أزمة الوقود تُنعش سوق سيارات الـ4 سلندر!

راما الجراح

تتفاقم الأزمة في لبنان يوماً بعد يوم، وترتفع أسعار المحروقات وتتغير تسعيرة جدولها كلما ارتفع سعر صرف الدولار، وإزاء هذا الواقع يتجه اللبنانيون إلى اقتناء سيارات صغيرة 4 سلندر بُغية التوفير، وأصبحنا نلاحظ معاناة أصحاب صالات عرض السيارات الكبيرة والفخمة شبه الخالية والتي تعكس صعوبة الأوضاع التي نمر بها.

وأكد أحد العاملين في شركة “كيا” لـ”لبنان الكبير” أن “هناك إقبالاً كبيراً عند الناس لشراء سيارات صغيرة، وبدأنا نلمس هذا الشيء منذ شهر أيلول حتى اليوم إذ تضاعفت الأعداد على الرغم من ارتفاع أسعار هذه السيارات بسبب الطلب الكبير عليها، وقد وصلت أسعارها إلى نحو 12 الف دولار، ولكن ما يميزها هو توفيرها للبنزين بشكل أساسي، ولكن هذا لا يعني أن الحركة هذا العام جيدة، بل على العكس مقارنة بالعام الماضي فقد تراجعت بشكل ملحوظ”.

وأشار المصدر إلى أن “هناك شركة أخرى في لبنان قد استوردت سيارات تعمل على الكهرباء موديل 2022 بكميات محدودة، معتبرين أنهم بهذه الطريقة يستطيعون تعويض خسارتهم بتراجع الطلب على السيارات الكبيرة ذات الـ 6 سلندر فما فوق، لكن ثمنها باهظ جداً من جهة وأقلية من الناس تستطيع شراءها ودفع ثمنها “بالفريش” دولار، ومن جهة أخرى أزمة الكهرباء في لبنان لم يتم معالجتها حتى الساعة، وبالتالي من يريد شراء سيارات كهذه يجب أن لا يُفاجأ بفاتورة الكهرباء آخر الشهر، لذلك لا اتوقع أن يتم الإقبال على شرائها، وأتوقع أن ينتعش سوق الكيا كثيراً في لبنان في الأيام المقبلة”.

وسلندر المحرك، هو الجزء من المحرك الذي يتحرك بداخله المكبس، وهو أحد أجزاء المحرك الأساسية والأهم على الإطلاق، فحركة المكبس داخل السلندر في ما يُسمى “غرفة الاحتراق” وهي التي تقوم بضغط خليط الهواء والوقود وإشعاله إما ذاتياً أو بواسطة مُساعدة شمعات الاحتراق في محركات الديزل، وهذه العملية ككل ينتج منها توليد الطاقة اللازمة لأداء مهام السيارة. وللمزيد من الدقة يجب معرفة الفارق بين 4 سلندر و6 سلندر في المحركات، فكلما ازداد عدد السلندرات في المحرك دل ذلك على ازدياد قوته وقدرته على حرق المزيد من الوقود في الدورة عينها، ومع ذلك بطبيعة الحال يزداد وزن السيارة واستهلاكيتها للوقود وبالطبع سعر السيارة ككل.

ورأى بكري بكري، وهو صاحب معرض للسيارات في منطقة جب جنين في البقاع الغربي أن “أسعار سيارات الـ 4 سلندر ارتفعت بنسبة تفوق الـ 40% عن قبل وذلك بسبب زيادة الطلب عليها الذي وصل إلى حدود 80%، إذ تتميز هذه السيارات عن غيرها بأنها توفر البنزين بسبب حجمها الصغير بالنسبة للسيارات الأخرى، والسيارات التي كانت أسعارها 4 آلاف دولار، نعرضها اليوم بنحو 5 آلاف و500 دولار، ولا شك في أن هذه السيارات تحتاج إلى صيانة دائمة وهذا أمر طبيعي، فجميع قطع السيارات اليوم أصبحت باهظة الثمن، ولكن ما يميزها أنه يمكن أن تسير أكثر من 250 كلم بتنكة بنزين واحدة (20 ليترا) وهذا شيء جيد جداً اليوم ويناسب اللبناني في ظل الأوضاع الصعبة التي نمر بها تحديداً في ما يخص أسعار قطع السيارات من جهة وغلاء البنزين في حال توافره من جهة أخرى”.

من جهته، أكد عثمان صاحب سيارة “Kia Picanto” أن “سيارات 4 سلندر تستهلك وقوداً قليلاً مقارنة بغيرها وتسير من 350 إلى 400 كلم بالتنكة “في السحبات” أي مثل النزول من البقاع إلى بيروت ذهاباً وإياباً، وبحدود الـ300 كلم عند التجول في الشوارع والأحياء، فأقل ما يقال عن هذه السيارات انها وفّيرة للبنزين، وخصوصاً بعد غلائه وتجديد تسعيرته كلما ارتفع سعر صرف الدولار وانخفض، إذ يمكنك بسيارة الـ “Kia” أن تمضي مشوارا سريعا بين البقاع وبيروت بنحو 200 ألف ليره لبنانية بنزين نزولاً وصعوداً وهذه الأمور أصبحت مُغرية اليوم”.

واعتبر أنه “بالنسبة للتصليح، سيارات الـ4 سلندر وبالأخص الـ Kia picanto لا تحتاج إلى صيانة دائمة كباقي السيارات، إضافة إلى أن قطعها ليست باهظة الثمن، فمثلاً تحتاج بشكل دائم فقط لتغيير “الكوليه” (المكابح) والزيت (للمحرك) كل 4 إلى 5 أشهر ويبلغ ثمنها 15 دولاراً فقط”.

وعن سعر السيارة، قال: “اشتريت سيارتي بـ4 آلاف دولار عندما كان سعر صرف الدولار 8500 ليرة، واليوم لا أقبل أن أبيعها بأقل من 5500 دولار، وبالأساس تتضارب المعلومات ويقال أنه مع بداية العام الجديد سيرتفع سعر الدولار الجمركي وبالتالي سترتفع أسعار هذه السيارات أيضاً، وبطبيعة الحال هذه السيارات هي الأكثر طلباً اليوم، لتوفير البنزين، وللتخلص من أعباء التصليح وغلاء قطع الغيار”.

شارك المقال