هذا ما ينتظر الطرابلسيين… في 2022!

إسراء ديب
إسراء ديب

يمرّ عام ويأتي آخر، والوضع في طرابلس يزداد سوءًا وشراسة، إذ ْتُطوى صفحة هذا العام بالكثير من الأسى والعتب على أنقاض الدّولة التي تمكّن القائمون عليها بمعظمهم لسنوات، بدفع شعبهم إلى التأقلم على الذلّ والمهانة والقبول بكلّ انعكاساتهما مهما بلغتا من قوّة.

لا يُفكّر الفقير في طرابلس بالاحتفال هذا العام أو في الأعوام المقبلة، بل يُفكّر بكيفية الاستمرار في هذه البلاد التي يستجدي فيها لقمة عيشه وحقوقه الرئيسية، ومن يعيش في باب التبانة، القبة، حيّ التنك في الميناء وغيرها من المناطق، ضهر المغر، الحارة البرانية… ومناطق مختلفة وأحياء قد يعرفها الإعلام وقد يجهلها، يُدرك أنّ بطون الجائعين هذا العام كانت تدقّ أبواب المسؤولين يوميًا، لكن لم يُلبّ نداءها أحد، إلّا كلّ من كان وما زال “يُقبّل الأيادي” فهو الوحيد القادر على العيش، أمّا المواطن الشريف فلا مكان له في هذه البلاد.

ينتهي هذا العام، بلا زينة أو أمسيات تُحيي هذه المناسبة، وبلا حفلات أو مهرجانات قد تُزيّن معرض رشيد كرامي الدّولي الذي غالبًا ما تكون حركته “مشلولة” على الرّغم من أهمّية دوره الفاعل في المنطقة لا على الصعيد المحلّي فحسب. ويُمكن القول، أنّ المدينة التي عرفت العديد من الأحداث الأمنية، الاقتصادية، والسياسية هذا العام، ستكون على استعداد لتجديد عهدها لتحمّل المزيد في العام الجديد.

الاحتفال هذا العام: المغتربون أوّلاً

حسب بعض أصحاب المطاعم شمالًا، فإنّ المغتربين هم أكثر من يزورهم هذا العام. ويقول صاحب أحد مطاعم السهر في زغرتا لـ “لبنان الكبير”: “إنّ الإقبال هذا العام كان ضئيلًا مقارنة بالأعوام السابقة وذلك بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، وهذا ما دفعني إلى تخفيض أسعار الدخول إلى مطعمي السبت للسهر ليلًا إلى 200 ألف ليرة بين مشروب وعشاء، وكنت أضطر في الكثير من الأحيان إلى دعوة أصدقائي مع حسومات إضافية حفاظًا على المكان واستمراريته”.

ويُضيف: “أمّا ليلة رأس السنة، فنشهد إقبالًا كبيرًا على الحجز لحفلات طربية، وبطل هذه الحجوزات هو المغترب أو أهالي هذا المغترب الذي أرسل لهم أموالًا إمّا لأنّهم معتادون على ذلك، أو سعيًا منه لمساعدتهم على استبدال أجواء كآبة هذا العام بأجواء مبهجة، وهذا حقّهم، وبالتالي لا يتمكّن أيّ موظف لبناني لا سيما شمالًا من إحضار عائلته للسهر إلّا بوجود يدّ خفية تُساعده وهو المغترب بالتأكيد…”.

أمّا في مطاعم طرابلس وتحديدًا في “الضمّ والفرز” فتحتفل في هذه الليلة بعض المطاعم فيه، لكن لا تشهد إقبالًا كثيفًا على أجوائها كتلك الموجودة في البترون أو زغرتا.

عام 2021: أحداث خطيرة… وهذا ما ينتظرنا!

واجهت الفيحاء هذا العام مجموعة من الأحداث عاش فيها المواطنون لحظات عصيبة أقلقتهم من احتمال تدهور الوضع الأمنيّ، وذلك بدءًا من ليالٍ مرعبة شهدتها طرابلس أمام السراي بعد اندلاع مواجهات بين القوى الأمنية ومتظاهرين نددوا بصعوبة الوضع المعيشي في البلاد، إضافة إلى حرق مبنى البلدية ومخفر التلّ، وهي ليلة وصفها الطرابلسيون بأنّها كانت “مرعبة” ولا سيما تلك المتعلّقة بحرق مبنى البلدية الذي يُعدّ تاريخيًا، فضلًا عن الاحتجاجات الشعبية التي دفعت أحد المواطنين منذ أيّام إلى قطع الطريق بجسده أمام سراي طرابلس، وصولًا إلى ارتفاع مستوى جرائم القتل والإدمان اللذين يُنبئان بمستقبل قاتم للأجيال المقبلة، وغيرها من جرائم السرقة والسلب والقلق من السير ليلًا ونهارًا، مع الكثير من الأزمات والمشاكل الأمنية التي وصلت إلى مطاردات في وضح النهار، وغيرها من الأحداث.

ويُشير مصدر أمنيّ لـ “لبنان الكبير” إلى أنّ عام 2021 كان مليئًا بالمخاطر الأمنية وآخرها عودة الحديث عن داعش وانتقال الشبان إلى مناطق القتال عربيًا للالتحاق بالتنظيم لأسباب مختلفة، قد تكون معلنة وقد تكون سرية، لكن عام 2022 من المتوقّع أن نشهد المزيد من هذه الجرائم والأحداث، لأنّ الأزمات ما زالت على حالها ولن تتغيّر بتغيّر أرقام السنة، بل ستتغيّر عندما تتضافر الجهود الرسمية والأمنية لفرض الأمن، وهي قادرة على ذلك، ولا سيما على الشبان المراهقين الذين يتأثرون في مرحلتهم العمرية بالتجاوزات الأمنية والأخلاقية أيّ عبر الإدمان”.

في هذا السياق، يُجمع متابعون لأحداث طرابلس اليومية، أنّ الأحداث المقبلة ستحمل خطورة أكبر من السابق، ولا سيما بعد وقوع جرائم عدّة وتحكّم “مافيات” تتألّف من بعض الشبان (صغار السنّ) ببعض أحياء طرابلس الشعبية منها وأخرى غير شعبية، لتقوم بسرقة كلّ ما يصل إلى أيديها، ومتأكّدة أنّ “الدّولة بعناصرها كاملة في غيبوبة”، عدا عن الجرائم التي لا نعرف متى تُرتكب وكيف تُتابع القضية لمحاسبة الفاعلين…

شارك المقال