اليوم، وهذا يساعد على التخلّص من عدم اليقين حول وجود المتحوّر، بالإضافة إلى العمل على توفير اختبارات فحص PCR الخاصة والمصمّمة لتحديد هذا المتحوّر. وإذ أجابت أن الأعراض ظهرت لدى الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح بالفعل (وفي هذه الحالة تتكلّم تحديداً عن شخصين إثنين)، أوضحت أنّ حالة المصابين لم تبلغ درجة كافية من السوء بشكل يضطرهما لدخول المستشفى.

وشدّدت الباحثة التي لم تخفِ تشاؤمها، على المساعي المبذولة حالياً لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول الفيروس، متوقّعة أن تكشف الأسابيع المقبلة المزيد حول مدى قدرة الأجسام المضادة، وبالتالي اللقاحات، على الحماية من “أوميكرون”، متوقعة وضوحاً أكبر في النتائج في الأسابيع المقبلة. ولدى سؤالها عن إمكان الاختلاف بين “أميكرون” وكورونا بشكله الأولي الذي اكتشف في مدينة ووهان الصينية، شرحت أنها لا تعتقد أن هناك الكثير من الاختلاف بين الاثنين، مشيرة إلى أنه على الرغم من تغير الفيروس وقابليته للانتقال، لا يزال مرتبطاً بالفيروس الأصلي. أما عن كيفية ظهور البديل، فأردفت بالشرح أنّ التسلسلات الجينية لـ”أوميكرون” والتي خضعت للدراسة، تختلف تماماً عن بعضها البعض، مما يرسخ الفكرة القائلة بأنّ المتغير ربما كان موجوداً منذ فترة.

وتقول سيسيك: “لا أعتقد أنّ المتحوّر الجديد نشأ بالضرورة في جنوب أفريقيا. من الأرجح أنه قد ظهر في منطقة ما من دون أن يتم التعرّف إليه. وهذا ما تدعمه حقيقة تعدّد طفراته. لا يمكن لمتحور من هذا القبيل أن يتشكل في غضون يومين فقط، بل سيستغرق وقتاً أكبر من ذلك بكثير. كما أننا لا نعرف ما هي المراحل الأولية للمتحورات الجديدة التي قد تظل متداولة في أفريقيا. وربما لن نعرف أبداً”.

وبينما تفيد تقارير أولية بأنّ الأشخاص الذين أصيبوا بالمتحوّر الجديد يعانون أعراضاً خفيفة نسبياً فقط، تشير الباحثة إلى التفاوت في قراءات الأعراض. قد يزعم البعض أنّ الأعراض أكثر اعتدالًا بينما يسطر البعض الآخر أعراضاً أكثر حدّة. وهذا ما يدعم عدم التأكد لناحية البيانات في الوقت الحالي. “هناك عدد قليل جداً من الحالات المؤكدة، مع الإشارة إلى الاختلاف في الهيكل العمري في أفريقيا مقارنة بذلك الموجود في أوروبا. كما أنه من المستحيل حالياً تحديد ما سيحدث هنا (أي في ألمانيا) إذا سيطر المتحور ليصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً”. وعبّرت الباحثة عن أملها أن يبقى اللقاح سداً فعالاً أمام المزيد من الأعراض الحادّة.

ويطرح المتحوّر الجديد السؤال حول درجة العدوى مقارنة بمتحوّر “دلتا”. وعلى هذا السؤال، تجيب الباحثة بالتذكير بالنقص في الأدلة الواضحة على أنّ “أوميكرون” هو في الواقع، أكثر عدوى من “دلتا”، وهو بالفعل معدٍ للغاية. أما المؤكد، فهو أن “أوميكرون” نجح في الهيمنة في جنوب أفريقيا في غضون أسابيع قليلة. لكن يجب ألا ننسى أنّ أعداد المصابين التي سجّلت في الأسابيع الأخيرة في جنوب أفريقيا كانت منخفضة جداً لدرجة عدم تسجيل أي عدوى بمتحور “دلتا” على الإطلاق.

وهذا يعني أن “أوميكرون” يمكن أن يصيب أشخاصاً أكثر بكثير من متغيّر “دلتا”، والذي لا تزال اللقاحات توفر حماية مقبولة ضدّه. وهذا ما يستدعي استمرار الناس بالحصول على اللقاح من أجل تأمين الحماية ضدّ الأعراض الشديدة. وبالانتظار، تستمر الإجراءات الاحترازية والاختبارات لمراقبة مدى خطورة “أوميكرون” وتحديد ما إذا كان يجب تعديل اللقاحات. وفي ظل انتشار المخاوف، تشدّد الباحثة على ضرورة احترام الإجراءات المتّخذة والتقليل من الاحتكاك الاجتماعي الذي يكبح بالفعل انتشار الفيروس، على أمل الاستمرار في سد الفجوات في عمليات تأمين اللقاح ليس فقط في ألمانيا، وإنما في جميع أنحاء العالم”.

وفي ظل نسب التطعيم التي لا تزال متواضعة نسبياً في لبنان، يحرص موقع “لبنان الكبير” الإلكتروني على تذكيركم بضرورة العودة إلى منشورات منظمة الصحة العالمية والتمسك بالإرشادات العالمية وبالإجراءات التي تفرضها الجهات المعنية من أجل الحفاظ على سلامتكم وسلامة المحيطين بكم.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال