نشر موقع صحيفة “تلغراف” البريطانية مقالا يتوخى “الإجابة على أبرز الأسئلة التي تطرح حاليا حول متحور “أوميكرون” الجديد، بما في ذلك كيفية إبطاء انتشاره والحماية التي توفرها اللقاحات والجرعات المعززة”.
ما هي أعراض متغير “أوميكرون”؟
يتسبب المتحور الجديد، حسبما نقل المقال عن خبراء، بمجموعة من الأعراض “المختلفة بعض الشيء” مقارنة بالمتغيرات السابقة، بما في ذلك الآلام في منطقة أسفل الظهر وفي الحلق (…) كما تشير الدلائل الناشئة إلى انتشار أوميكرون بسرعة أكبر، مما يؤدي إلى ذروة أسرع وأعلى مقارنة بالمتغيرات السابقة، حتى ولو صمدت المناعة أمام المرض الشديد. وأبلغ البعض عن “شكل أقل خطورة بكثير” من الموجات السابقة وتحديدا في جنوب أفريقيا، ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست سوى نتائج أولية وبالتالي يمكن للوضع أن يتغير”.
ماذا إن أصبت بأوميكرون؟
لقد أخطرت جميع الجهات المعنية بضرورة العزل الذاتي (…) والتواصل مع وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة على سبيل المثال لإجراء اختبارات قد تثبت عدوى بحالات أوميكرون. ويطرح في هذا السياق سؤال آخر حول مدى خطر الإصابة بأوميكرون أكثر من مرة. وفي إطار دراسة أولية واسعة النطاق لجنوب أفريقيا، نُشرت على موقع “Medrxiv” الإلكتروني، أجري مسح لما يقرب من ثلاثة ملايين شخص مصاب بكورونا، ووجدت الدراسة أن خطر الإصابة مرة أخرى بمتغير أوميكرون أعلى بثلاث مرات من الخطر المعلن عنه في ما يتعلق بسلالات دلتا وبيتا للفيروس. واستنتج الباحثون أن الأدلة تشير إلى أن متغير أوميكرون يمتلك قدرة كبيرة على التهرب من المناعة المكتسبة بشكل محتمل، من عدوى سابقة.
من أين أتى اسم أوميكرون؟
في ضوء التجارب السابقة، سميت المتحورات الجديدة من Sars-COV-2 منذ أيار الماضي، بالاعتماد على أسماء متسلسلة من الأبجدية اليونانية بموجب اتفاقية تسمية ابتكرتها لجنة خبراء في منظمة الصحة العالمية. واعتمدت هذه الطريقة لمنع ربط أسماء المتغيرات بالأماكن التي اكتشفت فيها لأول مرة، نظرا لأن التسميات قد تصبح تمييزية وتشكل وصمة عار.
هل تحمي اللقاحات من المتحور الجديد؟
لا ينبغي للشك أن يساور أحدا حول موجة المد والجزر الآتية من أوميكرون. يقول أحد المتخصصين لتلغراف: “أخشى أنه بات من الواضح الآن أن جرعتين من اللقاح لا تكفيان ببساطة لتقديم مستوى الحماية الذي نحتاجه جميعا. لكن الخبر السار هو أن علماءنا واثقون أننا قادرون مع جرعة ثالثة أي جرعة معززة على أن نكتسب مجددا مستوى الحماية، مع الإشارة إلى أن الحماية التي توفرها اللقاحات سوف تتآكل لأن اللقاحات الحالية أقل ملاءمة لمتغير أوميكرون والهدف هو تعزيز مستوى الحماية السابق. وكانت شركة “Pfizer” أعلنت في بيان إن 3 جرعات من لقاح “Pfizer / BioNTech Covid” فعالة ضد متغير أوميكرون، مضيفة أن الأفراد المعززين يتمتعون بمستوى الحماية عينه على غرار الأشخاص الذين تلقوا جرعتين ضد فيروس كورونا بشكله الأصلي. وأشارت البحوث الألمانية التي كشف النقاب عنها الثلاثاء 7 كانون الأول، إلى قدرة المتحور الأخير على تجنب الأجسام المضادة التي يتم إنتاجها عن طريق الجرعات المعززة، إلى حد كبير.
ماذا تقول منظمة الصحة العالمية عن أوميكرون؟
وأعلنت منظمة الصحة العالمية اكتشاف متحور أوميكرون في جميع أنحاء العالم حيث أبلغت 77 دولة حتى الساعة عن رصده، مشيرة إلى أن المتغير شديد التحور وقد يترك “تأثيرا كبيرا” في مسار الوباء. وأشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، في مؤتمر صحافي من جنيف، إلى انتشار أوميكرون “بمعدل لم نشهده مع أي متغير سابق، مشددا على عدم الاتكال على فعالية اللقاحات وحدها للخروج من هذه الأزمة وإنما على التمسك بالتدابير والإجراءات الموصى بها”.
وهذا يعيدنا إلى عدم التكافؤ في مستويات التطعيم إذ “لا تزال 41 دولة غير قادرة على تطعيم 10% من سكانها، و98 دولة لم تصل إلى هدف الـ 40%”، عدا عن التفاوت الكبير بين المجموعات السكانية في بلد واحد (…) وحسب الخبراء، تشير الدلائل إلى “انخفاض طفيف في فعالية اللقاحات ضد الأمراض الشديدة والوفاة، وتراجع في الوقاية من المرض الخفيف أو العدوى. وقد دفع ظهور أوميكرون بعض البلدان إلى طرح برامج اللقاحات المعززة لجميع السكان البالغين، حتى مع الافتقار إلى أدلة على فعالية المعززات ضد هذا المتغير”.
كما شدد د. مايك راين على أهمية تحديد الأولويات، داعيا إلى أن تكون الأولوية في كل بلد، وعلى الصعيد العالمي، لحماية الأقل حماية، وليس الأكثر حماية، لأن الجائحة ستنتهي فقط حين يتم القضاء على عدم المساواة في التطعيم”.
أخيرا، ومع الإعلان عن رصد حالات “أوميكرون” في لبنان، يدعوكم “لبنان الكبير” لمتابعة تحديثات منشورات منظمة الصحة العالمية والتمسك بالإرشادات والإجراءات الوقائية والإبلاغ في حال الإصابة بالعدوى، لضمان سلامتكم وسلامة المحيطين بكم.
المصدر (تحديث مستمر): telegraph