بعد الاشتباه بدخول حالتين من المتحور أوميكرون الى لبنان الأسبوع الماضي، أكّد وزير الصحة منذ يومين تسجيل 8 حالات أوميكرون، واكتشف مختبر كوفيد-19 في الجامعة اللبنانية إصابات جديدة فيه، وبالتالي وصل عدد الاصابات الى 60 إصابة مؤكدة، جميعها دخلت عبر مطار رفيق الحريري الدولي، بعضها من أفريقيا تحديداً من ساحل العاج ونيجيريا وغينيا وإثيوبيا، وبعضها من دول أخرى (بريطانيا وإسبانيا وتركيا والولايات المتحدة الأميركية والإمارات)، وهذا دليل على تفشي المتحور في دول عديدة، وأنّ الوقت قد حان لوصوله الى لبنان.
وقد اقتربت الاصابات في ارتفاعها من 1914، مما يعني أنّ لبنان يعاود الدخول الى الدائرة الحمراء أي الى دائرة الخطر. فمنذ فصل الصيف لم تتخطَّ الحالات الـ600، وهذا الرقم الذي ناهز الـ2000 لم نشهده منذ العام الماضي. وتكثر التوقعات في أنّ فصل الشتاء هو عامل ارتفاع هذه الاصابات بسبب نقص المناعة، ولكن ماذا عن عدم الالتزام بالاجراءات الوقائية اللازمة؟
وبما أنّ الأعياد أصبحت على الأبواب، عدّاد كورونا سيحلّق، سواء بسبب التجمعات من أجل التحضير للعيد والتزيين أو بسبب السهر. فالمواطنون باتوا يشكون من الفيروس والضغط الذي يسبّبه لهم، الى أن “انفجروا” بعدم التزامهم بيوتهم، لكن ماذا عن الانفجار الصحي؟
فعلى الرغم من أنّ وزير الصحة فراس أبيض رفع جاهزية المستشفيات بنسبة 30%، الا أنّ نسبة إشغال أسرّة العناية اليوم وصل الى 75%، فهناك ما يقارب 800 سرير بينما هناك 604 منها مشغولة. ومن الناحية الايجابية، تشهد مراكز التلقيح اكتظاظاً من قبل الناس، في حين أكّد أبيض “رفع نسبة تجاوب المواطنين مع حملة التلقيح من 20 ألف مواطن في الحملات السابقة إلى ما يزيد عن 65 ألف مواطن في آخر حملة”.
البزري: الجرعة الثالثة تزيد الفعالية
عن الاقبال الكثيف على اللقاحات في هذه الفترة، أوضح رئيس اللجنة الوطنية لإدارة لقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري لـ”لبنان الكبير” أنّ “نسبة ارتفاع الاقبال على اللقاح له ثلاثة أسباب؛ أولاً لأنّنا سمحنا لكل الفئات العمرية بتلقّي اللقاح، ثانياً بسبب ظهور أوميكرون الذي أرعب الناس فأدركوا أنّ فيروس كورونا ما زال يتجدّد ولم ينتهِ بعد، ثالثاً بسبب الاجراءات التي اتخذها مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير والتي سنُطبقها هذا الموسم وفي الشهرين المقبلين”.
من تلك الاجراءات: فرض قيود على حركة التجول لغير الملقحين من السابعة مساءً حتى السادسة صباحاً، وإجبار العاملين الذين لم يتلقوا اللقاح على ان يجروا فحص الـpcr كل ٣ أيام والا فلن يسمح لهم بالذهاب الى مراكز عملهم. بالاضافة الى السماح للمطاعم وأماكن السهر والأماكن العامة باستقبال نسبة 50% من الناس.
عن الدراسات التي أظهرت أنّ اللقاح غير فعّال تجاه أوميكرون، نفى البزري ذلك قائلاً: “غير صحيح ولا يوجد أي دراسة تؤكد ذلك حتى الآن. بعض الدراسات أكّدت أنّ الجرعة الثالثة تزيد الفعالية، ومن الممكن أن يخف جزء من فعالية اللقاحات لكنّها في النهاية تظل فعالة ولو بنسبة أقل”.