أوميكرون “هدية لطيفة” بمناسبة الأعياد؟!

حسناء بو حرفوش

جرعة من الإيجابية شاركها الموقع الفرنسي “Connexion France” في مقال يرجح نقلا عن خبراء، أن يكون “أوميكرون”، متغير كورونا الجديد والأكثر عدوى، أقل ضراوة بشكل محتمل مقارنة بالسلالات السابقة مما قد يعطي دفعة للمناعة الجماعية من دون زيادة كبيرة في أعداد الوفيات. ووفقا للمقال، “قد يحمل المتحور الجديد بعض الأخبار الجيدة، فعلى الرغم من انتشاره السريع في جميع أنحاء العالم، إلا أنه ليس مدمرا على الإطلاق. وهذا ما كتب عنه الطبيب الفرنسي وكاتب العامود الطبي جيرالد كيرزيك (…) كما أعلنه وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران حين قال إنه من الواضح أن البديل ليس أكثر خطورة من متغير دلتا”.

ووسط التضارب المستمر في المعلومات حول المتحور وغياب المعلومات الدقيقة، نقل عن البروفيسور تيم سبيكتور، الذي درس فريقه نحو ألف من الحالات، تشبيهه لبعض الإصابات بالسلالة الجديدة بالحالة الأكثر اعتدالًا والتي تشبه الزكام الشديد. وأضاف أن الأعراض الثلاثية الكلاسيكية لم تعد تظهر لدى المصابين بالمتحور الجديد وتحديدا السعال والحمى وفقدان أو تغير حاسة الشم والذوق. أما أهم الأعراض التي أبلغ عنها المصابون بأوميكرون فهي العطس والصداع وسيلان الأنف والتهاب الحلق. ولحظ تحسن الجميع تقريبًا بعد مرور حوالي خمسة أيام”.

وعلى الرغم من ارتفاع أعداد المصابين في العالم، لم يتم ربطها بارتفاع في نسب الوفيات. وفي المملكة المتحدة على سبيل المثال، سجلت نتائج إيجابية في اختبار أكثر من 80 ألف شخص كل يوم على مدار الأسبوع الماضي، وأشارت البيانات الصادرة عن وكالة الصحة والأمن في المملكة المتحدة إلى أن أكثر من نصف الحالات الإيجابية الجديدة تعاني من متغير أوميكرون. ومع ذلك، أفاد موقع حكومة المملكة المتحدة على الإنترنت منذ يومين بانخفاض الوفيات المرتبطة بكورونا. كما حاول مؤسس موقع تتبع “Covid Météo-Covid” فابيان لاكولز، استقراء البيانات المتعلقة بأوميكرون والمتوفرة حاليًا، واقترح أن المتغير، يتسبب في موجة ذات معدل حدوث مشابه، بدخول المستشفيات بنسبة 40 ٪ أقل من النسب التي سجلت في حالات دلتا.

“هدية الأعياد”

وشبّه عالم الفيروسات إيف فان ليثام في حديث لصحيفة “La DH” البلجيكية، أوميكرون بـ”هدية الميلاد اللطيفة إذ أن المتغير الأقل ضراوة والذي يحل مكان دلتا، قد يسمح للأشخاص غير المحصنين بالحصول على مناعة بطريقة حميدة. ومع ذلك، لا بد من التذكير بأنه على الرغم من احتمال أن يكون أقل ضراوة، أوميكرون هو بالتأكيد أكثر قابلية للانتقال من المتغيرات السابقة، ويعتقد أنه ينتشر مرتين إلى ثلاث مرات أسرع من دلتا، والتي كانت بدورها معدية بشكل أكبر من ألفا، حسب صحيفة “نيويورك تايمز.” وبالتالي، حتى ولو تسبب أوميكرون بظهور أعراض أكثر اعتدالا، فإن العدد الهائل من المصابين سيؤدي بالتأكيد إلى رفع نسب الدخول للمستشفيات، وهذا ما يستدعي قلق الحكومات والسلطات الصحية في جميع أنحاء العالم.

الفيروس يضعف تدريجيا؟

(…) ومنذ بداية جائحة كورونا، اقترحت العديد من النظريات أن الفيروس سيفقد تدريجيا قدرته على التسبب المحتمل بالأعراض الحادة، انطلاقا من النظرية القائلة بأنه مع تطوره للبقاء على قيد الحياة بشكل أفضل، ربما سيصبح أكثر قابلية للانتقال، لكنه سيضعف بالتوازي من أجل تجنب إيذاء مضيفيه أيضًا بسرعة. لكن لم يثبت حتى الآن أن ذلك ينطبق على أوميكرون. ومع ذلك، تناقض العديد من الدلائل هذه النظرية حيث افترضت ميرسيا صوفونيا في دراسة حول تطور ضراوة الفيروس، أن “العدوى التي ظهرت من خلال متغير ألفا أدت إلى عدد وفيات أكبر في الغالب من تلك النسب التي تسببت بها السلالات السابقة (…) كما تظهر أحدث النتائج المتاحة أيضًا أن متغير دلتا أكثر ضراوة من ألفا، لأنه تسبب بعدد أكبر من حالات الاستشفاء بين الأشخاص غير الحاصلين على اللقاح”.

كما لم يتأكد أن العديد من الفيروسات الأخرى أصبحت أقل خطورة خلال تطورها. وفي الكثير من الأحيان وبعكس النظرية الأولى، قد يصبح الفيروس أكثر ضراوة عندما يتحور ليزيد قابلية انتقاله، حيث يزيد من إنتاجه للجزيئات الفيروسية. وهذا ما قد يجعله أكثر عدوى ويزيد من حدة الأعراض التي يعاني منها المصابون (…) أما إذا ثبت بالفعل أن أعراض أوميكرون أخف من أعراض دلتا، كما تشير النتائج الأولية حتى الآن، فهذا يبشر بأنه قد يخالف هذا الاتجاه الأخير”.

أخيرا وفي هذه الفترة الغامضة من عمر البشرية والأبحاث المستمرة حول فيروس كورونا ومتحوراته، يدعوكم “لبنان الكبير” للتحصن باللقاح واتباع توصيات منظمة الصحة العالمية وإرشادات الجهات المعنية وأهمها ارتداء قناع الوجه والحفاظ على التباعد الاجتماعي، حفاظا على صحتكم وصحة المحيطين بكم.

المصدر: connexion france

شارك المقال